حلمي النمنم: الانقسام الفلسطيني يُحبط الشارع العربي.. والحرب خرجت من سياقها السياسي

قال حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إن ما يحدث في غزة ليس منفصلًا عمّا يجري في أماكن أخرى من العالم، خاصة في الولايات المتحدة وسوريا، مشيرًا إلى أن العالم يعيش الآن مرحلة «حرية جديدة تعيد رسم ملامح النظام العالمي»
وأكد خلال حواره ببرنامج «بالورقة والقلم» مع الإعلامي نشأت الديهي، المذاع عبر فضائية «TEN» أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا استهدفت قواعد عسكرية وكيانات بعينها، رغم إعلان إسرائيل أنها لا ترغب في عداء مباشر مع تركيا، مما يكشف تناقضًا بين التصريحات والواقع على الأرض.
وأشار إلى أن الإدارة السورية الجديدة تتبنى نهجًا واضحًا في تفادي الدخول في أي صراع مع إسرائيل، موضحًا أن النظام لا يريد تشكيل جيش وطني قوي حتى لا يتحول لاحقًا إلى أداة تهدد بقاءه، قائلا: «الظاهر أمامنا أن هناك رغبة حقيقية بعدم وجود جيوش وطنية في المنطقة، وهذا جزء من شكل الشرق الأوسط الجديد الذي يُشكل اليوم».
وأضاف أن ما يحدث حاليًا في قطاع غزة لا يمكن وصفه بالحرب التقليدية، بل هو تدمير وإبادة جماعية تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن المسألة لم تعد تتعلق بالحرب من أجل قضية.
وتابع: «الحرب خرجت من سياقها السياسي، لا أحد يتحدث الآن عن دولة فلسطينية أو حماية للمسجد الأقصى، بل عن رهائن وهدن مؤقتة».
وأعرب عن أسفه من استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، مؤكدًا أن غياب الوحدة الوطنية الفلسطينية أفقد القضية زخمها الشعبي وأصاب الشارع المصري والعربي بالإحباط.
وتساءل إلى متى سيستمر هذا الانقسام؟ متى سيكون هناك مشروع وطني حقيقي يوحد الفلسطينيين؟ لا توجد حتى حدود دنيا من الاتفاق الوطني، وهذا ما يُفقد العالم العربي الثقة بإمكانية الحل».
وأكد أنه غير متفائل في ظل الظروف الحالية، موضحًا أن العالم بات يركّز فقط على إدخال المساعدات الغذائية والدوائية للفلسطينيين، دون وجود أي مؤشرات على تحرك سياسي جاد لإحياء مسار حل الدولتين أو ضمان الحماية الدولية.