بعد أكثر من 30 عاما في الأسر… أنثى فيل إفريقية تبدأ رحلتها إلى الحرية في محمية بالبرازيل

اقترب موكب غير معتاد يوم الثلاثاء من الحدود الخضراء الفاصلة بين الأرجنتين والبرازيل، بعد أن شق طريقه لساعات وسط الطرق المزدحمة. داخل صندوق حديدي خاص مثبت على شاحنة ومحاط بسيارات مليئة بالمرافقين والأطباء البيطريين، كانت “بوبي”، أنثى فيل إفريقية، في طريقها إلى حياة أفضل.
قضت “بوبي” أكثر من 30 عاما في الأسر، وكانت آخر فيل في حديقة حيوانات بوينس آيرس التي كثيراً ما تعرضت للانتقادات بسبب ظروفها، قبل أن تتحول إلى محمية طبيعية قبل تسع سنوات.
بدأت “بوبي” رحلتها الشاقة التي تمتد لـ2700 كيلومتر يوم الإثنين، من حي باليرمو الراقي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس إلى غابات الأمازون في ولاية ماتو جروسو البرازيلية. ومن المتوقع أن تصل إلى موطنها الجديد في “محمية الفيلة البرازيلية”، أول ملجأ للفيلة في أمريكا اللاتينية، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حسب حركة المرور والطقس وإجراءات الجمارك.
وبحلول مساء الثلاثاء، كانت “بوبي” تعبر مقاطعة ميسيونيس الخضراء شمال الأرجنتين، بالقرب من الحدود مع البرازيل.
وتقف الفيلة، التي تزن 5ر3 أطنان، منتصبة داخل الصندوق خلال الرحلة، وتأكل الخضروات والفواكه والعشب والمكملات الغذائية. ويراقبها فريق من البرازيليين والأرجنتينيين خلال فترات التوقف المجدولة وعبر كاميرات داخل الصندوق.
واستغرق الأمر عدة أشهر لتجهيز “بوبي” لهذه الرحلة الطويلة والمقيدة.
وقالت الطبيبة البيطرية ومديرة العمليات بالمحمية، ماريا خوسيه كاتانزارتي: “بوبي تقوم بالرحلة بشكل ممتاز. في بعض الأحيان لا تأكل الحيوانات في أول 24 ساعة، لكنها استمرت في تناول الطعام”.
وتُعد “بوبي” الأحدث في سلسلة من أكثر من ألف حيوان بري، من بينها أفيال وأسود ونمور ودببة وقرود، تم إرسالها من “المتنزه البيئي” في بوينس آيرس إلى محميات خارج البلاد، منذ تحويل الحديقة القديمة إلى موقع لحماية الأنواع عام 2016.
وتمنح المحمية البرازيلية الفيلة فرصة التكيف مع الحياة في البرية واستعادة سلوكياتها الطبيعية، إضافة إلى الاختلاط مع الفيلة الأخرى بعد سنوات طويلة من العزلة.