اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: خيارات العلاج السلوكي والدوائي

رغم حداثة التشخيص نسبيا لمرض نقص الانتباه وفرط النشاط إلا أن الوعى به فى تزايد حتى إن هناك بعض البرامج والمسلسلات قد اتخذت منه موضوعا للدراما حتى يصل التعريف به إلى الجميع فى صورة سهلة سلسلة يمكن للأسر استيعابها بعد أن ظل المرض لسنوات يعد سوء سلوك من طفل مشاغب لا يرغب فى متابعة دورسه فيحتل دائما المراكز الأخيرة فى الفصل. طفل لا يكف عن الحركة بدون هدف الأمر الذى يعرضه دائما للعقاب وربما التنمر من زملائه باعتباره دائما الطفل المختلف. عقاب الطفل المستمر وشعوره بالاختلاف عن أقرانه واتهامه دائما بالإزعاج يخلف لدى الطفل الكثير من مشاعر الكآبة التى تقوده أحيانا إلى الاكتئاب بالفعل فى تلك السن الصغيرة.
أحدث الدراسات التى كان منها ما نشر حديثا فى مجلة الجمعية الطبيعة الأمريكية Journal of American Medical Associatio وقام بها عدد من أطباء علم النفس من جامعات الولايات المتحدة وكان الغرض الأساسى منها دراسة أثر العلاج الدوائى على الأطفال المصابين بنقص الانتباه وفرط النشاط خرجت بنتائج تشير إلى أن العلاج الدوائى نتائجه مختلفة تبعا لكل حالة من الحالات خاصة فى المرحلة العمرية قبل المدرسة.
من المعروف علميا أن علاج نقص الانتباه وفرط النشاط يعتمد فى الأساس على العلاج السلوكى الإدراكى وإن كان هناك أيضا احتمال أن يلجأ المعالج النفسى (طبيب فى الأساس) إلى الأدوية الأمر الذى يحتاج لإشراك الأب والأم فى المسئولية: يناقش الطبيب الأمر مع الأب والأم ويشرح لهم بكل وضوح أثر تلك الأدوية على الطفل وما قد يتبع ذلك من مضاعفات قد تحدث من جراء تناول الأدوية وهى معروفة ومسجلة وإن كان الأمر يختلف بالفعل فى احتمالية حدوثها من عدمه أو احتمالية حدوث بعضها دون الأخرى.
<< ينقسم العلاج الدوائى إلى مجموعتين رئيسيتين من الأدوية:
– النوع الأول منبه للتوصيلات العصبية محفز لأنشطة المخ وهو الأساس.
– النوع الثانى يعد مهدئا ويستخدم بصورة أقل حتى إنه يستخدم لعلاج أمراض أخرى منها ارتفاع ضغط الدم. يستخدم هذا الدواء عند حدوث مضاعفات للدواء الأول والتى من أهمها الأرق وفقدان الشهية.
– تنتج الأدوية المحفزة فى أن تزيد فترة الانتباه لدى الأطفال وبالتالى تقلل من الحركات العشوائية وفرط الحركة إذ إنها تزيد من إفراز الدوبامين والأدرينالين فى المخ لكن أعراضها الجانبية مزعة.
تنجح الأدوية فى السيطرة على الأعراض بنسبة قد تصل إلى ٧٠٪ لدى الأطفال بينما لا تزيد نسبة نجاحها عن ٣٠٪ لدى البالغلين والكبار.
< اختلفت النتائج فى تلك الدراسة وفقا لنوع التدخل الدوائى:
– الأطفال الذين تناولوا الدواء المحفز ٧٨٪ منهم حدوث لديهم التحسن بينما نسبة نجاح العلاج بالدواء المهدئ بلغت ٦٦٪ فقط لكنهم عانوا بنسبة أقل من المضاعفات. كان أهم المضاعفات رغبتهم فى النوم أثناء النهار وإن لم يعانوا من الأرق أو فقدان الشهية.
– أوضحت الدراسة أن العلاج الأمثل يكمن بين التوازن بين العلاج السلوكى المعرفى والأدوية إن لزمت خاصة أن هناك العديد من الآراء العلمية التى تحذر من العلاج الدوائى وتقصر الأمر على العلاج السلوكى المعرفى.
– أكدت الدراسة أيضا على ضرورة الانتباه على متابعة تقييم سلوك الطفل على فترات متقاربة للتأكد من نجاح العلاج الذى يرتبط بتطور سلوك الطفل وتقدمه الدراسى وتطور علاقاته الاجتماعية وفاعله مع الوسط المحيط به خاصة أقرانه فى الفصل الدراسى.
ـ حذرت الدراسة من الاعتماد على الاختبارات التى تنشر على وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت إذ إن التشخيص قد يتشابه وأعراض أخرى لأمراض مختلفة وأكدت أن التشخيص المبكر هو أفضل وسيلة لعلاج سليم.