هشام عزمي: الملكية الفكرية تصون حقوق جميع أطراف الإبداع

هشام عزمي: الملكية الفكرية تصون حقوق جميع أطراف الإبداع

شهدت جامعة القاهرة محاضرة تحت عنوان “حماية الملكية الفكرية والهوية في عصر الذكاء الاصطناعي”، ألقاها الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية.

وتأتى فعاليات الموسم الثقافي للجامعة فى إطار توجيهات الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع طلاب الجامعة، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، تستهدف تعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، على مختلف المستويات محليًا وإقليميًا وعالميًا، بما يصقل شخصياتهم، ويساهم فى تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن.

رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، كما رحب بالحضور من الاساتذة والطلاب، وأكد رئيس الجامعة على قيمة الآداب والفنون والعلوم ودزرها في نهضة المجتمعات، لافتًا إلى دواعي حماية إبداعات الذهن البشري في المجال الصناعي والتجاري وفي المجال الأدبي والفني.

وأشار الدكتور محمد سامي عبد الصادق إلى منظومة التشريعات الحاكمة لموضوع التدوة، ومن أهمها قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، والذي يوفر الحماية المتكاملة لأصحاب الإبداع بمختلف صنوفه، وقانون إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية الصادر برقم 163 لسنة 2023، والذي بموجبه حل الجهاز محل الوزارات المختصة والأجهزة المعنية في الاختصاصات المقررة لكل منها في شأن حماية الحقوق الفكرية، حيث بدأ في أغسطس الماضي ممارسة أدواره التي أنشئ من أجلها، ومن أهمها التوعية بحقوق أصحاب الإبداع، لافتًا إلي وجود العديد من التحديات التي تواجة حقوق الملكية الفكرية للأفراد في عصر الذكاء الاصطناعي.

كذلك أشار رئيس جامعة القاهرة، إلى إطلاق الجامعة استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي في أكتوبر ٢٠٢٤ والتي تعد أول استراتيجية جامعية من هذا النوع في مصر أفريقيا والشرق الاوسط، مشيرا إلى العمل على صياغة الإصدار الثاني لسياسة الملكية الفكرية بالجامعة وفق مستجدات التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إطلاق قاموس القاهرة العصري للشباب العربي، مؤكدًا ضرورة الاهتمام باللغة العربية.

ومن جانبه، أوضح الدكتور هشام عزمي، أن الملكية الفكرية لا تعني حماية الفكرة بل تختص بحماية نتاج الأفكار في المجالات الإبداعية المختلفة، في الموسيقي والمسرح والفنون وبراءات الاختراع والعلامات التجارية وغيرها، مشيرًا إلي محاور الملكية الفكرية والتي تحمي حق المؤلف والحقوق المجاورة، ونماذج المنفعة، والعلامات التجارية، والتصاميم الصناعية، والأسرار التجارية، وتصميمات الدوائر المتكاملة، والأصناف النباتية الجديدة.

واستعرض الدكتور هشام عزمي، تاريخ الملكية الفكرية في مصر بداية من صدور قانون العلامات والبيانات التجارية رقم 37 عام 1939، وقانون براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية عام 1949، وانشاء مكتب براءات الاختراع المصري وقانون حماية حق المؤلف عام 1954، وعضوية مصر في منظمة التجارة العالمية وانضمامها لاتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية عام 1995، ثم صدور قانون حماية حقوق الملكية الفكرية عام 2002، وصولاً إلي أطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في مصر عام 2022.

وأشار رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والتي تعكس اهتمام الدولة بأهمية الملكية الفكرية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتهدف إلى تعزيز التحول الرقمي وتوفير خدمات التسجيل من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، مضيفًا أن هذه الاستراتيجية استغرقت في إعدادها 18 شهرا بمشاركة 35 كيانا منهم 17 وزارة و18 سلطة مختصة، و8 خبراء في تخصصات الملكية الفكرية.

وتطرق الدكتور هشام عزمي، إلي نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات التي تواجة ملف حقوق الملكية الفكرية في مصر، مؤكدًا على ضرورة رفع الوعي حول حقوق الملكية الفكرية لدي تلاميذ المدارس، وداخل الجامعات لكافة منتسبيها، وفئات المجتمع المختلفة، وضرورة تعزيز المحتوى العربي على المنصات المختلفة، مشيدًا بتنظيم الدولة المصرية لجائزة “المبدع الصغير” من عمر 5 حتى 18 عاما، مشيرًا إلى دمج كافة الجهات المختصة بالملكية الفكرية إلى الجهاز المصري للملكية الفكرية.

وأشار الدكتور هشام عزمي، إلى تفعيل المردود الاقتصادي للملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز وتشجيع دعم الاستغلال التجاري لأصول الملكية الفكرية، وتعظيم الاستفادة من الملكية الفكرية في البحث العلمي وربطه باحتياجات الصناعة الوطنية، وتطبيق سياسات رشيدة ومتوازنة للملكية الفكرية في مجال الصحة العامة وإتاحة الدواء، وتعظيم القيمة الاقتصادية للمشروعات المتوسطة والصغيرة، وتعظيم المردود الاقتصادي لقطاعي السياحة والتراث، وتنظيم النفاذ إلى الموارد الأحيائية وما يتصل بها من معارف تقليدية واقتسام المنافع الناشئة عنها.

كما تناول الدكتور هشام عزمي، التحديات التي تواجه الملكية الفكرية في ظل الذكاء الاصطناعي والتي من أبرزها تحديد الملكية، وفجوات التشريع، والاستنساخ والتقليد، والتغييرات في الابداع، وحقوق البيانات، والتحديات الاخلاقية، والتحيز في البيانات، وتحديات الابتكار، مشيرًا إلي تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الهوية الثقافية مثل تغيير القيم الانسانية، وفقدان التنوع الثقافي، والتحيز المالي والتكنولوجي، وتكريس التجانس الثقافي.