خبراء: مصر آمنة ولا تتعرض لأعاصير، وما يحدث في مدن السواحل الشمالية هو مجرد منخفضات جوية.

-الدكتور فوزي عبد السلام: لا يمكن التنبؤ بالظواهر الجوية إلا قبل حدوثها بثلاثة أيام.. ودقة التنبؤ تنخفض مع الانقلابات الجوية
-الدكتور سيد ربع: ما شهدته الإسكندرية اختلال حاد نتيجة التغيرات المناخية
-الدكتور عادل سليمان يتوقع تكرار الظواهر الجوية بمدن السواحل الشمالية بصورة أعنف مستقبلا
تعرضت محافظة الإسكندرية وعدد من محافظات الساحل الشمالي المطلة على البحر المتوسط، ومدن بمحافظات شمال الوجه البحري لأمطار رعدية غزيرة، مصحوبة برياح سريعة تسببت في اقتلاع بعض اللوحات المعدنية، وذلك في تغير مفاجئ لعلامات الطقس؛ الأمر الذي فسره خبراء وأساتذة فيزياء الأرصاد الجوية وعلوم الفضاء بأنه اختلال في مرتفعات ومنخفضات طبقات الجو.
وأكد الدكتور فوزي عبد السلام، رئيس قسم الفلك والفضاء والأرصاد الجوية، بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن مصر بعيدة عن الأعاصير وفي منطقة آمنة، لكن هناك منخفضات جوية تضرب مدينة الإسكندرية من وقت إلى آخر، وهو السبب في حدوث ظواهر جوية كالأمطار الرعدية وما شهدته المحافظة.
وأوضح عبد السلام، لـ”الشروق”، أن مسألة التنبؤ بالظواهر الجوية تتم من خلال رصدها بالأقمار الصناعية، وإرسال صورة إلى هيئة الأرصاد الجوية لتعمل على تحليلها، مضيفًا أن هذه الصور تشمل رصد حركات السحب والمنخفضات والمرتفعات الجوية.
وتابع: “التنبؤات الجوية لا يمكن رصدها للظاهرة إلا قبلها بثلاثة أو أربعة أيام على أقصى تقدير، وتكون درجة دقتها عالية عندنا يكون الطقس في حالة طبيعية “نرومال”، أما في حالة غير ذلك كالتقلبات والانقلابات الجوية ليس من السهل التنبؤ بما سيحدث بدقة عالية؛ نظرًا لأن حالة حركة السحب وديناميكية وفيزياء الجو تكون في تقلب شديد وبالتالي يكون هناك معدل أخطاء في دقة التنبؤ.
من جهته، فسر الدكتور سيد ربع، الأستاذ بقسم الأرصاد الجوية كلية العلوم جامعة القاهرة، لـ”الشروق”، أن ما تشهده مدينة الإسكندرية من تغيرات جوية بالإضافة إلى تغييرات أخرى في طقس المحافظات المصرية، نتيجة التغيرات المناخية الحادة التي أحدثت تقلبات حادة في الطقس وسببت اختلالات في الضغط وبناء عليه حدوث مثل هذه الظواهر الحالية.
بدوره فسَّر الدكتور عادل سليمان، أستاذ علوم البحار بالمعهد العالي لعلوم البحار والمصايد في الإسكندرية، العاصفة الثلجية التي شهدتها عروس البحر الأبيض المتوسط، فجر أمس السبت، بأنها جاءت نتيجة تأثرها بمنخفض جوي مفاجئ بسبب التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري، متوقعًا أن تتكرر هذه الظواهر بصورة أعنف مستقبلًا.
وأكد سليمان، لـ”الشروق”، ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، خاصة في مدينة كالإسكندرية، التي تُعد من أكثر المدن تأثرًا بالتغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن الأمطار الغزيرة والمفاجئة والمتواصلة أدّت إلى تراكم كميات كبيرة من المياه.
وأشار إلى أن مصدات الأمواج ساعدت في حماية الكورنيش من تسرب مياه البحر، لكن هناك حاجة إلى زيادة كفاءتها، نظرًا لاحتمال ارتفاع الموج بشكل كبير مستقبلًا نتيجة شدة الرياح غير المعتادة كما حدث ليلًا.