المقامرة الإلكترونية وتأثيراتها السلبية على الأفراد والمجتمع: ندوة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس

نظمت جامعة قناة السويس، ندوة توعية بعنوان “القمار الإلكتروني وخطره على الفرد والمجتمع”، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بالتعاون مع منطقة الوعظ بالإسماعيلية.
وشهدت الندوة حضور الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ أشرف السعيد مهدي، مدير عام منطقة وعظ الإسماعيلية ورئيس لجنة الفتوى، والشيخ جمال عباس، مدير الدعوة بمنطقة وعظ الإسماعيلية.
وثمن الدكتور ناصر مندور، هذا التعاون بين الجامعة ومؤسسات الدعوة الدينية، مؤكدا أهمية تنظيم مثل هذه الندوات التي تعزز وعي الشباب الجامعي بمخاطر الإنترنت، خاصة تلك المتعلقة بالقمار الإلكتروني الذي يمثل تهديداً صريحاً للفرد والأسرة والمجتمع ويعد أحد صور العنف الخفي ضد الذات، يبدأ بالتسلية وينتهي بإدمان قد يفوق في خطورته إدمان المواد المخدرة ويسلب الفرد وعيه وماله، ويقوده إلى الانفصال عن واقعه الأسري والمجتمعي.
وأوضح مندور، أن الندوة تقام ضمن التزام جامعة قناة السويس بدورها المجتمعي في تعزيز القيم ونشر الوعي بخطورة الظواهر الحديثة التي تستهدف الفئات الأكثر تأثراً بها، وعلى رأسها فئة الشباب والطلاب، مؤكدا أن التوعية هي خط الدفاع الأول في مواجهة هذه التحديات.
فيما رحب الدكتور محمود الضبع، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالضيوف، مشيراً إلى حرص الكلية أن تكون منبراً للتوعية الفكرية والدينية في مواجهة الظواهر السلبية التي تهدد تماسك المجتمع.
من جهته تناول الدكتور محمود الهواري، أبعاد القمار الإلكتروني النفسية والاجتماعية والدينية، موضحاً أنه لا يقتصر على الأشكال التقليدية بل توسّع ليشمل تطبيقات ومسابقات إلكترونية تستهدف الأطفال والشباب تحت شعارات خادعة، ما يجعلهم يقعون ضحية لأحد أخطر أنواع الإدمان.
واستشهد الهواري بقوله تعالى: “إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، مؤكداً أن القمار محرم شرعاً بل هو من أعمال الشيطان التي يجب اجتنابها بشكل كامل.
وأشار الهواري، إلى أن المراهنات الإلكترونية، التي تُروّج في ألعاب الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، تشبه القمار التقليدي في جوهرها، حيث يدفع المشاركون أموالاً مقابل احتمالية الربح لكن الغالبية تخسر، مما يولد لديهم شعوراً بالإحباط واليأس وقد يدفعهم إلى السرقة أو إيذاء النفس.
وأضاف وجود نحو 15 ألف تطبيق إلكتروني يدعو لهذا النوع من الألعاب، يستهدف بشكل خاص المراهقين ويؤدي إلى العزلة والانفصال عن الحياة الاجتماعية، فضلاً عن التدمير التدريجي للنفس والأسرة والمجتمع.