احتفاء بالتراث والحداثة العمانية في دورة لافتة من معرض مسقط الدولي للكتاب
• أميرة أبو المجد تقدم ورشة عن «أسرار وتحديات تحرير كتب الأطفال».. وجناح «الشروق» يجذب زوار المعرض لاقتناء أحدث الإصدارات
• محافظة شمال الشرقية ضيف شرف.. وعرض «بليغ» المسرحى يلهم الأطفال.. وحضور قوى للمرأة العمانية
شاركت دار الشروق فى الدورة الـ29 لمعرض مسقط الدولى للكتاب، والتى عقدت فى مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض فى الفترة من 24 أبريل وحتى اليوم 3 مايو الجارى، بمشاركة 674 دار نشر من 35 دولة؛ وذلك تحت شعار «التنوع الثقافى ثراء للحضارات العالمية». وتابع زوار المعرض أحدث إصدارات دار الشروق من كتب أدبية وغير أدبية لأبرز الكتاب المصريين والعرب وكذلك الأعمال المترجمة، كما سعوا لاقتناء أحداث الإصدارات فى كتب الأطفال.
ويتميز معرض مسقط بأنه يختار فى كل دورة محافظة من محافظات السلطنة لتحل ضيفًا للشرف، وفقًا للتقليد المتبع سنويًا لتسليط الضوء على محافظات عمان المختلفة وإبراز ملامحها التاريخية والتعريف بأعلامها فى مجالات الفنون والثقافة. وقد وقع الاختيار هذه المرة على محافظة «شمال الشرقية» لتكون هى ضيف شرف فى هذه الدورة. وتتميز محافظة شمال الشرقية بتعدد الأماكن الأثرية والمزارات السياحية فيها ومن أبرزها رمال الشرقية التى تُعد من أجمل الأماكن للتخييم فى سلطنة عُمان، إلى جانب الأسواق الشعبية وهو ما عكسه الجناح الخاص بالمحافظة داخل المعرض وكذلك البرنامج الثقافى للمعرض الذى شارك فيه أسماء بارزة من المثقفين والكتّاب والباحثين من أبناء المحافظة.
استطاع معرض مسقط الدولى للكتاب فى هذه الدورة أن يقدم مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات التى تستهدف مختلف الفئات العمرية والاهتمامات إضافة إلى تنظيم ورش عمل متخصصة فى الكتابة والنقد الأدبى، إلى جانب محاضرات وندوات ثقافية لمفكرين ومبدعين محليين ودوليين، كما ظهر بوضوح حضور المرأة العمانية فى أنشطة وفعاليات المعرض، بين كونها كاتبة وقارئة ومتفاعلة مع أنشطة المعرض.
كما أولى المعرض اهتمامًا خاصًا للأطفال والشباب، من خلال تنظيم العديد من الفعاليات الترفيهية والتعليمية التى تهدف إلى غرس حب القراءة فى الطفل منذ صغره، وفى هذا السياق قدمت أميرة أبوالمجد العضو المنتدب لدار الشروق ورشة بعنوان «أسرار وتحديات تحرير كتب الأطفال»، والتى لاقت إقبالاً كبيرًا وبخاصة من مؤلفى كتب الأطفال حيث تحدثت أميرة أبوالمجد عن العلاقة بين المؤلف والمحرر من جهة وبين الناشر من جهة أخرى موضحة أهم التحديات التى قد تعوق عملية التحرير، كما أكدت أن تحرير كتاب الطفل لا يقتصر على النص فقط لكنه يتضمن أيضا تحرير الرسومات والتى قد تستغرق وقتا أطول من عملية تحرير النص.
ولم يكن الأطفال ضيوفا فقط على المعرض بل فاعلين بشكل واضح، سواء كان ذلك عبر مجموعات الأطفال المتطوعين بالمعرض أو المشاركين فى الورش، بل إن الأطفال شاركوا أيضًا فى عرض مسرحى لافت عرض داخل المعرض تحت اسم «بليغ» والذى وجد استحسانا من الكثيرين وتفاعلهم، وتدور أحداثه حول طفل يحب الأغانى لكنه لا يستطيع التكلم مما يجعله عرضة للتنمر من زملائه فيقرر أن يترك المدرسة، وعندما ينام يأتيه روبوت يناقشه فى الأمر وتأتيه حقيبة المدرسة وكتاب الرياضيات ويحاولون إقناعه بأن المدرسة سوف تزيده من المعرفة، ويكررون على مسامعه عبارة شاعر النيل حافظ إبراهيم «العلم يرفع بيوتا لا عماد لها / والجهل يهدم بيوت العز والكرم»، حتى يتحد الجميع ويقنعون بليغ بضرورة البقاء فى المدرسة، ويقرر بليغ أن يمارس هوايته، وحتى لو كان بلا صوت، فإنه يستطيع أن يكتب الأغانى التى يريدها ليستمتع بها كل زملائه فى المدرسة.