علي جمعة مدافعا عن حديث الذباب: مش معمول لملكة إنجلترا

علي جمعة مدافعا عن حديث الذباب: مش معمول لملكة إنجلترا

دافع الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن حديث «الذباب» الوارد في صحيح الإمام البخاري، عن النبي عليه السلام قال «إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء».

وقال خلال مقابلة مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج «مساء DMC» المذاع عبر شاشة «DMC» مساء الخميس: إن «البعض يزعل من الحديث لأنه مقروف من الذبابة تنزل في الطبق ثم يأكل منه.. هل الحديث قال لك أنت لازم تعمل كده؟ لم يقل».

وأوضح أن هذه الأحاديث لها فائدة شروطها، مستشهدا بحالة المجاعة في الصومال، قائلا: «عندما جاءت الصومال ودخلت في مجاعة والذباب يعج، أحضروا معزة ليسلقوها في الإناء، فالذباب كان يقع فيه، هل يرموها لأنها نجسة أم يأكلوها لأنها جائزة؟».

وتابع: «هذه الأحاديث لها فائدة في شروطها، فكل شيء في الشريعة له شروطه؛ لكل الناس تنسى أو لا تعرف الشروط، فالحديث ده مش معمول لملكة إنجلترا».

وشدد أن «العيب في التدريس وليس في أن ننكر على النصوص بالتشكيك وننكر على كل هذه المجهودات لأمة الإسلام بالبطلان».

واستشهد بقول الإمام الشافعي «لا يوجد حديث في السنة إلا وله أصل في القرآن»، مشيرا إلى أن «كثيرا من الناس لا يستطيعوا مهاجمة القرآن؛ لأن الناس لن تسمع إليهم لقدسيته الشديدة؛ فيذهب ليهاجم السنة».

وتساءل: «ما رأيك أن الحديث الذي هاجمته وأنكرته هذا، موجود في القرآن؟ وعندما يأتي ليقرأ في القرآن يجد نفس المعنى الذي كان رفضه في البخاري».

وفرّق بين نوعين من التشكك أولها «شك الحيرة» الذي يؤدي إلى التفاهة والسطحية والضلال ويوقع الإنسان في الحيرة، والآخر الشك المنهجي الذي يعد أساس العلوم.

وأشار إلى محاولة التشكيك في القرآن الكريم بشكل غير مباشر من خلال السنة النبوية، قائلا: «عندما جاءوا حاولوا إدخال هذه النظرة (أي شك الحيرة) في أواخر القرن الـ19؛ لم يفلحوا، فقالوا نترك القرآن لأنكم لن تستطيعوا عليه في ظل معجزة تعلق الناس لدرجة أن الطفل الصغير والرجل الأمي يحفظانه، وابدأوا من البخاري الذي يمثل القمة، وسيكون بعدها الإمام مسلم والترمذي، ونشكك بعد ذلك في القرآن».