مؤتمر الإعلام الدولي في الإسكندرية يوصي الجامعات بمناهج تواجه الشائعات وتحفاظ على الأمن القومي
أوصت الجلسة النقاشية الثانية من فعاليات المؤتمر الدولي الثالث، الذي نظمته كلية اللغة والإعلام، بالأكاديمية العربية في الإسكندرية، وأدارتها الدكتورة عبير رفقي، عميدة الكلية، اليوم الأحد، بعنوان “دور الإعلام في تعزيز الحوار الثقافي”، المؤسسات الأكاديمية بالسعى لإضافة مناهج تعليمية، خاصة بـ”مواجهة الشائعات والحفاظ على الأمن القومي”.
وفي هذا السياق دعا الدكتور أشرف جلال، عميد كلية تكنولوجيا الاتصال والإعلام، جامعة قناة السويس، إلى تفعيل الحوار بين الثقافات لمواجهة تصاعد الصراعات الدولية الراهنة، مشيرًا إلى أهمية توجيه ميزانيات الحروب نحو التنمية المستدامة، وتفعيل دور الإعلام والفن والثقافة في نشر السلام وعدم التمييز والانفتاح على الأخر.
وانتقد الدكتور وليد فتح الله، مقرر اللجنة الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية، الصورة السلبية التي تروّجها بعض الأعمال السينمائية، مؤكدًا على أهمية الإنترنت كأداة لتعزيز الحوار وتصحيح الصور النمطية ويجب استخدامه في ذلك.
ودعت البروفيسور راكيل بينيتيز – روخاس من جامعة شلالات نياجرا بكندا، إلى ضرورة فهم الآخر، والتعاطف معه لبناء مجتمعات تحترم التنوع والاختلاف.
وأكد الدكتور محمد النشار، رئيس الخطة الاستراتيجية بالأكاديمية العربية، على أن الحوار بين الثقافات مسؤولية مشتركة بين الإعلام والشعوب، مقترحًا إنشاء مرصد للتواصل الثقافي، مع إدراج مقرر جامعي يُعزز هذا الفهم لدى جميع التخصصات.
وأكّد الدكتور ياسر الشامي، عميد كلية اللغة والإعلام بالقرية الذكية، على أهمية تدريس مادة التواصل بين الثقافات في الجامعات، مشيرًا إلى دورها الفعّال في تنمية وعي الطلاب، داعيًا إلى تعميمها في مختلف الكليات؛ لما تضيفه من فهم واحترام للتنوع.
وأشار الدكتور عصام عامر، الصحفي بجريدة الشروق، إلى أن الصحفي لا ينفصل عن خلفيته الثقافية، حيث تؤثر أجندته الشخصية في أسلوب رصده وتحليله للأحداث، مما ينعكس على الرسالة الإعلامية ككل، مؤكدًا على أهمية وجود وعي وثقافة لدى الصحفي؛ لما لذلك من تأثير على الرسالة الإعلامية ذاتها، قائلًا: “إذا كنا نطالب بالحرية فعلينا إدراك أن ذلك لا بد وأن يكون محكوم بإطار من المسئولية الاجتماعية”.
وأوضحت الدكتورة هبة نايف، أن الصورة النمطية ليست دائمًا سلبية، بل قد تحمل جانبًا إيجابيًا يساعد على الفهم بين الثقافات، مؤكدة أهمية إعطاء الصور النمطية الإيجابية فرصة للانتشار لتعزيز التقارب الثقافي، لذا يجب أن يكون هناك حيادية تجاه الأنماط لمخالفة، والتركيز على الأنماط الإيجابية.
وأكدت الدكتورة فاطمة الزهراء، أستاذ الإعلام بالأكاديمية، على ضرورة تعزيز دور الإعلام والفن والثقافة في الانفتاح على الأخر، كقوى ناعمة، مشيرة إلى أن الفن والشعر والموسيقى يلعبان دورًا كبيرًا في “ترقيق” قلوب البشر.
وشددت الإعلامية رانيا رضوان، على ضرورة صناعة الوعي من خلال المحتوى الإعلامي، خاصة وقت الأزمات، بما يحفظ الأمن القومي، مشيرة إلى أن الثقافة والتغطية الإعلامية توظف المصطلحات بحسب توجهات الوسيلة الإعلامية.
وأكدت “رضوان” على ضرورة إعداد الشباب ليكون لديهم القدرة على مواجهة التحديات، والتي تواجه الأمن القومي، داعية إلى وجود ما يسمى بإعلام الإنسانية.
ولفتت الدكتورة بسنت محمد عطية، رئيس قسم الإعلام بالكلية، ورئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر، إلى أهمية دور الدراما في تعزيز التواصل الثقافي مع التنبيه على خطورة المنصات الرقمية وبلد الإنتاج الذي يقف خلفها والذي ينعكس بالضرورة على الرسائل داخل العمل الدرامي.
ويعقد المؤتمر الذي تتولى أمانته العامة، الدكتورة إيناس حسين، وكلية الكلية للدراسات العليا، بعنوان “الحوار بين الثقافات وآفاق الاستدامة في الإعلام واللغة والأدب” على مدار يومين، ويتضمن جلسات نقاشية وورش عمل وعروضًا إبداعية تهدف إلى تعزيز الحوار وتبادل الأفكار حول دور اللغة والإعلام في بناء مستقبل مستدام وتعزيز التفاهم الثقافي في عالم يشهد تحولات متسارعة، بحضور إعلاميين وخبراء من دول عدة بينها: “ألمانيا وكندا وتركيا والبرتغال وبنجلاديش وهولندا” ودول عربية.