مسئول أمريكي: زيارة ترامب للمنطقة ستشهد توقيع اتفاقيات مهمة

أفاد نائب مساعد الرئيس الأميركي ومدير مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض سيباستيان جوركا، الجمعة، بأن زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى السعودية والإمارات وقطر المقررة الأسبوع المقبل، ستبحث “الإمكانيات الهائلة للمنطقة”، وتعزيز العلاقات في مجالات عدة منها الطاقة والذكاء الاصطناعي، مشيراً في الوقت نفسه لـ”اتفاقيات مثيرة جداً” قد يتم توقيعها خلال الزيارة.
وأضاف جوركا في لقاء مع “الشرق”، أن “الرئيس ترمب عاد للبيت الأبيض وهو صانع الصفقات الأعظم بين جميع صانعي الصفقات، وما زلنا نهتم بالأمن، فسوريا قضية، وغزة قضية، لكننا الآن نريد التحدث عن النمو الاقتصادي”.
وتطرق المسؤول الأميركي إلى زيارة ترمب للسعودية والإمارات وقطر، والتي ستبدأ في الفترة من 13 إلى 16 مايو الجاري قائلاً: “نريد الحديث عن الروابط بين الإمكانيات الهائلة للمنطقة، والاقتصاد الأمريكي، خاصة في مجالات مثيرة جداً، ليس فقط في مجال الطاقة، ولكن أيضاً في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وتحدث جوركا عن “بعض الاتفاقيات المثيرة جداً عندما يزور الرئيس ترمب الشرق الأوسط”.
ورداً على سؤال بشأن الرسالة التي يمكن أن يقدمها ترمب عن مستقبل المنطقة، أجاب نائب مساعد الرئيس الأميركي: “هناك أمران أساسيان، سواء تعلق الأمر بغزة أو بأوكرانيا، فإن أولوية الرئيس الأولى حقاً، كإنسان هي وقف سفك الدماء ووقف القتل، وضمان أمن مواطني الدول الصديقة لنا، وشركائنا، وحلفائنا”.
واعتبر أن تحقيق السلام في أوكرانيا “أولوية ترمب القصوى”، وأضاف: “ينطبق الأمر نفسه على الشرق الأوسط. أولاً: السلام بأسرع وقت ممكن. ثانياً: هو ليس حالماً طوباوياً، بل يعيش في العالم الواقعي”.
ولفت المسؤول الأميركي، إلى أن “لديه (ترمب) سياسة أميركا أولاً، وهي لا تعني أميركا وحدها، أي: إذا أردت أن تكون صديقاً لنا، إذا كنت حليفاً كحال أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) فعليك أيضاً أن تتخذ خطوات لحماية منطقتك”.
وأشار إلى أنه “في الإدارة الأولى، كنا نركّز على أن يقوم الشركاء بدور أكبر، ويمكنني أن أؤكد لك، بصفتي المدير الأعلى لمكافحة الإرهاب، أن هذا الأمر أكثر صحة اليوم”.
وتابع: “إذا أردت السلام، إذا أردت الاستقرار، فلا تتوقع من أميركا أن تفعل كل شيء. نعم، نحن أقوى دولة شهدها العالم على الإطلاق، ولدينا قدرات تحلم بها دول أخرى من حيث القوة العسكرية والخبرة. ولكن، إذا كنت صديقاً لأميركا، فعليك أن تتصرف على هذا النحو”.
وأشار إلى أنه “إذا كانت المشكلة في غزة، فسوف نتوقع من دول المنطقة أن تفعل شيئاً للمساعدة في استقرار غزة وإعادة إعمارها. لا تنظروا دائماً إلى واشنطن لحل مشاكلكم”.
وشدد جوركا على أهمية أن يكون لدول المنطقة دور في هذا الملف، مشيراً إلى أنه “سيكون هذا عنصراً أساسياً في مناقشات الرئيس خلال الأسابيع المقبلة”.
ورداً على سؤال بشأن سبب استبعاد ترمب إسرائيل من زيارته للمنطقة، قال نائب مساعد الرئيس الأمريكي: “لا أفهم من الأصل لماذا يُطرح هذا السؤال.. من هو أول زعيم دولة جاء إلى أميركا بعد التنصيب؟ كم مرة جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ لقد جاء عدة مرات خلال أقل من 100 يوم”.
ولفت إلى أن ترمب يلتقي بنتنياهو “كلما كان ذلك مهماً في المكتب البيضاوي. لذا، فإن حقيقة أنه لن يذهب فعلياً إلى القدس، ليست قصة، والأمر غير ذي صلة”.
وأردف: “لقد تواجد في المكتب البيضاوي خلال عدة مناسبات في الأشهر الثلاثة الماضية فقط. وأعتقد أن ذلك يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته عن العلاقة بين القدس وواشنطن”.
المحادثات مع إيران
وعن المفاوضات القائمة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي، قال جوركا، إن “المحادثات مستمرة، ولكن ما يمكنني قوله علناً هو أن شيئاً لم يتغير فيما يخص الأهداف التي وضعناها، وما نطلبه من النظام في طهران”.
وأشار إلى أن ترمب “كتب رسالة واضحة للغاية إلى المرشد الإيراني (علي خامنئي) وهي أنه يجب عليكم تفكيك قدراتكم النووية بالكامل، ويجب أن تتوقفوا عن تسليح ودعم وكلائكم الذين يزعزعون استقرار المنطقة من حماس إلى حزب الله (لبنان) إلى الحوثيين (اليمن) إلى حركة الشباب (الصومال)، وأي طرف آخر تدعمونه”.
وأشار إلى أن الرسالة دعت لـ”وجوب أن تتوقفوا (إيران) الآن، وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة”، رافضاً الحديث عما يدور خلف الأبواب المغلقة في المفاوضات مع طهران.
وأردف: “لكن الرسالة واضحة: إيران أمامها مهلة، ويجب أن تلتزم، لأننا لن نسمح لها بامتلاك سلاح نووي”.
وبشأن تضمين مسألة وكلاء إيران في المنطقة ضمن المفاوضات، قال جوركا: “نعم، بكل تأكيد. هذا مطلب واقرأوا تدوينات الرئيس، ففي كل تدوينة يقول: لا لسلاح نووي ولا لدعم الوكلاء، وهذا أمر غير سري”.
وفي وقت سابق الجمعة، نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء عن مفاوض إيراني قوله، إنه من المقرر عقد جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، الأحد، في سلطنة عمان.
وكان وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي قد أعلن الأسبوع الماضي تأجيل موعد الجولة الرابعة من المفاوضات بين وفدي الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي.
والثلاثاء الماضي، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أنها تدرس اقتراحاً من سلطنة عُمان باستئناف المحادثات في مطلع الأسبوع القادم.