أولياء الأمور لـ ‘الشرق’: أسعار الدروس الخصوصية تبلغ 300 ريال في الساعة

أعرب عدد من أولياء الأمور عن استيائهم من طول فترة التمدرس خلال الفصل الدراسي الثاني، مشيرين إلى أنها كانت مرهقة للطلاب والمعلمين على حد سواء، ما يتطلب إعادة النظر في عدد شهور الدراسة خلال هذا الترم والعمل على تقليلها. وأكدوا لـ «الشرق» على أهمية منح الطلاب عطلة صيفية كافية تُمكّنهم من استعادة نشاطهم وتجديد طاقتهم النفسية والعقلية، بما يعزز استعدادهم للعودة إلى العام الدراسي الجديد بشغف وحماس. وأشار أولياء الأمور إلى أنه في حال كانت هناك مخاوف تتعلق بالتأثير على المعايير الدولية للتعليم أو توافق التقويم الدراسي مع الأنظمة العالمية، فمن الممكن إيجاد حلول وسط توازن بين جودة التعليم واحتياجات الطلبة. وشددوا على ضرورة التخطيط المسبق لمواعيد الإجازات الرسمية، خصوصًا عيد الأضحى، بحيث يتم إنهاء اختبارات نهاية العام الدراسي للمرحلتين الابتدائية والإعدادية قبل حلول العيد، بما يتيح للطلاب وأسرهم الاستمتاع بإجازة العيد دون ضغوط المذاكرة والاستعداد للاختبارات والمباعدة بين اختبارات النقل والشهادة لتخفيف الأعباء عن الأسرة .
طالب أولياء الأمور بضرورة إشراك المجتمع في مناقشة تقويم العام الدراسي وتوقيته، من خلال عمل استطلاعات أو طرح استبيان، مؤكدين أن التوازن بين متطلبات العملية التعليمية وراحة الطالب النفسية هو المفتاح الحقيقي لتعزيز التحصيل العلمي وتحقيق جودة التعليم.
– الاستعداد للاختبارات
وفي السياق ذاته، وأكد أولياء الأمور أنهم بدؤوا الاستعداد لاختبارات نهاية العام، وذلك من خلال تكثيف مراجعات أبنائهم بمساعدة الدروس الخصوصية، التي أصبحت – بحسب وصفهم – «واقعًا لا مفر منه» في ظل ضغط المناهج وضيق الوقت. وأوضحوا أن أسعار الحصص الدراسية الخصوصية تختلف بحسب المرحلة الدراسية وعدد الساعات، حيث تصل تكلفة الساعة الواحدة للمرحلة الثانوية إلى نحو ثلاثمائة ريال قطري، بينما تبلغ في المرحلة الإعدادية مائتي ريال، وتنخفض قليلًا في المرحلة الابتدائية لتصل إلى مائة وخمسين ريالًا للساعة.
وأشاروا إلى أن الاعتماد على الدروس الخصوصية بات يشكّل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر، خاصة في الفترات التي تسبق الاختبارات، معتبرين أنها مشكلة جذرية لم تُطرح لها حلول واقعية حتى اليوم، رغم ما تسببه من آثار سلبية على مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، مطالبين بضرورة مراجعة أسباب انتشارها والعمل على تعزيز دعم المدرسة كبيئة تعليمية شاملة وكافية.
– غياب المرونة في التقويم
عبّر الدكتور فهد النعيمي، عن استيائه من تزامن اختبارات نهاية العام مع إجازة عيد الأضحى، مشيرًا إلى أن غياب المرونة في التقويم الدراسي جعل الطلاب وأسرهم غير قادرين على الاستمتاع بالعيد أو التفاعل مع الأجواء الاحتفالية المعتادة. وقال: «ما شهدناه هذا العام هو فقدان كامل لأجواء العيد، إذ قضى أبناؤنا أغلب الإجازة في المذاكرة والتوتر، دون أي فرصة حقيقية للراحة أو الترفيه، وكان من الأولى الانتهاء من اداء الاختبارات خاصة للمرحلتي الابتدائية والاعداداية قبيل عيد الاضحي». وأضاف د. النعيمي أن مثل هذا التوقيت لا يؤثر فقط على نفسية الطلاب، بل يمتد أيضًا إلى الأهل الذين يجدون أنفسهم في سباق مع الوقت لدعم أبنائهم في الاستذكار، وغالبًا ما يضطرون إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية، التي باتت تمثل عبئًا ماليًا كبيرًا، خاصة على الأسر ذات الدخل المحدود.
– دافعية الطلاب للتعلم
يرى السيد محمد العمادي – باحث اجتماعي، أن بالفعل وزارة التربية والتعليم، وعلى رأسها سعادة الوزيرة تبذل العديد من الجهود، وهناك العديد من المبادرات الجيدة التي لمسناها، ونتوقع منهم المزيد، إلا إنه يفترض إعادة النظر في التقويم الدراسي والإجازات، خاصة خلال الفصل الدراسي الثاني، إذ بات أمرًا ضروريًا، لضمان التوازن بين جودة التحصيل الأكاديمي وصحة الطالب النفسية والاجتماعية.
وأكد أن ضغط الاختبارات وكم المناهج وغياب فترات راحة كافية يؤثر سلبًا على دافعية الطلاب للتعلم، ويزيد من الاعتماد على الدروس الخصوصية كمصدر رئيسي للفهم والمراجعة، مطالبا بضرورة وضع لجنة من الوزارة لإعادة جدولة تقويم العام الدراسي، وكذلك إعادة توزيع الحصص وكمية المناهج والنظر إلى تجارب الدول الناجحة في هذا الشأن.
– الدروس الخصوصية
وأكد السيد جاسم الحمادي أن الفصل الدراسي الثاني كان طويلاً ومرهقًا، مشيرًا إلى أن من الأفضل لو انتهت اختبارات نهاية العام قبل حلول عيد الأضحى، حتى يتمكن الطلاب وأسرهم من الاستمتاع بالإجازة بعيدًا عن ضغوط المذاكرة والاستعداد للاختبارات. وأضاف أن أجواء العيد مرت على كثير من العائلات دون أن يشعروا بفرحتها الحقيقية، بسبب انشغالهم بمراجعة الدروس والاستذكار، مشددا على ضرورة إشراك المجتمع في مناقشة تقويم العام الدراسي وتوقيته، من خلال عمل استطلاعات أو طرح استبيان عند وضع التقويم الاكاديمي.
ولفت الحمادي إلى أنهم اضطروا للاستعانة بمدرس خصوصي لمساعدة أبنائهم في المراجعة وإنجاز الواجبات الدراسية، موضحًا أن تكلفة الساعة الواحدة تتراوح بين مائتي إلى مائتين وخمسين ريالًا قطريًا، الأمر الذي يشكل عبئًا ماليًا على كثير من الأسر، خاصة مع تزايد الاعتماد على الدروس الخصوصية في ظل ضغط المناهج.
– أعباء مادية متزايدة
أوضح السيد نايف اليافعي أن الإشكالية الأساسية تكمن في تزامن عيد الأضحى مع اختبارات نهاية العام، أو وقوعه في فترة قريبة منها، ما يحرم الطلاب وعائلاتهم من الاستمتاع بأجواء العيد والمشاركة في الفعاليات المجتمعية. وشدد على ضرورة أن يُؤخذ توقيت العيدين – الفطر والأضحى – بعين الاعتبار عند وضع التقويم الأكاديمي السنوي، نظرًا لأهميتهما في حياة الأسر المسلمة، مؤكداً أن العائلة هذا العام لم تتمكن من الاستمتاع بالعيد بسبب انشغال الأبناء بالمذاكرة والاستعداد للاختبارات.
وأشار اليافعي إلى أن التوقيت قد يكون مرتبطًا بالمعايير الدولية وأنظمة الدراسة العالمية، إلا أن هناك حلولًا عملية يمكن دراستها، مثل تقديم موعد بدء العام الدراسي، بحيث تنتهي الاختبارات قبل حلول عيد الأضحى، دون الإخلال بساعات التعلم المعتمدة. وأكد على أهمية الاستماع إلى آراء أولياء الأمور وإشراكهم في قرارات مرتبطة بمصير أبنائهم، من خلال إجراء استطلاعات رأي أو استبيانات لتقييم مدى رضاهم عن توقيت الدراسة والاختبارات. وأضاف أن الضغط الأكاديمي الناتج عن التوقيت الحالي يدفع الكثير من الأسر إلى اللجوء للدروس الخصوصية، التي تمثل عبئًا ماديًا متزايدًا، حيث تصل أسعار الساعة الواحدة إلى 250 ريالًا للمرحلة الثانوية، و200 ريال للمرحلة الإعدادية، و150 ريالًا للابتدائية، معتبرًا أن هذه الظاهرة أصبحت مشكلة مزمنة تستدعي حلولًا جذرية. وطالبت إحدى الامهات بضرورة المباعدة بين اختبارات النقل والشهادة لتوزيع الأعباء على الأسر ليستنى لها متابعة أبناءها طلاب النقل ومن ثم التفرغ لطالب الشهادة الثانوية .