السياحة الروسية تهدف لاستعادة مكانتها البارزة في الوجهة المصرية مرة أخرى

• طلب روسى كبير على الساحل الشمالى والعلمين الجديدة خلال الموسم الصيفى
• خبراء: زيادة تدفقات السياحة الروسية إلى مصر مرهونة بتسهيلات الدفع الإلكترونى وقبول عملة الروبل
يعكف القطاع السياحى الرسمى المتمثل فى وزارة السياحة والآثار والخاص المتمثل فى اتحاد الغرف السياحية والغرف التابعة له وجمعيات الاستثمار السياحى بالمحافظات على وضع خطة شاملة لاستعادة التدفقات السياحية من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر يأتى على رأسها السوق الروسية وذلك لتحقيق مستهدف الدولة بالوصول إلى 30 مليون سائح سنويا خلال الخمس سنوات القادمة.
وأكد خبراء ومستثمرو السياحة أن هناك بالفعل زيادة فى عدد الرحلات الروسية لشرم الشيخ، والغردقة ومرسى علم ودهب وبدأت تنهال العروض بأسعار ممتازة وأن ذلك سيكون له أثر إيجابى على الاقتصاد المصرى وخصوصا بعد الأزمات العالمية التى يعانى منها الجميع.. لكن فى نفس الوقت من المهم معالجة أمور الدفع الإلكترونى بالعملة الروسية أو استخدام مخططات يمكن من خلالها قبول عملة الروبل الروسية فى مصر وهذا الأمر لن يسهل فقط عملية تدفق السياحة الروسية وزيادة معدلاتها إنما سيكون أمرا مهما بالنسبة للاقتصاد المصرى لأنه بذلك سيسهل عملية التبادل التجارى المصرى الروسى عن طريق العملات المحلية.
وبلغ عدد السائحين الروس الذين زاروا مصر خلال عام 2024 نحو 1.5 مليون سائح بينما زار مصر نحو 1.2 مليون سائح روسى عام 2023.
وتشير المؤشرات إلى أن العام الحالى سيشهد ارتفاعا فى أعداد السياح الروس الوافدين لمصر حيث يتوقع وصول عددهم إلى حوالى 2 مليون سائح بنهاية العام مقارنة بـ 1.5 مليون فى عام 2024، ويعزو هذا النمو إلى تحسن العلاقات الاقتصادية والسياسية مع روسيا وكذا التحسينات المستمرة فى البنية التحتية السياحية بالمدن السياحية المصرية مما زاد من جاذبية السائحين الروسين العاشقين للمقصد السياحى المصرى.
وأكد الخبير السياحى أنور هلال نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ووكيل أحد أكبر منظمى الرحلات الإيطاليين بمصر أن السياحة الروسية تعد من أهم مصادر الحركة الوافدة بالنسبة للاقتصاد المصرى؛ حيث إن مصر وشواطئها من أحب الوجهات السياحية فى قلوب الشعب الروسى وهذا الأمر يمكن لمسه فى التعامل اليومى مع المواطن الروسى.. لكن فى نفس الوقت من المهم معالجة أمور الدفع الإلكترونى بالعملة الروسية أو استخدام مخططات يمكن من خلالها قبول عملة الروبل الروسية فى مصر. لافتا إلى أن هذا الأمر لن يسهل فقط عملية تدفق السياحة الروسية وزيادة معدلاتها إنما سيكون أمرا مهما بالنسبة للاقتصاد المصرى لأنه بذلك سيسهل عملية التبادل التجارى المصرى الروسى عن طريق العملات المحلية”. وقال إن زيادة معدلات تدفق السياحة الروسية إلى مصر تعد من أولويات دعم الدخل القومى المصرى الذى يعتمد فى جزء مهم منه على السياحة.. مشيرا إلى أن منطقة الساحل الشمالى تستقبل حاليا الرحلات الأوروبية المكثفة للموسم السياحى الصيفى الحالى مع بداية شهر يونيو الجارى من العديد من الدول المصدرة للسياحة إلى مصر وعلى رأسها روسيا.
وأشار إلى أن مؤشرات الحجوزات تشير إلى أن هناك طلبا كبيرا على المنطقة من العديد من الأسواق المصدرة للسياحة لمصر ومنها طلبات من أسواق جديدة مثل السوقين الروسية والكازاخستانية بالإضافة إلى الأسواق الواعدة فى شمال أوروبا وهو ما يتطلب تكاتف الجهود الحكومية والقطاع الخاص لكى تعمل هذه المنطقة 9 شهور فى العام إلى أن تمتد إلى طوال العام خلال السنوات القليلة القادمة، وقال الخبير السياحى أنور هلال إن هناك مؤشرات واضحة لزيادة الحركة السياحية الوافدة إلى منطقة الساحل الشمالى خلال الفترة المقبلة من العديد من الجنسيات الأوروبية وخاصة من الروس الذى يقيم بعضهم حاليا فى منطقة الضبعة لمتابعة مشروع الطاقة النووية بمنطقة الضبعة، بالإضافة إلى ما يحدث من تنمية مستمرة فى مدينتى العلمين ورأس الحكمة.
وقال الخبير السياحى سامح حويدق نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحى بالبحر الاحمر إن كل المؤشرات تشير إلى أن السياحة الروسية الوافدة لمصر بدأت تستعيد عرشها مجددا؛ حيث كانت فى عشرينيات القرن الماضى أولى وأهم الأسواق المليونية المصدرة للسياحة إلى مصر وذلك بزيادة التدفقات السياحية من المدن الروسية لمعظم المقاصد والمدن السياحية المصرية بعد أن شهدت انخفاضا كبيرا بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التى استمرت عدة سنوات.
وأوضح حويدق أن كل المؤشرات وفقا للحجوزات السياحية المستقبلية، تشير إلى أن الموسم السياحى الشتوى المقبل سيشهد تدفقات سياحية متميزة من معظم الدول المصدرة للسياحة إلى مصر وعلى رأسها روسيا.. مؤكدا أن السياحة المصرية ستشهد انتعاشة ملحوظة وستكون الحصان الرابح خلال الفترة المقبلة لمضاعفة الإيرادات المحققة للدخل القومى حال انتهاء الأحداث الجيوسياسية والصراعات والتوترات الحالية فى منطقة الشرق الأوسط.
وقال الدكتور عاطف عبداللطيف نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بمرسى علم إن كل المؤشرات تشير إلى أن الفترة القادمة ستشهد زيادة فى حركة السياحة الوافدة من روسيا إلى مصر خاصة بعد اتجاه الحكومة المصرية خلال الفترة القادمة لإطلاق بطاقة مصرفية خاصة للسياح الروس من أجل تسهيل مدفوعاتهم خلال زيارتهم لمصر.. مشيرا إلى أن ذلك يأتى تنفيذا لاستراتيجية الحكومة المصرية التى تستهدف جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2028.
وأكد د. عبداللطيف أن الصعوبات المرتبطة بالمدفوعات البنكية تعوق حركة السياحة الوافدة من موسكو إلى القاهرة. مشيرا إلى أن البنك المركزى المصرى ناقش مع نظيره الروسى إمكانية إطلاق بطاقة مصرفية باسم «ميزة». لافتا إلى أنه يتم العمل الآن على قدم وساق لاعتماد المصارف المصرية لإصدار بطاقة «ميزة» وهى عبارة عن بطاقة مصرفية مسبقة الدفع يمكن للسائح الروسى أن يتسلمها فور وصوله إلى مصر وتهدف البطاقة لتسهيل مدفوعات السائح الروسى فى مصر.
وعن آلية عمل بطاقة ميزة أوضح عبداللطيف أن أى سائح يرغب فى دخول مصر دون استخدام أموال نقدية «كاش» «يرسل رسالة يعبر فيها عن رغبته فى استلام بطاقة ميزة وفى الرسالة يتوجب على السائح تحديد سقف الإنفاق ويودع الأموال بشكل مقدم فى روسيا ومن ثم يتسلم بطاقته المصرفية فى مصر فى الفندق أو المطار عند وصوله وإذا لم ينفق كامل المبلغ المودع بإمكانه استرجاع الأموال الموجودة من بنك روسى.
وقال إن هناك بالفعل زيادة فى عدد الرحلات الروسية لشرم الشيخ، والغردقة ومرسى علم ودهب وبدأت تنهال العروض بأسعار ممتازة وأن ذلك سيكون له أثر إيجابى على الاقتصاد المصرى وخصوصا بعد الأزمات العالمية التى يعانى منها الجميع إضافة إلى أن بعض الدول التى كانت وجهة تقليدية للسياح الروس مثل تركيا امتنعت فى الفترة الأخيرة عن قبول التعامل بنظام كارت الصرف الروسى «مير» خوفا من عقوبات أمريكية، فى الوقت الذى رحبت فيه مصر بالتعامل بالكارت المصرفى الجديد.