حسن طهراني: معلومات حول مسيرته في تطوير الصواريخ الإيرانية ومشروعات الصواريخ الباليستية

عاش المستوطنون الإسرائيليون ليلة رعب من قصف الصواريخ الإيرانية التي خلفت 5 قتلى إسرائيليين حسب الأرقام الرسمية، لتظهر قدرات الصواريخ الباليستية كسلاح ردع حقيقي، يحقق نوعاً من توازن القوة مقابل التفوق الإسرائيلي بسلاح الجو. وتُعد هذه الضربات تتويجاً لمسيرة إيرانية طويلة نحو امتلاك الصواريخ الباليستية، بدأها المهندس حسن طهراني مقدم، المعروف بـ”أبو الصواريخ الإيراني”، والذي وضع حجر الأساس لمشروع الصواريخ. ورغم مرور 15 عاماً على اغتياله، استمرت مسيرة الصواريخ الإيرانية حتى تحقق حلم سلاح الردع.

وتسرد “الشروق”، نقلاً عن “الجارديان” ووكالة “فارس” الإيرانية و”لوس أنجلوس تايمز”، أهم المعلومات عن مسيرة أبو الصواريخ الإيرانية ومشروع الصواريخ الباليستية.

صاحب فكرة مشروع الصواريخ

تخرج حسن طهراني من كلية الهندسة بتخصص الميكانيكا عام 1979، وهو العام الذي شهد قيام الثورة الإيرانية، وقد شارك فيها ليصبح من أوائل أعضاء الحرس الثوري. ثم عُيّن مسؤولاً عن الأبحاث والمعلومات في قوة الحرس، بعد حصوله على الماجستير في علوم الفضاء والطيران.

من رحم حرب العراق

تعرضت إيران لضربات صاروخية عراقية قوية لم تتمكن من صدّها نظراً لافتقارها للصواريخ المتقدمة. وكان طوق النجاة في شحنة صاروخية أرسلها الرئيس الليبي معمر القذافي من صواريخ سكود الروسية، لمساعدة النظام الإيراني. إلا أن الشحنة لم تُستخدم مباشرة، حيث عكف عليها طهراني، الذي كان قد أسس أول قسم للصواريخ في الحرس الثوري، لدراسة صواريخ سكود وتصنيع نسخ محلية منها.

وقد نجح طهراني، خلال حرب العراق، في تطوير أول صاروخ إيراني محلي الصنع من طراز “نازعات” لاستخدامه في استهداف العراق. ولم يكن من الصواريخ الباليستية بل يُصنف من صواريخ المدفعية، وتطور لاحقاً إلى صواريخ “زلزال” الشهيرة، التي استخدمتها المقاومة اللبنانية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أول صاروخ باليستي إيراني

استمر طهراني في استخدام الهندسة العكسية لتطوير نسخة محلية باليستية، حتى نجح بعد انتهاء حرب العراق في صناعة صواريخ “شهاب 1″، التي تعمل بالوقود السائل، وعمل على تطويرها وصولاً إلى نسخة “شهاب 3” عام 1998، التي يتخطى مداها 1000 كيلومتر، وتُعد أول خطوة نحو سلاح ردع لبلوغها الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأُعلن عن الصاروخ عام 2003 بحضور المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.

وفي عام 2008، تمكن طهراني من تصنيع أول صاروخ إيراني يعمل بالوقود الصلب من طراز “سجيل”، ويتميز عن صواريخ شهاب بقدرته الشبحية على التخفي، وإمكانات مناورته العالية عند الانطلاق، ما يزيد من قوته مقارنة بصواريخ شهاب ضعيفة المناورة.

لعب طهراني دوراً حاسماً في حروب الوكالة بين طهران وتل أبيب، إذ يُعد المؤسس للوحدة الصاروخية لقوات حزب الله اللبنانية خلال الثمانينيات، والتي وجهت ضربات صاروخية لإسرائيل خلال حرب 2006 باستخدام صواريخ كاتيوشا وبعض الصواريخ الإيرانية مثل “زلزال”.

اغتيال بانفجار صواريخ

وتوفي طهراني في نوفمبر عام 2011، إثر انفجار في معمل صواريخ إيراني. وبينما أعلنت السلطات حينها أن الانفجار كان عرضياً، أشارت تقديرات عدة إلى تورط عملاء الموساد الإسرائيلي، خاصة وأن الحادثة وقعت بعد شهور من اغتيال 3 علماء نوويين إيرانيين على يد جهاز الموساد.