مسلسل مراهقة البريطاني يشعل جدلا عالميًا
العمل يسلط الضوء على الأضرار الخفية للمنصات الرقمية وتأثير صانعى المحتوى فى حياة المراهقين
رئيس الوزراء يدعم مبادرة لعرضه مجانًا فى المدارس.. ونتفلكس تستجيب للدعوة وتعلن تحقيقه أعلى نسبة مشاهدة
أُثار المسلسل البريطانى القصير Adolescence أو مراهقة جدلاً واسعًا على مستوى العالم منذ بداية عرضه على منصة نتفلكس منذ 13 مارس الماضى، وحقق أرقامًا قياسية فى نسب المشاهدة، حيث أعلنت المنصة العالمية الشهيرة عن كونه المسلسل البريطانى الأول فى تاريخها الذى يحقق نسب مشاهدة مرتفعة للغاية مع أول أيام لعرضه، ففى خلال أول 4 أيام له وصلت مشاهداته إلى 24.3 مليون مشاهدة، ومع مرور أول أسبوعين فقط ارتفعت المشاهدات لتصل إلى 66.3 مليون مشاهدة، واستطاع أن يحقق المركز التاسع فى قوائم المشاهدة عالميًا.
تدور أحداث مسلسل «مراهقة» حول صبى يبلغ من العمر 13 عاما يتم اتهامه بقتل زميلته فى الفصل طعنا، ليبدأ المحققون وعائلة الصبى والأخصائى النفسى فى البحث عن الأسباب والدوافع خلف هذه الجريمة البشعة وتوجيه السؤال ما الذى حدث؟، ليسلط المسلسل الضوء على الأضرار الخفية وراء وسائل التواصل الاجتماعى وتأثير صانعى المحتوى فى حياة المراهقين، فضلاً عن التعرض لتأثير الثقافة الرقمية على سلوكيات المراهقين وتشكيل وعيهم بشكل مشوه فيما يتعلق بكثير من المفاهيم فى محيطهم الاجتماعى.
المسلسل يقوم ببطولته المراهق اوين كوبر الذى وصفته عدة وسائل إعلام أجنبية أن أدائه التمثيلى فى المسلسل تجاوز ما يفعله ممثلون مخضرمون يكبرونه كثيرا فى العمر، إذ استطاع تجسيد مشاعر المراهق الذى يتعرض للتنمر من قبل زملائه ونشر ذلك العنف النفسى ضده عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وقدرته على التحول السلس بين الأداء البرىء وصورة القاتل الذى لا يمكن أن يتصور أحد أن يقوم بمثل هذه الجريمة الشنيعة بحق زميلته، وخصوصاً مع النظر لبنيانه الجسمانى الهزيل، ثم مرورا بالصدمات المتتالية التى تكشف فى النهاية عن الفجوة الأسرية العميقة بين الآباء وأبنائهم، وقد اشترك فى كتابة المسلسل كلاً من ستيفن غراهام وجاك ثورن ــ الذى كتب السيناريو والحوار للفيلم الشهير هارى بوتر والطفل الملعون-، ومن إخراج فيليب بارانتينى.
وحقق المسلسل جدلاً عالميا واسعا وخصوصا عبر منصات التواصل الاجتماعى، وتنوعت التعليقات عليه وكلها تنصب على إشادات عديدة بخصوص أداء الأبطال والتصوير المتميز والكادرات العميقة التى تدل على نفسية الأبطال ومشاعرهم، ولكن الأهم هو طريقة تصويره الذى تم بطريقة اللقطة الواحدة One shot، فكل حلقة تم تصويرها كوحدة واحدة، وتمت الاستعانة بطائرات درون للمشاركة فى التصوير بزوايا مختلفة فى نفس المشاهد، حيث أعلن فريق العمل البريطانى أن هذه التقنية فى التصوير أجهدتهم للغاية، واستلزمت كل حلقة تدريب قبلها بأسبوع تقريباً لأنه لا مجال للخطأ أثناء التصوير الفعلى، وكل ذلك كان من أجل بيان الترتيب التدريجى لجريمة الصبى وتحول مشاعره بشكل لافت.
ولم يحقق المسلسل صدى وتأثيرا ملحوظا فقط على مستوى المشاهدين، ولكن امتد الأمر للساسة والمسئولين فى بريطانيا، فقد حث رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر ــ وفقا لبيان صدر عن مكتبه ــ على ضرورة عرض المسلسل فى المدارس الثانوية ببريطانيا، وبالفعل قامت نتفلكس بتقديم مبادرة لعرضه هناك، وبدأت إذاعته فى المدارس البريطانية، وكتب رئيس الوزراء البريطانى تغريدة عبر حسابه الرسمى على تويتر وقال فيها نصاً «كأب، فإن مشاهدة مسلسل مراهقة برفقة ابنى وابنتى المراهقين كان له وقع صعب علينا، فنحن بحاجة لإثارة مثل هذه النقاشات فيما بيننا، ولذلك أنا أدعم مبادرة نتفلكس لعرض المسلسل مجانا فى المدارس عبر الدولة، وذلك كى يتمكن أكبر عدد من المراهقين من مشاهدته والحصول على توعية منه».