لأول مرة.. عرض الفيلم الوثائقي “حروف مهجورة” في مركز الإبداع

يشهد مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، في الثامنة من مساء الخميس المقبل 19 يونيو، عرض الفيلم الوثائقي “حرف منسية”، تأليف وإخراج نبيل كومار، تصوير مهدي الجزائري، وإنتاج المدرسة العربية للسينما والتلفزيون التابعة لأكاديمية الفنون.
الفيلم يجسد رحلة كفاح إنساني تخطف الأبصار في حدث فني استثنائي، ويكشف النقاب عن قصة إنسانية نادرة، تُمزج بين الألم والإصرار، والإهمال المجتمعي والعشق المهني، ويُعد صرخة فنية تُطالب بالإنصاف لحرفة عتيقة تكاد تختفي من الذاكرة الجمعية، رغم صعوبتها وخطورتها على حياة ممارسيها.
وسبق للفيلم، الذي يُعرض في مصر لأول مرة، المشاركة بمهرجانات فنية في روسيا وأمريكا والهند، وحصل على جائزة في مهرجان “بوهيميا” الروسي، ويجمع بين العمق الإنساني والجودة الفنية، تحت إشراف المخرج والمؤلف الصاعد نبيل كومار.
يقول المؤلف: “في زمن تطغى فيه الصورة النمطية للأبطال على شاشات السينما، يأتي فيلم مصري ليُذكرنا بأن الأبطال الحقيقيين يعيشون بيننا، يحملون مطرقتهم وإرادتهم في صمت. الفيلم لا يروي قصة حرفة منسية فحسب، بل يكتب بصمة جديدة في السينما المصرية بإخراج مختلف، وبطولة من الحياة نفسها، فيُقدم رؤية سينمائية مبتكرة تلتقط تفاصيل الحرفة المنسية بلمسات بصرية أخّاذة، تتراوح بين اللقطات القريبة المُفعمة بالعاطفة والمشاهد الواسعة التي تُجسّد وحشة الإهمال.”
كما يسلّط الفيلم الضوء على بطل استثنائي، رجل تحدّى شللًا جزئيًا أصاب نصفه الأيمن بسبب مهنته الشاقة، لكن إرادته الفولاذية وحبه العظيم لحرفته جعلاه يستمر في العمل بكل فخر وتحدٍ، رغم الألم، ورغم المخاطر الصحية التي تُهدد حياته يوميًا، ليظل هذا الرجل المثقف النافع لوطنه نموذجًا للكبرياء في زمن الإحباط.
ويؤكد “كومار” أن الفيلم ليس مجرد حديث عن حرفة فحسب، بل عن كرامة إنسان رفض أن ينكسر.
يقدم “كومار” رؤية سينمائية ناضجة في فيلمه الجديد، فينسج خيوط القصة ببراعة، مُسلطًا الضوء على حرفة شاقة ومهمشة، يعمل بها أناس يُكافحون يوميًا من أجل البقاء، ويقدم رسالة اجتماعية تُنادي بإنصاف هؤلاء الحرفيين، والاعتراف بتضحياتهم، ونداء للمجتمع والمسؤولين.
وراء الجمال البصري والأداء الإنساني الصادق، يُطلق الفيلم رسالة واضحة مفادها أنه حان الوقت لإنصاف هؤلاء الحرفيين، من خلال إنشاء نقابة خاصة بهم وتوفير رعاية صحية مستدامة وإعادة إحياء هذه الحرف كتراث وطني يستحق الحماية.