توقعات بتأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد العالمية نتيجة الهجمات الإسرائيلية والإيرانية

توقعات بتأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد العالمية نتيجة الهجمات الإسرائيلية والإيرانية

• أحمد الشامي: النفط والغاز الطبيعي الأكثر تضررا حال إغلاق مضيق هرمز
• قطايا: مزيد من التراجع في حركة الملاحة بقناة السويس
 

توقع عدد من خبراء النقل البحري أن تتأثر سلاسل الإمداد والتموين العالمية بشكل سلبي جراء استمرار الضربات العسكرية بين إيران وإسرائيل، مما سيؤثر على أسعار العديد من السلع، في مقدّمتها النفط والغاز، مع تهديدات بعودة التضخم العالمي مرة أخرى، إلى جانب مزيد من التراجعات في الحركة الملاحية بقناة السويس.

وشنت إسرائيل خلال الأيام الماضية ضربات عسكرية على إيران، لمنعها من تطوير برنامجها النووي، ما دفع طهران لإطلاق مئات الصواريخ باتجاه تل أبيب.

قال أحمد الشامي، خبير النقل البحري واللوجستيات، إن الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران تهدد بتعطل أهم الممرات الملاحية حول العالم، وبالتحديد مضيقي هرمز وباب المندب، اللذين يُعدّان شريانًا للحركة التجارية العالمية، وتحديدًا لحركة نقل شحنات النفط والغاز.

ومضيق هرمز الممر المائي بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج بخليج عمان وبحر العرب، ويمر عبره معظم صادرات النفط الخام من السعودية، وإيران، والإمارات، والكويت، والعراق، ويستحوذ على خمس إنتاج العالم من النفط، حيث يمر منه نحو 17.4 مليون برميل يوميًا.

أما مضيق باب المندب، فيقع في أقصى جنوب البحر الأحمر بين اليمن وجيبوتي، ويربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، ويعبره نحو 4 ملايين برميل يوميًا من النفط المتجه إلى أوروبا، والولايات المتحدة، وآسيا.

وتابع الشامي: “نظرًا لأهمية المضيقين في حركة نقل الوقود عالميًا، شهدت أسعار البترول ارتفاعات قوية”، مشيرًا إلى أن المخاوف تتزايد بشأن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، والذي قد يؤدي – في حال حدوثه – إلى نزاع تجاري عالمي بسبب أهمية هذا الممر الحيوي.

وأشار إلى أنه حتى في حال حدوث تهدئة بين الدولتين، فإن تعافي سلاسل الإمداد والتموين لن يكون سريعًا، بل سيستغرق وقتًا طويلًا بسبب تكدس العديد من السفن وناقلات النفط، مما يزيد من الضغوط على أسعارها.

وأوضح أن الحركة الملاحية في قناة السويس ستتأثر سلبًا على الصعيد المحلي، نتيجة تراجع حجم السفن المارة بها حال تعطل الملاحة في مضيقي باب المندب وهرمز، وذلك في وقت كانت القناة تعوّل على زيادة إيراداتها بعد الهدنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعات الحوثي، متوقعا ارتفاع نسبة التراجع في أعداد السفن المارة بالقناة إلى 60% مقارنة بـ50% في عام 2024.

قال عمرو قطايا، خبير النقل البحري واللوجستيات، إن اندلاع الصراع الإيراني الإسرائيلي قد يؤدي إلى تعطل الحركة الملاحية في مضيق هرمز، مما سيتسبب في تراجع عدد السفن المارة به، وارتفاع تكلفة التأمين عليها، وهو ما ينذر باحتمالات حدوث مزيد من الارتفاعات في تكلفة شحن البضائع، خاصة البترول والغاز الطبيعي.

وأضاف أن الحرب الحالية ستؤدي إلى انهيار السوق الملاحية، مما سيتسبب في ارتفاع أسعار العديد من السلع، وعلى رأسها النفط والغاز الطبيعي، وهو ما يجدد المخاوف من عودة التضخم العالمي مجددًا.

وأوضح أن للحرب الحالية تبعات مؤكدة على تراجع حركة عبور السفن في قناة السويس، وبالأخص السفن القادمة من مضيق هرمز، بينما لن تتأثر بشكل كبير أعداد السفن القادمة من روسيا وأوروبا إلى شرق آسيا أو العكس.

وتوقع قطايا تراجعًا إضافيًا في أعداد السفن المارة بالقناة بنسبة تتراوح بين 10 و15% نتيجة هذا الصراع، بجانب التراجع الحالي البالغ 60%، مما سيؤثر على انخفاض إيرادات قناة السويس من العملة الصعبة، والتي تُعد من أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد.

كان رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، قد أعلن في أبريل الماضي عن تراجع إيرادات القناة خلال عام 2024 إلى 3.991 مليار دولار، بنسبة انخفاض بلغت 61% على أساس سنوي، بعد أن سجلت 10.2 مليار دولار في عام 2023.