متحف السويس القومي يعرض نموذجا تاريخيا لمخزن الغلال في مصر القديمة

حرصا على إبراز ملامح الحياة اليومية في مصر القديمة، يعرض متحف السويس القومي نموذجًا تفصيليًا لمخزن الغلال، يُجسّد واحدة من أهم مظاهر الإدارة والتنظيم الاقتصادي في العصور الفرعونية، والتي كانت تعتمد بشكل كبير على الزراعة وتخزين المحاصيل.
وبحسب المتحف، يعد النموذج المعروض يتكون من طابقين، ويظهر من خلاله دقة المصريين القدماء في تسجيل وتوثيق كميات الغلال التي يتم تخزينها أو صرفها. في الطابق العلوي، يجلس الكاتب ممسكًا بيده اليمنى قلمًا، وباليسرى لوحة كتابة يسجل عليها البيانات الخاصة بكميات الحبوب، في مشهد يعكس أهمية ودقة النظم الإدارية آنذاك.
أما في الطابق السفلي، فيقف أمام السلم شخص يحمل كيسًا من الحبوب استعدادًا لتسليمه، بينما يعمل شخصان آخران على تخزين هذه الحبوب داخل الصومعة. ويظهر النموذج تدرجًا واضحًا في توزيع المهام والمسؤوليات، مما يسلّط الضوء على النظام المتبع في إدارة المخازن الزراعية.
ويهدف متحف السويس القومي من خلال هذا العرض إلى توثيق جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمصري القديم، والتأكيد على أن مفاهيم الإدارة والمحاسبة والتوثيق لم تكن غريبة عن الحضارة المصرية، بل كانت جزءًا أصيلًا من بنيتها التنظيمية المتقدمة.
يعُد هذا النموذج إضافة تعليمية وثقافية قيّمة، خاصة لزوار المتحف من الطلاب والباحثين والمهتمين بتاريخ مصر الاقتصادي.