بعد 64 عامًا، جمهور السوشيال ميديا يُظهر إعجابه بمشاهد فيلم “في بيتنا رجل”

رغم مرور نحو 64 عاما على عرض فيلم “في بيتنا رجل”، لكن الثنائي المخرج هنري بركان، ومدير التصوير وديد سري نجحا في لفت أنظار جيل زد، هذا الجيل الأكثر تواصلا وتفاعلا مع التكنولوجيا الحديثة بكل مفرادتها، والأكثر اطلاعا على كل ما يحدث بالعالم وتطوراته، لكن مع هذا توقف كثيرا عند كادرات هذا الفيلم.
وبدأت صور الفيلم تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لتحليل كل كادر فيه، ولعل أشهر الكادرات التي توقف عندها جمهور السوشيال ميديا، هو المشهد الذي حاول بطل العمل إبراهيم حمدي، عمر الشريف، التخفي من عبدالحميد، رشدي أباظة، خشية افتضاح أمره وهو الهارب من الحبس، ولجأ لبيت زميله بالجامعة ، محيي، حسن يوسف، وأثنى الجمهور على نجاح مخرج العمل ومعه مدير التصوير والإضاءة في التعبير عن المعنى المستهدف من هذا المشهد دون أن يدور حوارا بين الطرفين، فقط أحدهما يختفي وراء باب الغرفة، والأخر يقف أمام الباب باحثا عن الشيء الغاض داخل الغرفة، فتم استخدام اللونين الأبيض والأسود ليعكس حال كل شخصية.
كما توقف رواد السوشيال ميديا عند مشهد ترقب بطل العمل إبراهيم “عمر الشريف” وهو هارب في بيت صديقه محي “حسن يوسف” وفي الكادر كان إبراهيم يراقب بنظرة خوف وترقب الشارع لمعرفة إن كان هناك مخبرين سريين في انتظاره أم لا.
واعتبر جمهورالسوشيال ميديا أن هذا الكادر من أصعب الكادرات السينمائية، والسبب أن عناصر الصورة محدودة بالنسبة للمخرج، فما يظهر هو نصف وجه البطل و”شيش” الشباك ومطلوب من المخرج والممثل أن يوصلا إحساس التوتر والخوف للمتلقي، وهو ما نجحا فيه بالفعل، رغم أن بطل العمل، عمر الشريف، كان يعبر عن انفعالات الشخصية بنصف وجهه فقط، وهو يختبئ خلف الشباك.
كما تناول الناقد محمود عبد الشكور، تفاصيل كثيرة خاصة بهذا الفيلم، و كتب عبر حسابه بفيسبوك: “عن طريق الإضاءة فقط، ودون أن تعرف أي معلومات عن الفيلم أو الشخصية، يؤدى إظلام جزء من وجه عمر الشريف وإنارة بقية النصف العلوي حيث نظرات العينين إلى إثارة الشك والقلق منه في فيلم “في بيتنا رجل”، غموض يليق بشاب سيرتكب جريمة اغتيال سياسي، وإحدى مهام الإضاءة خلق جو المشهد بما يناسب الدراما”.
وتابع: “مدير التصوير هو القدير وديد سري (من أشهر أفلامه كمصور أيضا فيلم “الناصر صلاح الدين”)، والمخرج هو الكبير هنري بركات، مخرج هادئ جدا، ويبدو بسيطا للغاية، ولكنه من أهم وأفضل مخرجي السينما المصرية، في كل لقطة شغل رائع، ولكن بهدوء، وبدون صخب”.
يذكر أن فيلم في بيتنا رجل تأليف إحسان عبد القدوس وسيناريو وحوار يوسف عيسى وإخراج هنري بركات، وبطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدي أباظة وحسن يوسف وزهرة العلا وتوفيق الدقن وحسين رياض، وتدور قصته حول الطالب الثائر إبراهيم حمدي الذي ينجح في اغتيال رئيس الوزراء المتعاون مع الاستعمار، ويتمكن من الهرب بعد إلقاء القبض عليه. يلجأ إلى منزل زميله الطالب الجامعي محيي زاهر الذي ليس له نشاط سياسي، وتقبل اﻷسرة بعد تردد إيواءه، ويعرف عبدالحميد ابن عم سامية الذي يود الزواج منها في نفس الوقت بوجود إبراهيم، فيستغل الموقف للتعجيل بعقد قرانه عليها رغم رفضها، وتتصاعد الأحداث.