زيادة مبيعات أسواق الذهب خلال موسم الأعياد

زيادة مبيعات أسواق الذهب خلال موسم الأعياد

 

 

بين عدد من تجار الذهب انتعاش حركة السوق خلال موسم عيد الأضحى المبارك، واصفين تضاعف الطلب على المعدن النفيس بالمنتظر في هذه الفترة من كل عام، التي تعد انطلاقا من الأول من شهر ذي الحجة موسما لبيع المجوهرات، مرجعين ذلك إلى العديد من الأسباب أولها اعتبار القطع الذهبية من بين الهدايا الأنسب في موسم عيد الأضحى، المتزامنة هذا العام مع انطلاق مرحلة الإجازات السنوية للمواطنين والمقيمين ما سيرفع من الحاجة إلى المعدن الأصفر، متوقعين استمرار هذا الانتعاش إلى غاية نهاية اجازة العيد، مقدرين نسبة زيادة الإقبال على سوق الذهب في الدوحة بحوالي 50 %، إذا ما قورنت الأوضاع بما كانت عليه الأوضاع قبل شهر من الآن.

في حين أكد البعض الآخر منهم على أن اقتناء الذهب لا ينحصر على فئة معينة دون أخرى، بل يشترك فيه المقيمون و المواطنون الذي يعدون الأكثر طلبا، بالأخص فيما يتعلق بالمصوغات التقليدية ككرسي جابر و غيره من الأنواع الأخرى، مشيرين إلى استقرار الأسعار خلال الفترة الأخيرة، ومبينين وفرة الذهب في الأسواق، وذلك من خلال الاعتماد على سياسة الدمج الدمج بين المجوهرات القادمة من الخارج والمستوردة من مجموعة من البلدان من بينها الكويت وسلطنة عمان خليجيا، وإيطاليا أوروبيا، إلى جانب غيرها من المصوغات المحلية التي تعد الأكثر طلبا من طرف المستهلكين.

انتعاش السوق

وفي حديثه للشرق أكد عبد القوي العفيفي انتعاش حركة السوق المحلي للذهب خلال المرحلة الحالية، والتي تميزت بزيادة واضحة في الاقبال على المعدن النفيس، وذلك انطلاقا من أول أيام شهرذى الحجة، مرجعا ذلك إلى بحث العديد من الأفراد عن اقتنائه وتقديمه كهدية قيمة في هذه الفترة تخلد ذكرى العيد و تقوي الروابط الأسرية، التي تعزز بمثل هذه الخطوات، قائلا ان تضاعف معدلات الطلب على الذهب في موسم عيد الأضحى يعد أمرا منتظرا بالنسبة إليه، و سلوكا استهلاكيا ألفه طيلة السنوات الماضية، كاشفا على أن المجوهرات التقليدية تأتي على رأس قائمة أكثر المصوغات طلبا من طرف المستهلكين، بالذات المواطنين يضعون الحلي الأصلي في صورة كرسي جابر على رأس طلباتهم خلال هذه الفترة.

وقدر العفيفي نسبة زيادة الطلب على الذهب بدءا من أول أيام شهر ذي الحجة بحوالي 50 %، إذا ما قورنت بما كانت عليه الأوضاع قبل شهر من الآن، متوقعا تحسن هذه النسبة خلال الأيام المقبلة وصولا إلى آخر أيام موسم إجازة عيد الأضحى، الذي قد يتراجع معها الطلب على المعدن النفيس بشكل تدريجي، خاصة واننا في فصل الصيف الذي يعد موسما للإجازات السنوية، حيث يسافر غالبية المقيمين إلى بلدانهم، بينما يتوجه المواطنون إلى مجموعة من الدول الأخرى للراحة وتغيير الأجواء، قبل العودة مجددا إلى الدوحة والرجوع إلى ممارسة مهامهم كل على حسب اختصاصه، منتظرين تضاعفا في الحاجة إلى الذهب انطلاقا من شهر سبتمبر المقبل، الذي سيشهد انتعاشة أخرى في جميع الأسواق وليست المتعلقة بالذهب وفقط.

وفي ذات السياق شدد سالم السعدي على أن الفترة الحالية تعد من بين أهم مواسم تجارة الذهب في قطر، في ظل اعتبار المصوغات والمجوهرات هدايا قيمة يتم تقديمها في هذه المراحل بنية تقوية الروابط الأسرية في مثل هذه الفترات، مصرحا أن نسبة الطلب على المجوهرات قد تتعدى حاجز الستين بالمائة لتصل إلى سبعين بالمائة بحلول آخر أيام عيد الأضحى المبارك إذا ما قورنت بما كانت عليه في الأسابيع الماضية، مؤكدا على الدور لعبه الاستقرار في قيمة المعدن النفيس هذه الأيام على حجم الإقبال على اقتنائه، مبينا وفرة الذهب بالكميات القادرة على سد كل الحاجيات في الفترة الحالية، بالنظر إلى المجهودات الكبيرة التي تبذلها المصانع المحلية في انتاج المجوهرات، بالإضافة إلى ما يلج البلاد من الذهب المستورد عن طريق عدد كبير من الدول المهمة بالنسبة لتوفير الذهب في السوق العالمي، ومن بينها إيطاليا، دون نسيان المصوغات العربية كتلك الخاصة بسلطنة عمان والكويت.

جاهزية السوق

من جانبه قال فهد الأبارة ان زيادة الطلب على الذهب خلال هذه الفترة سنويا، وانتعاش السوق جعل تجار المعدن النفيس في الدوحة يستعدون لهذا الموسم بشكل مبكر، واضعا إياه ضمن قائمة أكثر المواسم حركية بالنسبة لتجارة الذهب، مؤكدا على جاهزية السوق المحلي للإقبال المتضاعف على الذهب مقارنة بالمستويات المعهودة في الأشهر الماضية، مبينا الطرق المعتمدة لتمويل السوق بحاجياته من المجموهرات، وأولها الدمج بين القطع المصنوعة محليا، وغيرها من الأطقم المستوردة من البلدان الأخرى المعروفة بجودة مصوغاتها، ومن بينها سلطنة عمان والكويت، بالإضافة إلى غيرها من مصادر الاستيراد الأخرى المعروفة بنوعية منتجاتها في صورة إيطاليا.

وبين الأبارة أن أكثر ما يزيد من جاهزية السوق المحلي للذهب هو العمل المميز الذي تقوم به الورش المحلية، والتي نجحت خلال الأعوام الماضية في تطوير نفسها بشكل لا متناهٍ في جميع النواحي، انطلاقا من نوعية منتجاتها التي بلغت مستويات مميزة، ووصولا إلى كميات الإنتاج التي زادت بشكل جلي، وبصورة رائعة أسهمت في سد حاجيات السوق المحلي، وتمويله بقطع من المجوهرات الفريدة من نوعها، مهنئا المصنعين المحليين على التطور الذي حققوه في الأعوام الماضية، داعيا إياهم إلى مواصلة السير على ذات النسق مستقبلا من أجل تسجيل المزيد من الإنجازات، ومواصلة التنافس على حجز ثقة أكبر عدد ممكن من الزبائن في السوق الوطني للذهب، مشددا على أن الذهب الوطني يعتبر الأكثر رواجا في المرحلة الأخيرة، قائلا ان أفضل المبيعات داخل سوق الذهب في المرحلة الأخيرة حققتها المجوهرات التقليدية ككرسي تميم الذي يأتي في مقدمة طلبات المستهلكين، وخاصة القطريين، في حين تأتي الخواتم والسلاسل في المركز الثاني، وهي التي يقبل عليها المقيمون بصفة خاصة، لا سيما في الأيام التي تسبق إجازاتهم السنوية.

وفرة الذهب

بدوره قال بدر الحوثري ان الظروف التي يمر بها العالم في الوقت الحالي، لم تؤثر على تواجد الذهب في الأسواق، حيث تتوفر في المحلات داخل الدولة كميات كبيرة من المعدن، سواء تلك القادمة من الخارج عبر مجموعة من البلدان في مقدمتها الكويت بالإضافة إلى سلطنة عمان و إيطاليا، أو غيرها المطروحة من طرف مختلف الورش الوطنية التي نجحت في إثبات تواجدها خلال الفترة الأخيرة، بفضل تمكنها من مضاعفة كميات انتاجها للمجوهرات، بالإضافة إلى تحسين جودة المصوغات المقدمة من طرفها، والحرص على تطويرها بشكل مستمر بالأخص التقليدية منها، وذلك بغرض تلبية جميع الطلبات وطرح بضائع مناسبة لشتى الشرائح.

وأكد الحوثري أن أكثر ما يميز سوق الذهب القطري مؤخرا هو تواجد السلع المحلية في مختلف نقاط البيع بالتجزئة بالدوحة، وهو الذي لا يمكن لأي كان إنكاره في ظل تضاعف حجم المعروضات من المجوهرات المصنعة هنا في البلاد بشكل ملحوظ خلال المرحلة الأخيرة، بالنظر إلى ارتفاع عدد الورشات المحلية التي تديرها مجموعة من الكوادر القطرية االتي تمكنت من وضع لمستها الخاصة في هذا القطاع، من خلال احياء العديد من المجوهرات التقليدية وتعزيزها بلمسات عصرية عززت حتى من قيمتها.

وأضاف الحوثري أن تضاعف حجم الانتاج المحلي من الذهب لعب دورا كبيرا في تحويل المستهلكين إلى محلات بيع الذهب المتواجدة في مختلف الأسواق، بدلا من التوجه نحو العلامات الكبرى في مختلف المراكز التجارية في الدولة، وذلك بفضل المكانة الكبيرة التي تحظى بها المجوهرات التقليدية والشعبية في قلوب الزبائن على اختلافهم من مواطنين، وحتى مقيمين اعتادوا على العادات القطرية وباتوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع المحلي.