مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية: المدينة اضمحلت في العصر الإسلامي وعاشت أفضل عهودها مع محمد علي

قال الدكتور الحسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن مدينة الإسكندرية اضمحلت في العصر العربي الإسلامي، وكانت الأهمية الكبرى لمدينة الفسطاط، بينما عاشت أفضل عهودها في القرن التاسع عشر تزامنا مع عصر محمد علي، الذى وهبها قبلة الحياة.
وأضاف عبدالبصير، أن محمد علي كان هدفه بناء دولة قوية تخدم المؤسسة العسكرية لحماية الإمبراطورية، وكذلك في عهد الخديوي إسماعيل وأحمد فؤاد الأول وعباس حلمي الثاني، مؤكدا أن الأقاويل بأن عمرو بن العاص هو الذي أحرق مكتبة الإسكندرية القديمة خاطئة.
وأوضح خلال ندوة نظمتها اللجنة الثقافية بنادي اليخت المصري بالإسكندرية، وأدارتها هايدى الشافعي رئيس اللجنة بعنوان “سحر الإسكندرية بين الماضي والحاضر”، أن الإسكندر مات في الهند ودُفن في سوريا ولكن بطليموس اعترض وتم نقله إلى منف، ثم إلى مدينة الإسكندرية، مشيرا إلى أن البحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر في منطقة الشلالات ما زال جاريا.
وأشار إلى أن البعثة الأثرية التي تقودها الأثرية كاليوبي لمنيوس باباكوستا، في منطقة الشلالات تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، مضيفا أنها اكتشفت تمثالا يقال عليه الإسكندر الأكبر وتم نقله إلى متحف الإسكندرية القومي.
وذكر أن النيل كان القاسم المشترك الذي وحد الحضارة المصرية القديمة، ففي عصر ما قبل الأسرات بدأت الحضارة من الجنوب إلى الشمال على ثلاث مراحل وكانت فروع النيل سبعة وحاليا فرعين فقط.
ولفت مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إلى أن البطالمة أنشأوا مدينة بطلمية في سوهاج والتي أنشأها بطليموس الأول، وكذلك مدينة نقراطيس في إيتاي البارود البحيرة، لافتا إلى أن البطالمة الأقوياء من بطليموس الأول، بينما بداية الضعفاء من بطليموس الخامس.
ونوه بان مدينة الإسكندرية تأثرت خلال فترة ثورة 1952، حيث جاءت قرارات بخروج بعض الجاليات، موضحا أن مدينة الإسكندرية تم تخطيطها إلى 5 أحياء ذات خطوط رأسية وأفقية وميناء شرقي وميناء غربي، مضيفا أن من وضع أساسات مكتبة الإسكندرية القديمة بطليموس الأول “سوتير” الذي جاء بعد الإسكندر الأكبر وواصل البناء بطليموس الثاني “فيلاديفلوس”، الذي يوجد تمثاله حاليا في بلازا مكتبة الإسكندرية، وكان يوجد بها 700 ألف لفافة.
وتابع عبد البصير، أن الملكة كليوباترا وضعت صورتها على العملة البرونزية تقربا للشعب، لافتا إلى أنها أحبت يوليوس قيصر وبعده مارك إنطونيو، وصورتهما كانت على العملة الذهبية والفضية، مشيرا إلى أنه مازال البحث جاريا حاليا عن مقبرة كليوباترا في موقع تابوزيريس ماجنا بمنطقة أبي صير.
وذكر أن عمود السواري في منطقة كرموز أبرز ما تبقى من معبد السيرابيوم الذي تم إنشائه لإله الإسكندرية “سيرابيس” الذي جمع ما يعبده القدماء المصريين وما يعبده الإغريق، موضحا أن العمود المتبقي ثلاث أجزاء “القاعدة والبدن والتاج”، وطوله 27 مترا.
وتناول مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية الحديث عن مقابر مصطفى كامل وجبانة الشاطبي أقدم جبانة بطلمية ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ومتحف المجوهرات الذي أنشأته زينب هانم فهمي عام 1919، والمعبد اليهودي الي تم إنشائه على أرض مهداة من الكنيسة القبطية المصرية.