أساتذة إعلام يناقشون دور مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي الصحي

أساتذة إعلام يناقشون دور مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي الصحي

عميد إعلام بني سويف يشير إلى ضرورة وضع إطار تشريعي ورفع الوعي المجتمعي لدى المواطنين.
مساعد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري: “نحن بحاجة إلى تنظيم الأدوار بين الإعلام الصحي ومؤثري التواصل الاجتماعي”.

افتتحت الدكتورة أمل السيد دراز، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الحلقة النقاشية الثالثة بعنوان “مؤثرو مواقع التواصل”، حيث أشادت بالدور البحثي والعلمي للمشاركين، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الصحية والعلمية بشكل عام. هذا جاء في إطار فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثلاثين لكلية الإعلام جامعة القاهرة، الذي حمل عنوان “الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة”، والذي بدأ في صباح اليوم الموافق مايو.

وأشارت دراز إلى أن التراث المجتمعي يعاني من تحديات فيما يتعلق بنشر الوعي الصحي على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يستدعي إرساء مفاهيم واضحة لدور المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي وتسليط الضوء على دور الوسائل الجديدة في التوعية الصحية.

الدكتورة حنان يوسف، مساعد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري لشئون الإعلام، أكدت أن موضوع الاتصال الصحي يعد من أبرز الموضوعات التي أدرجتها الدولة في خطتها لتحقيق التنمية المستدامة، لأن بناء الإنسان والمجتمع لا ينفصل عن بناء مواطنين أصحاء. وأوضحت أن الإعلام الصحي يعتبر من المصطلحات الجديدة التي أضيفت إلى مجال البحوث العلمية والإعلامية، مما يفسر أهمية هذا التخصص الإعلامي الحديث.

وأضافت يوسف أن المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي قد أدركوا أهمية هذا المجال مبكرًا، وبدأوا في إنشاء محتويات إعلامية، مستغلين المتغيرات الاقتصادية في المجتمعات النامية التي لا يستطيع معظم مواطنيها تحمل نفقات العلاج من خلال الأطباء. كما أشارت إلى أن مفهوم “المؤثر” ينطوي على ثقة كبيرة من الجماهير في هؤلاء الأشخاص الذين يقدمون محتويات علمية وطبية.

وأوضحت يوسف أن الحملات الصحية التي قامت بها وزارة الصحة والسكان، مثل حملة تنظيم الأسرة والتصدي لفيروس “سي”، حققت نجاحًا كبيرًا، نظرًا لأنها اعتمدت على توضيح المعلومات ووضعها في إطار نسق قيمي وأخلاقي يتناسب مع العادات والقوانين، ما أسفر عن تحقيق صدى جماهيري واسع.

الدكتور عبد العزيز السيد، عميد كلية الإعلام جامعة بني سويف، أكد على ضرورة وضع أطر تشريعية واضحة تنظم عمل المؤثرين في المجال الصحي، وذلك لضمان أن ما يُقدَّم للجمهور يستند إلى مصادر علمية موثوقة ويخضع لإشراف الهيئات الصحية المختصة.

كما شدد عبد العزيز على أهمية البعد الاجتماعي في تعزيز الوعي الصحي، مشيرًا إلى أن دور المؤثرين يجب أن يتعدى نقل المعلومات إلى بناء ثقافة صحية مستدامة.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور عبد العزيز على ضرورة مراعاة الظروف الاقتصادية عند تقديم النصائح الصحية، وضرورة توفير بدائل صحية واقتصادية قابلة للتطبيق.

الدكتورة هبة نايف، عميد كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، شددت على أهمية دور مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي في التنشئة الإعلامية السليمة للأطفال. وأكدت على ضرورة تعريف الأطفال بوسائل الوعي الصحي الموثوقة وتوضيح الفرق بين “المؤثر” و”الخبير” المتخصص.

كما أضافت الدكتورة هبة شاهين، عميد كلية الإعلام بجامعة عين شمس، أن التوعية بالعادات الصحية السليمة ومحو الأمية الثقافية تعد من الركائز الأساسية لتحسين الصحة العامة في المجتمع. وأشارت إلى ضرورة تحسين التواصل بين المرضى ومقدمي الخدمة الصحية باستخدام أدوات رقمية حديثة، مثل التطبيقات الذكية لقياس معدلات السكر والضغط.

كما أكدت شاهين على أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات رئيسية لنشر الوعي الصحي، ودعت إلى ضرورة تفعيل المستشفيات الرقمية لضمان الوصول إلى الخدمات الصحية بشكل عادل، خاصة بين الفئات المهمشة.

الدكتورة إيمان طاهر، الأستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لخصت أهم النقاط التي طرحتها الحلقة النقاشية، مؤكدة على ضرورة استخدام منصات التواصل الاجتماعي مع ضوابط اجتماعية لمكافحة المعلومات المغلوطة، وتعزيز قيم المسؤولية الأخلاقية والمهنية في العمل الإعلامي الصحي.

الدكتورة نشوى الجمال أضافت أهمية تنظيم وتدريب المؤثرين لضمان التزامهم بمبادئ الاتصال الصحي السليم بالتعاون مع الجهات الرسمية.

الدكتور محمد عتران، رئيس لجنة التوصيات، أكد على ضرورة تشجيع التعاون بين مؤثري التواصل الاجتماعي والمؤسسات الصحية الرسمية لضمان نشر رسائل صحية دقيقة وموثوقة، داعيًا إلى إطلاق منصات أو شبكات تجمع المؤثرين المتخصصين في المجال الصحي.