المجلس الأعلى للثقافة يقدم كتابًا حول السياسات والممارسات الثقافية في زمن الذكاء الاصطناعي

صدر حديثًا عن المجلس الأعلي للثقافة، كتاب السياسات والممارسات الثقافية في عصر الذكاء الإصطناعي – رؤى وحلول بديلة، للكاتب محمد سيد ريان.
يتناول الكتاب دور السياسات الثقافية في صناعة القرار وإتاحة الفرصة للإبداع والفكر في ظل بيئة منتجة ، وكذلك الإشكاليات والقضايا الرئيسية في المجال الثقافي العام ، ولآن عصرنا الحالي يتميز بمنجزات وإبتكارات تؤثر علي المنتجات الثقافية وسبل إتاحتها للجمهور ، والعمليات الرئيسية من تخطيط وتنفيذ وتسويق وتقييم ـ فقد كان واجباً الربط بين السياسات والممارسات الثقافية في نسق متكامل.
ويقول المؤلف في كلمته عن الكتاب، قد يعتقد الكثيرون أن الكتاب ما هو إلا تنظير ثقافي لاعلاقة له بالواقع المعاش؛ لأن فكرته تبدو وكأنها تبحث عن يوتوبيا ثقافية من خلال التوصل لقوانين صارمة تحكم الثقافة البشرية. لكننا نؤكد أننا منغمسين في القضايا الحياتية المزمنة لأغلب الناس ، كما نؤمن أن الحل ثقافي لأغلب مشكلاتنا المعاصرة.
بالتأكيد هناك فرص كثيرة للإستثمار في الصناعات الثقافية تبدو واضحة في العديد من دول العالم، في ظل إقتصاديات أصبحت تعتمد علي الربح من التصدير الرقمي للإنتاج الإبداعي بالتركيز على الاستثمارات الثقافية في في المجالات المرتبطة بالفنون والآداب والعلوم والترجمة ، وأصبحت الثقافة رقمًا مهمًّا في الدخل القومي لدول كثيرة متقدمة ونامية، ومعيارًا مؤثِّرًا في السعي نحو السباق العالمي، وبات واضحًا أن الابتكار في الحقل الثقافي هو الحصان الرابح في المستقبل القريب والبعيد.
وفي الوقت الحالي وفي ظل الحديث عن التنمية المستدامة عالمياً تزداد الحاجة لسياسات إبداعية للوصول لمركز متميز ، وتوفير مميزات تنافسية في ظل السوق المستهدف ونحن لدينا ميزة تظهر كثيراً في الفاعليات الكبري وهي إقبال الجمهور بصورة جيدة علي الفاعليات ويظهر ذلك في معارض الكتاب وفي المهرجانات الفنية والملتقيات الخاصة بالحرف التراثية، كما يجب علي الإستفادة من الأفكار الإيجابية بالمنصات الرقمية ، وإتاحة الفرصة أمام الحلول الإبداعية الممكنة في المجال ، وكذلك تنشيط الأفكار الخلاقة والمبادرات من خلال الحملات الإلكترونية الفعالة .
ولأن الثقافة نفسها بمكوناتها الداخلية تواجه أزمة قديمة تضاعفت مع التأثيرات الحالية، فقد وجب الربط بين أزمة الثقافة وثقافة الأزمة، فكلاهما إفراز طبيعي لما نعانيه في المجالات الاجتماعية والثقافية سعياً للخلاص والخروج الآمن.
وكان ضروريا أن نتناول أحدث منتجات العالم الرقمي وهو الذكاء الإصطناعي وعلاقته بالثقافة العربية ، إلي جوار الجانب التأسيسي للكتاب من خلال التعرف علي أبرز السياسات الثقافية منذ نشأتها وتطورها وعلاقتها بالتطورات المحلية والعالمية ، وكذلك الظواهر الطارئة والأحداث والتغيرات التي تطرأ علي الواقع بإستمرار وردود أفعالنا تجاهها وأساليب المواجهة.
وفي رأيي فإن الأساس والركيزة الأساسية التي يجب أن نستند إليها في مواجهة المخاطر الثقافية الحالية أو بالأصح -بما أن الثقافة هي الحياة- المخاطر الحياتية والمجتمعية : هي وجود استراتيجية وطنية للثقافة تحقق مايريده الوطن والمصريين ولاتصبح حبرًا على ورق!
لفد حاولت في هذا الكتاب تناول القضية الثقافية بالتركيز على الأبعاد المختلفة لمداخل الموضوع المطروح مع مراعاة التوازن بين الإشكاليات الأساسية والأطروحات المقدمة.
أما عن المستقبل وفي إطار السياقات، أو الأفكار التي عرضناها؛ أجد نفسي مشدودًا لأن أضع نفسي والجميع في مفترق طرق تتضمن احتمالات عديدة مرهونة بمدي الوعي الإنساني .