أهالي وابورات المطاعنة بالأقصر يناشدون وزير الأوقاف لإنقاذ المسجد العتيق

طالب أهالي قرية وابورات المطاعنة التابعة لمركز إسنا في الأقصر، الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والمهندس المسئول عن القطاع الهندسي بالوزارة، بسرعة التدخل لإعادة إحياء “المسجد العتيق” الذي يعاني من تدهور كبير طال بنيانه ومعالمه التاريخية.
وقال عنتر أمين، أحد رواد المسجد بالمنطقة، إنه يُعد من أقدم المساجد بالقرية، ويحمل طابعًا معماريًا وتاريخيًا يُجسد هوية المكان، إلا أن السنوات الماضية تركت بصماتها عليه، حتى باتت جدرانه تتآكل بفعل الأملاح والتشققات، وانهارت أجزاء من بنيانه دون أي تدخل يُذكر رغم المطالبات المتكررة.
وأضاف عنتر، لـ”الشروق” أن المسجد لم يخضع لأي أعمال ترميم أو تطوير منذ أكثر من 4 عقود، سوى بعض المحاولات الجزئية، التي لم تكن كافية للحفاظ عليه، مؤكدًا أن التشققات باتت واضحة على الحوائط من الداخل والخارج، ما يُشكل خطرًا على المصلين، وينذر بزوال معلم كان مركزًا دينيًا وتعليميًا بارزًا في القرية.
وأشار خالد معيط، من رواد المسجد، أنه تم إدراجه في خطة وزارة الأوقاف منذ 4 سنوات، وبدعم من نواب البرلمان حينئذ بعدما قدم الأهالي أكثر من طلب رسمي لتجديده، لكن دون تنفيذ فعلي حتى اليوم.
وتابع معيط، لـ”الشروق”: “المسجد لم يعد صالحًا للاستخدام، وكل يوم يمر يُهدد بانهيار جزء جديد منه ما يعرض حياة رواده للخطر خصوصا أن فئة منهم ليست بالقليلة هم كبار السن”.
واستطرد معيط، أنه من الضروري سرعة البدء في مشروع الإحلال والتجديد الكامل للمسجد، مؤكدًا أن الحفاظ عليه ليس فقط من باب العبادة، بل لحماية جزء من التراث الديني والثقافي للمنطقة، والذي طالما كان مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم الفقه الإسلامي لأبناء القرية.
فيما أكد مصطفى أبو مالك، من رواد المسجد، أن ما آل إليه حال المسجد اليوم يثير القلق والحزن، فالجدران باتت متآكلة، والشروخ تنتشر في جميع أركانه، والملح غطى الحوائط الداخلية والخارجية، حتى أصبحت الصلاة فيه تُشكل خطرًا على المصلين.
وأردف أبو مالك، لـ”الشروق” أن تنفيذ مشروع التجديد من شأنه إعادة إحياء النشاط الديني في القرية، وفتح الباب أمام عودة حلقات تحفيظ القرآن، والدروس الدينية، التي توقفت منذ سنوات بفعل الحالة الإنشائية السيئة للمكان.
وعبر أبو مالك، عن حلم أهالي القرية في أن تجد مناشدتهم هذه المرة صدى لدى المسئولين، لإنقاذ المسجد من مصير النسيان، وإعادته إلى سابق عهده كمنارة دينية تحفظ الموروث وتعزز الروح الإيمانية في القرية.
من جهته، أكد الدكتور علي صديق، وكيل وزارة الأوقاف في الأقصر، أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بملف تجديد وإحلال المساجد وهو ما ظهر جليا خلال الفترة الماضية بصفة خاصة في افتتاح العديد من المساجد في جميع مراكز الأقصر بعد انتهاء أعمال إحلالها وتجديدها.
وأضاف صديق، لـ”الشروق” أنه بخصوص المسجد العتيق في قرية وابورات المطاعنة فإنه يتبع لإدارة أوقاف أصفون بمدينة إسنا، ومن خلال ذلك سيتم بحث أمر إحلاله وتجديده ونظر طلبات الأهالي ورواد المسجد مع الإدارة التابع لها والإدارة الهندسية بالمديرية.