فضيحة القرن.. مختارات من أعمال ماركيز الصحفي

صدر حديثا عن دار التنوير تزامنا مع ذكرى وفاة جابرييل جارسيا ماركيز في بيروت كتاب بعنوان “فضيحة القرن… مختارات من ماركيز في الصحافة (في الفترة 1950-1984) بترجمة أمل فارس ويقع الكتاب في 320 صفحة ويقدم كما هو واضح من عنوانه مختارات مما كتبه الأديب الكولومبي الشهير الحائز جائزة نوبل في الأدب، بين عامي 1950 و1984 وهي فترة نشاطه في عالم الصحافة.
ويتألف كتاب “فضيحة القرن” من خمسين مقالاً نُشرت في الفترة التي عمل فيها ماركيز صحفياً بين عامي 1950 و1984، حيث يكتب فيها قصة صحفية عن موت شابة إيطالية، أوعن تجارة الرقيق الأبيض بين باريس وأميركا اللاتينية، مع ما كتبه عن كاسترو والروائيين الذين تركوا تأثيرهم عليه، والملامح الأولى لشخصيات عائلة بوينديا ، وهي الموجودة في روايته الأشهر مائة عام من العزلة التي حققت له الشهرة على مستوى العالم.
ويلاحظ في الكتاب غرام جابرييل جارسيا ماركيز بالتحقيقات الاستقصائية فضلا عن اهتمامه بخوض المغامرات الصحفية وإن كانت خارج بلاده فلم يركز فقط على كولومبيا بل وصل بعمله الصحفي إلى أوروبا.
ويعرف عن ماركيز غرامه بالصحافة إذا قال دوما إن الصحافة عشقه الأول قبل الكتابة كما أشعر غير مرة إلى رغبته في أن يتذكره الناس صحفيا أيضا لافتا في كثير مما كتب إلى اللمحة الصحفية الى لا تخلو منها أعماله والتي تحتاج إلى مدقق أريب كما ذكر لكي يتوصل إليها.
وبدأ ماركيز مسيرته مع الكتابة بالصحافة عندما كان يدرس القانون في الجامعة، وفيما بين عامي 1948 و1949، كتب لصحيفة اليونيفرسال اليومية في قرطاجنة، ومن عام 1950 إلى عام 1952 كتب عمود مختلف في إل هيرالدو الصحيفة المحلية في بارانكويلا تحت الاسم المستعار سبتيموس.
واكتسب “جابو” خبرة من مساهماته في صحيفة إل هيرالدو، وخلال هذه الفترة أصبح ماركيز عضوا نشطا في الجروب غير الرسمي للكتاب والصحفيين والمعروف باسم جروب بارانكويلا، وهي الجمعية التي كانت لها الدافع الأكبر والإلهام الذي صاحب ماركيز في مسيرته الأدبية، وعمل ماركيز مع بعض الشخصيات، من بينهم خوسيه فيلكس فوينمايور، وكاتب القصص القصيرة القطالوني رامون بينيس، وألفونسو فوينمايور والكاتب والصحفي الكولومبي ألبارو ثيبيددا ساموديو وخيرمان بارجاس والرسام الكولومبي- الإسباني أليخاندرو أوبريجون والفنان الكولومبي أورلاندو ريبيرا وخوليو ماريو سانتوس دومينجو، واستخدم ماركيزعلى سبيل المثال الحكيم القطالوني رامون بينيس كصاحب مكتبة لبيع الكتب في مئة عام من العزلة.
وفي ذلك الوقت قرأ ماركيز أعمال العديد من الكتاب مثل فيرجينيا وولـف وويليام فوكنر، والذين أثرا عليه في كتاباته وفي التقنيات السردية والموضوعات التاريخية مع استخدام بلديات المحافظات، وقدم محيط بارانكويلا ل “جابو” المناخ الأدبي المناسب للتعلم على المستوى العالمي ووجهة نظر فريدة عن ثقافة منطقة البحر الكاريبي، وعن مسيرته في الصحافة، ذكر ماركيث أن ذلك كانت بمثابة “وسيلة لعدم افتقاده الاتصال مع الواقع”.