إيهاب الخراط: «الحرية 35.. حكايات التعافي من الإدمان» يعطي أملا وينتقد الوصم المجتمعي

الإدمان هو اضطراب نفسى مزمن له العديد من الأسباب المحتملة، ومعالجته أمر معقد. لكنه ليس نهاية المطاف فيمكن أن يكون طريق الشفاء طويلا ومؤلما ومحفوفا بالانتكاسات، خاصة بدون الدعم المناسب، لكن دائما هناك أمل مع التوعية وتلقى العلاج والدعم الكامل.
الإدمان وحش صعب الكسر، حتى عندما يلتزم الشخص بعلاج الإدمان هناك الكثير من المحفزات المحتملة خلال رحلة التعافى والتى يمكن أن تؤدى إلى الإصابة بالصدمة والانتكاس، لهذا السبب يعد اختيار برنامج علاج الإدمان الصحيح أمرا ضروريا، وينبغى فى رحلة علاج الإدمان التحلى بالعزيمة والصبر وطلب المساعدة من المختصين لوضع خطة العلاج المناسبة والالتزام بها للتعافى والوقاية من الانتكاس.
وبالرغم أن رحلة إلادمان ليست سهلة. سواء مجتمعيا أو طبيا ولكنها تستحق، وقد تشمل خطة العلاج استخدام الأدوية، والعلاج النفسى والجماعى، وكذلك برامج إعادة التأهيل مع الاستمرار فى المتابعة حتى تمام التعافى ويوجد الكثير من النماذج الناجحة التى استطاعت قهر الإدمان واستعادة حياتها من جديد، وعن هذه الخطة وعن تحديات الإدمان ونماذج النجاح قدم الدكتور إيهاب الخراط كتابه «الحرية 35.. حكايات التعافى من الإدمان» الصادر عن دار الشروق، والذى تزامن إصداره مع احتفالية مركز وبرنامج «حرية» لعلاج الإدمان والإيدز الخامسة والثلاثين بتخريج عدد كبير من المتعافيين من الإدمان فى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، وذلك برعاية الدكتور إيهاب الخراط، مؤسس المركز.
< ماذا يقدم كتاب «الحرية 35.. حكايات التعافى من الإدمان» للشباب وكيف يعمل على التوعية بالإدمان؟
ــ كتاب «الحرية 35… حكايات التعافى من الإدمان» يأخذنا فى رحلة مُلهمة عبر تجارب حقيقية لأشخاص تمكَّنوا من التغلب على الإدمان واستعادة حياتهم، ويستعرض تطور برنامج الحرية منذ بدايته فى عام 1989، وكيف استفاد منه عشرات الآلاف من المدمنين وأسَرهم، بفضل النهج الشامل الذى يمزج بين العلم والروحانية، محاولا تسجيل لقطات من حياة الآلاف الذين تغيروا، وعشرات الآلاف الذين تأثروا، وقصص مؤثرة لمُدمنين سابقين تجاوزوا العثرات والمِحَن.
ويعمل الكتاب على تقديم التوعية بأن هناك أملا دائما فى التعافى من الإدمان رغم صعوبة الرحلة مادامت هناك المساعدة الكاملة والإصرار الداخلى من قبل المريض.
< ما الهدف الرئيسى الذى كنت تعمل على تقديمه من خلال الكتاب؟
ــ يعكس الكتاب الصراع الإنسانى مع الإدمان، بما فى ذلك الانتكاسات والإخفاقات ونكتشف، عبر صفحاته، الأبحاثَ العلمية والبرامج التى ساعدت فى بناء هذا النجاح، بالإضافة إلى الشراكات المحلية والدولية التى دعمت هذه المسيرة. ويشمل ذلك المدمنين والمتدربين والباحثين وأعضاء الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى (الإيدز)، ويعتمد على مبادئ المساواة والديمقراطية والحب والتضامن. كما يقدم الكتاب أدوات فعالة وأساليب مُجربة لتعزيز الفهم العميق للإدمان وآثاره، وتمكين الأُسَر من بناء مستقبل أفضل.
كما يعد كتاب «الحرية 35» دليلًا عمليًّا وبرنامجًا منهجيًّا يهدف إلى دعم المدمنين فى رحلتهم نحو التعافي، ويتطرق إلى الأسس العلمية وأهم الأبحاث والنظريات التى قام عليها مدخل المجتمع العلاجى فى التعامل مع السلوكيات الإدمانية، ويفتح الأبواب للأمل والتغير نحو الأفضل.
< ما التحديات التى تواجهك دائمًا؟
ــ الإدمان ليس فقط مشكلة صحية لكنه مشكلة نفسية واجتماعية أيضا، وتأتى أهم التحديات هى إزالة الوصم عن المتعافين، فالتعافى انتصار يجب الفخر به. ومن التحديات التى نواجهها دائماً هو جعل مراكز التعافى مكان أمن بشكل دائم ومتابعة المتعافيين والأصعب هو متابعة استمرارهم على التعافى بعد انتهاء فترات العلاج وتأهيلهم نفسياً ومجتمعيا.
< ما النصيحة التى تقدمها للحد من الإدمان؟
ـــ السبب الرئيسى للتعاطى أو الإدمان، هو الاستكشاف وروح المغامرة والتجربة وأصدقاء السوء وفى بعض الأحيان بسبب الهروب من الواقع، لذلك يجب البعد عن أى مجتمعات تتواجد فيها المخدرات واختيار الأصدقاء واللجوء للطبيب النفسى فى حالة الشعور بعدم الإتزان أو المرور بمشكلات نفسية.
< هل سنرى كتبا أخرى من قصص مركز الحرية خلال السنوات المقبلة؟
ــ بالفعل فأنا أعمل على مشاريع كتابية أخرى عن الإدمان ومستوحاه من مركز الحرية والدراسات الطبية ربما سيكون «الحرية 40».