إسرائيل تزيد من ضغوطها على لبنان

ما زال لبنان تحت صدمة العدوان الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية عشية عيد الأضحى، والذي تسبب بدمار واسع في الأبنية السكنية. وكثرت القراءات السياسية لأبعاد هذا العدوان، حيث تجمع الأوساط السياسية على ان العدوان يندرج في إطار عملية ضغوط هائلة يتعرض لها الحكم في لبنان لترويضه إلى تنازلات تفضي إلى اتفاق مشابه لاتفاق 17 مايو والذي يمنح إسرائيل الوصاية السياسية والعسكرية على لبنان كحال الضفة الغربية.
وترجم الإسرائيليون أهدافهم من خلال مخاطبة لجنة المراقبة لمطالبة الجيش اللبناني بمداهمة عدد من المواقع في الضاحية، وعمل الجيش على تفتيش هذه المواقع والمباني والتي لم يتبين فيها أي أسلحة، إذ عمل الجيش اللبناني يوم الخميس على تفتيش ثلاثة مواقع في الضاحية، لكن الإسرائيليين أصروا على التصعيد وتوجيه ضربة هي الأقوى منذ اتفاق وقف إطلاق النار.
بعد صدور التحذيرات الإسرائيلية لأحياء الضاحية، تحرك المسؤولون اللبنانيون لمنع الضربة، أجريت اتصالات، كما أبلغ الجيش اللبناني لجنة المراقبة بالدخول إلى المواقع المحددة، لكن الإسرائيليين رفضوا ذلك، ولدى دخول قوة من الجيش إلى موقعين أقدم الإسرائيليون على توجيه ضربات تحذيرية لإخراج الجيش من هذه المواقع. لم يسمح الإسرائيليون للجيش اللبناني بمواصلة عمله، وكأن هناك نية متعمدة للتصعيد، وهو ما انعكس في بيان قيادة الجيش. وأصبح من الواضح أن إسرائيل تريد من خلال هذا التصعيد فرض جملة وقائع، أولها الضغط على الإدارة الأمريكية التي تحاول طرح حل عبر سلة شاملة تنص على الانسحاب الإسرائيلي وإطلاق سراح الأسرى ووضع جدول زمني لسحب سلاح حزب الله وترسيم الحدود. لكن الإسرائيليين يرفضون الانسحاب حتى الآن ويريدون تحقيق كل شيء قبل الإقدام على أي خطوة.
إلى ذلك يزور الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بيروت الأسبوع المقبل، وتؤكد مصادر فرنسية رفيعة أن الزيارة تأتي في إطار إجراء تقييم مع المسؤولين اللبنانيين حول الإصلاحات، وخصوصاً التشريعات المتعلقة بمكافحة الفساد، وإعادة تنظيم القطاع المصرفي والمالية العامة.