يرصد لمسافة 400 كيلومتر.. تفاصيل عن رادار إسرائيلي هزمه الباكستانيون في اشتباك كشمير

أصاب نبأ إسقاط سلاح الجو الباكستاني خمس مقاتلات هندية صدمة واسعة، ليس لتطور المقاتلات الهندية فقط، بل لشهرة سلاح استخباراتي إسرائيلي تملكه الهند ويتفوق به على قدرات الاستطلاع الباكستانية، وهو نظام فالكون للإنذار المبكر، وهو رادار متطور محمول على طائرة يستطيع كشف ميدان المعركة وتوجيه المقاتلات الهندية بناءً على أحدث البيانات المرصودة، ولكن ما حدث أن الرادار المتطور لم يُحذر الطيارين الهنود من تواجد مقاتلات “جي إف” الباكستانية، ولا من اقتراب صواريخ “بي إل 15” المعروفة بضخامتها التي تسهّل اكتشافها.
وتسرد جريدة الشروق، نقلًا عن اتحاد العلماء الأمريكيين، وموقع “جينز إيفيونيكس” للعلوم الجوية، وقناة “بي بي سي”، والموسوعة العسكرية السورية، أهم المعلومات عن رادار الإنذار المبكر الإسرائيلي الصنع والمستخدم في الطلعات الجوية الهندية.
ما هي الأواكس
طوّرت القوات الأمريكية نوعًا من الرادارات المحمولة جوًّا لتعمل كمركز قيادة متقدم للطائرات الحربية أثناء الاشتباك، وتتميز عن الرادار الأرضي بكونها متحركة، تستطيع كشف عدد أكبر من الأهداف عن طريق المناورات، في حين تملك القدرة على الهروب من نيران العدو، بعكس الرادارات الأرضية ذات الموقع الثابت، لتصبح هدفًا سهلًا للخصوم، وتملك الأواكس ميزة إضافية بكونها متواجدة وسط المعركة لتحصل على صورة أوضح، تمكنها من توجيه الطائرات بدقة.
مستوحاة من حرب لبنان الجوية
استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي طائرات الإنذار المبكر المعروفة بالأواكس في حرب لبنان 1982 إبان معاركها الجوية مع الطيران السوري، وكانت الأواكس التي يستخدمها الإسرائيليون أمريكية الصنع، ولكنها عملت بمثابة مركز قيادة جوي يوجّه المقاتلات الإسرائيلية في معركة أسفرت عن إسقاط 90 مقاتلة سورية مقابل 5 مقاتلات إسرائيلية في أعلى تقدير، وقد وفّرت الأواكس الرصد اللازم لمواقع وتحركات المقاتلات السورية المشتبكة.
تعلّمت دولة الاحتلال درسًا من حرب لبنان الجوية وبدأت في تصنيع أواكس محلي، ليخرج نظام فالكون طراز “إل سي إم 2075” عام 1994، والذي تفوّق على الأواكس الأمريكي في تقنيات الرادار والمصفوفات المستخدمة في المسح وفي مدة الرصد وعدد الأهداف، حيث عمل بتقنية المصفوفات الطورية، والتي تُغني عن تحريك الرادار، وبدلًا من ذلك يتم إرسال موجات مركزة مكثفة ترصد الأهداف مع صعوبة اكتشافها أو التشويش عليها بسبب كثرتها وتقاربها.
يعمل الرادار بأربعة أنظمة مختلفة، يتولى كل منها رصد نوع معين من الإشارات، وعند اكتشاف الهدف يتم توجيه الأنظمة الأربعة نحوه لتوفير أكبر قدر من التركيز، ومع ذلك يتمتع الرادار بسرعة عالية تبلغ ثانيتين لمسح المنطقة وتتبع 100 هدف في نفس الوقت.
إسرائيل وسباق التسلح الهندي الباكستاني
تستفيد باكستان من الدعم التقني الصيني نظرًا لاشتراك البلدين في عداوة الهند، ولكن الهند بحثت عن حليف خارج المنطقة، لتكون دولة الاحتلال الإسرائيلي معاونة لها بالتقنية العسكرية، وقد باعت إسرائيل نظام فالكون للإنذار المبكر للهند عام 2005 رغم الاعتراض الأمريكي لخطورة ذلك السلاح على توازنات القوى، ولكن بعد وساطات دولية تم إرسال 3 أنظمة فالكون مركبة على 3 طائرات “إليوشن” روسية، وتملك الهند 3 أنظمة إنذار مبكر إسرائيلية، مقابل نظامين هنديين بصناعة محلية ضعيفة الجودة.
الفالكون ضد صاروخ “بي إل 15” الصيني
منح نظام فالكون للمقاتلات الهندية مدى رؤية يبلغ 400 كيلومتر لتستطيع قصف الأراضي الباكستانية محتمية بنظام الفالكون الذي سيرصد أي مقاتلات متصدية للهجوم، ولكن الرادار المتطور يملك نقطة ضعف حيال الأهداف شديدة الانخفاض والمحتمية بالجبال المنتشرة في منطقة كشمير، ما سهّل على المقاتلات الباكستانية الاشتباك من بُعد في منطقة انعدام رؤية رادارات فالكون، في حين يسمح مدى صاروخ “بي إل 15” بتعويض انخفاض ارتفاع المقاتلات الباكستانية وتواجد السواتر الجبلية، حيث يبلغ مدى الصاروخ 200 كيلومتر.