هل تستطيع النحلة أن تقتل؟ وفاة الملياردير الهندي سانجاي كابور تثير الشكوك

بينما كان يمارس رياضة البولو في إحدى البطولات الملكية بإنجلترا، توفي أمس السبت، الملياردير الهندي سانجاي كابور، رئيس مجلس إدارة شركة “سونا كومستار” العالمية، إثر تعرضه لنوبة قلبية ناتجة عن ابتلاع نحلة، في واقعة غريبة أثارت دهشة مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وطرحت أسئلة طبية مهمة: هل يمكن أن تؤدي لدغة نحلة فعلا إلى الوفاة؟
تفاصيل الحادثة
سقط سانجاي كابور، البالغ من العمر 53 عامًا، أثناء قيادته لفريقه في نصف نهائي “كأس كارتييه كوينز” للبولو، أمام زملائه ومتابعين للبطولة. ورغم محاولات إنقاذه، إلا أن وفاته أُعلنت لاحقًا وسط ذهول عام.
ويعرف كابور بعلاقاته الواسعة مع العائلة المالكة البريطانية، وكان صديقًا مقربًا للأمير ويليام، وسبق أن شارك في عدة فعاليات رياضية ملكية.
بيانات النعي الرسمية، سواء من شركته، أو من المؤسسات الأكاديمية التي كان داعما لها، أكدت تقديرها لإرثه المهني والإنساني، في حين بقي سبب الوفاة يثير اهتمام الأطباء والمتابعين بسبب ارتباطه بلدغة نحلة.
لدغات النحل: ما بين الإزعاج والتهديد الحقيقي
رغم أن لدغات النحل تعد أمرا شائعا في الحياة اليومية، وغالبا ما تسبب أعراضا خفيفة لا تدعو للقلق، فإنها قد تتحول في بعض الحالات النادرة إلى خطر حقيقي على الحياة، وطبقا لموقع الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، عادة ما تظهر الأعراض الموضعية فور حدوث اللدغة، وتشمل ألما حادا لحظيا، مع احمرار وتورم في المنطقة المصابة، إضافة إلى شعور بالحكة والحرارة. وتزول هذه الأعراض في العادة خلال ساعات قليلة أو في غضون يوم واحد، ويمكن علاجها بوسائل بسيطة في المنزل.
لكن في بعض الأحيان، قد يصاب الشخص برد فعل تحسسي شديد، يعرف بالصدمة التأقية، وهو أمر نادر لكنه بالغ الخطورة. تظهر في هذه الحالة أعراض مثل الطفح الجلدي العام “الشرى”، وتورم في الوجه أو الحلق، وصعوبة في التنفس، وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم، ما قد يؤدي إلى فقدان الوعي. وإذا لم يعالج هذا التفاعل بشكل سريع بحقنة أدرينالين، فقد يؤدي إلى الوفاة خلال وقت قصير.
لماذا تعتبر لدغة النحل داخل الفم أو الحلق أخطر من غيرها؟
في حالة سانجاي كابور، تشير الأخبار إلى أن النحلة دخلت فمه أثناء اللعب، وأنها لدغته من الداخل. هذا النوع من اللدغات يعتبر خطرا فوريا حتى لمن لا يعانون من حساسية معروفة، والسبب:
-التورم السريع في مجرى الهواء، ما قد يؤدي إلى صعوبة حادة في التنفس تهدد الحياة خلال دقائق.
-صعوبة التعامل مع موضع اللسعة من الداخل، مما يجعل إزالة الإبرة أكثر تعقيدا.
-التأثير المباشر على الجهاز التنفسي أو الهضمي، بحسب موضع اللدغة.
لهذا، فإن لسعة النحلة داخل الفم أو الحلق تستدعي تدخلا طبيا عاجلا.
متى تكون لدغة النحلة قاتلة؟
بشكل عام يمكن أن تكون لدغة النحلة خطيرة، وقد تشكل تهديدا على الحياة في الحالات التالية:
-في حال وجود حساسية مفرطة لسم النحل، قد تؤدي إلى صدمة تأقية، وهي حالة طارئة تظهر خلال دقائق وتشمل تورم الحلق وصعوبة التنفس وانخفاض ضغط الدم، وتستلزم حقنة أدرينالين وتدخلا طبيًا سريعًا.
-عند التعرض لعدد كبير من اللدغات: دخول كمية كبيرة من السم قد يسبب تسمما عاما يؤثر على القلب والكلى، حتى لو لم يكن المصاب حساسا.
-إذا حدثت اللدغة داخل الفم أو الحلق أو اللسان تؤدي إلى تورم قد يسد مجرى التنفس، مما يسبب اختناقا سريعا ما لم يتم إسعاف المصاب فورا.
كيف تتصرف عند التعرض للدغة نحلة؟
-اطلب المساعدة فورا في حال وجود صعوبة في التنفس وتورم الوجه أو الحلق.
– استخدم حقنة الأدرينالين للمصابين بالحساسية إن وجدت.
-ضع كمادات باردة لتخفيف التورم الموضعي.
-راقب الأعراض حتى بعد زوال الألم وراجع الطبيب عند ملاحظة علامات غير معتادة.