استكشاف الحدائق التراثية في الزمالك: الطبيعة تزدهر في هذا الحي العريق

أينما تتجول تجد الأشجار حولك، تختلط الفروع بنسيم القاهرة وأشعة الشمس المتناثرة، هنا في الزمالك، حيث صورت أجمل المشاهد الرومانسية في الأفلام، وتآلفت عشرات القلوب تحت الأغصان، ويجتمع محبو النباتات والبيئة للاستمتاع بجمالها والتعرف على أنواع النباتات البارزة في شوارعها وحدائقها.
وفي وسط شمس يونيو القوية، اجتمع عدد من المهتمين بالنباتات، تحت عنوان “جولة في جناين الزمالك التراثية”، الجمعة 13 يونيو، من أجل التجول في حدائق الزمالك المفتوحة، لاستكشاف أنواع الأشجار والحديث عن تاريخ كل حديقة وما آلت إليه حاليا.
وتهدف الجولة إلى تسليط الضوء على الحدائق التراثية في حي الزمالك العريق، والتوعية بتاريخها وقيمتها البيئية، بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه وجودها، مع القيام ببعض الأنشطة الإيجابية لصحة البيئة والإنسان.
وبدأت الجولة البيئية من الساعة 4 مساءً من حديقة الحرية بالزمالك مرورا بحدائق الأندلس والمسلة والنهر، والانتهاء والتجمع كان في حديقة الزهرية حيث أقيمت الفعاليات الفنية والزراعية، والتي انقسمت إلى:
-استكشاف للأشجار والنباتات النادرة
-جلسة تأمل في أحضان الطبيعة
-ورشة زراعة
تولى إسلام الشرقاوي، خبير النباتات والفنان التشكيلي، مسئولية الشق الخاص بالاستكشاف والحديث عن الأشجار والنباتات في كل حديقة تم المرور عليها أو التجول داخلها، أما الإنفلونسرز بافلي فقد كان حاضرا في الجزء الخاص بورشة الزراعة، والتي تحدث فيها عن كيفية زراعة النباتات في المنزل، وما هي العوامل التي يجب وضعها في الحسبان “مثل اتجاه الشمس والمساحة” قبل الشروع في زراعة أي نبات داخل المنزل.
وقال إسلام في بداية الجولة: “كان هناك حالة اهتمام عالمية بالزراعة ونقل النباتات، ومصر كانت جزءًا من هذه الحالة، وكان هناك اهتمام خاص بشجر الفاكهة، وانعكس ذلك على منطقة الزمالك، وموضوع الحدائق مهم جدا حاليا، والوعي مطلوب في هذه المرحلة، لكي لا يتحول مصير الحدائق مثلما حدث في حديقة المسلة”.
وأضاف: “حديقة الزهرية على سبيل المثال مهمة جدا لأن بها نباتات مهمة مثل المتسلقات، وهي لها تاريخ عريق، كانت في الماضي مثل مشتل مفتوح ومركز للبحث والتجريب لزراعة النباتات في مصر، ومسجل بها 480 نوعا تقريبا من النباتات، وبها نوادر من الأشجار مثل مجموعات من الصنوبريات ليس لها مثيل”.
ومن أسماء الأشجار التي ذكرها خلال الجولة: الفيكس، عصفور الجنة، كاسيا ليدوزا “من عائلة النباتات البقولية”، كيجيليا أفريكانا، بلتو فورم، شجر البزروميا “تنتمي لشجر المنجروف”، شجرة البرساء “كانت شجرة مقدسة عند قدماء المصريين، وكان ثمارها توضع مع الميت في المقابر وذات قيمة عالية على مستوى الخشب المنتج منها ولا يوجد منها الكثير حاليا حيث قلت زراعتها مع انحدار الحضارة المصرية القديمة، وموجود منها في المتحف المصري والمتحف الفرنسي للآثار”.