خبراء: الذكاء الاصطناعي قادر على فك شفرة إنجما واختراق أي بيانات عسكرية بسهولة وفي وقت قصير

قال الخبراء، إن الذكاء الاصطناعي اليوم قادر على فك شفرة إنجما التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، وهي شفرة صعبة للغاية، و”هي جهاز تعمية طُور واستُخدم في أوائل القرن العشرين إلى منتصفه لحماية الاتصالات التجارية والدبلوماسية والعسكرية”، وفقا لما جاء في صحيفة الجارديان البريطانية.
وحاول الخبراء البولنديون فك النسخ الأولى من شيفرة إنجما في ثلاثينيات القرن الماضي وبنوا آلاتا مضادة لها، إلا أن التطورات الأمنية اللاحقة التي أجرتها ألمانيا فرضت على خبراء إنجما تطوير آلات جديدة، أو ما يُعرف بـ”القنابل”، لمساعدة خبراء فك الشفرات في فك رموز رسائل العدو.
وبحلول عام 1943، أصبحت هذه الآلات قادرة على فك رسالتين كل دقيقة.
واكتسب محاولات فك شفرة إنجما شهرةً واسعة، حيث يُنسب إليها الفضل في تقصير مدة الحرب العالمية الثانية بما يصل إلى عامين، وظهور العديد من أفلام هوليوود.
وقال مايكل وولدريدج، أستاذ علوم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد: “في الأساس، اكتسبت أجهزة إنجما قوتها لأن عدد الطرق الممكنة لتشفير الرسالة كان هائلاً، أكبر بكثير من أن يتمكن الإنسان من فحصه بدقة”، مضيفًا أن “القنابل” كانت عبارة عن أجهزة كمبيوتر ميكانيكية بدائية موصولة بأسلاك، تبحث في عدد هائل من البدائل الممكنة لفك تشفير الرسائل النازية”.
وأضاف الدكتور مصطفى مصطفى، المحاضر الأول في أمن البرمجيات بجامعة مانشستر، أن مفتاح نجاح خبراء فك الشفرة يكمن في وجود نقاط ضعف في شفرة إنجما.
وقال: “لقد كان هجومًا بالقوة الغاشمة، حيث جرّبوا جميع الطرق المختلفة، ولكن مع نقاط ضعف إنجما، تمكنوا من القيام بذلك، لقد تمكنوا من إنهاء هذا الأمر بسرعة كافية لفك الشفرة”.
أما اليوم، فستكون العملية أسهل بكثير، لا سيما بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي.
وقال وولدريدج: “إن نموذج الذكاء الاصطناعي ChatGPT كان قادرًا على فك الشفرات ومع سرعة أجهزة الكمبيوتر الحديثة، سيتم إنجاز العمل الشاق في وقت قصير جدًا”.، مؤكدا أن قوة الحوسبة الحديثة كانت ستُذهل الخبراء القدامى، وأضاف: “إنيجما لن تُضاهيها بأي حال من الأحوال”.
وأشار وولدريدج، إلى أن الباحثين سابقًا قد يكونوا استخدموا نظام ذكاء اصطناعي مُدرّب على التعرف على اللغة الألمانية، إلى جانب 2000 خادم افتراضي، لفكّ رسالة مشفرة في 13 دقيقة، ولكن مع استخدام الحوسبة الحديثة لم يكن يتصور الخبراء أنها ستُضعف شفرة إنجما بتلك السرعة، ولذلك فإن تقنيات مثل شفرة ريفست-شامير-أدلمان (RSA) – وهو نظام طُوّر في البداية عام 1977، لا تزال فعّالة.
ولفت وولدريدج: “تلك التقنيات على المدى البعيد لن تُجدي نفعًا ولن تتمكن من حماية البيانات الأمنية، لذلك قد نحتاج إلى تقنيات جديدة تمامًا للحفاظ على بياناتنا آمنة”.