كبير باحثي مكتبة الإسكندرية: التنمية هي اكتساب معارف وجوهرها قضية الفقر

كبير باحثي مكتبة الإسكندرية: التنمية هي اكتساب معارف وجوهرها قضية الفقر

أكد الدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، أن التنمية هي عملية اكتساب لمجموعة من المعارف، تتحقق من خلال تغيّر اجتماعي معين، موضحًا أن مفهوم التنمية وُلد في المجال الاقتصادي، ثم تبيّن أنه يتجاوز هذا الإطار ليشمل التنمية البشرية، وصولًا إلى السياسات العامة، مشيرًا إلى أن كل مرحلة من تلك التحولات كانت مصحوبة بجدل واسع حول مفهوم التنمية.

جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر “نحو استكشاف آفاق علمية جديدة: ديناميات التداخل البيني للعلوم في المستقبل”, والذي نظمته مكتبة الإسكندرية، اليوم الأربعاء.

وأوضح فوزي أن قضية الفقر تُعد جوهر الحديث عن التنمية، مؤكدًا أن مفهوم الفقر نفسه تطور على مدار الزمن، فانتقل من مجرد نقص في الموارد إلى مفاهيم أوسع مثل التهميش، ثم اتسع ليشمل أيضًا عدم المساواة، لافتًا إلى أن الهدف العاشر من أهداف التنمية المستدامة يعتبر الحد من أوجه عدم المساواة هدفًا جوهريًا ومحوريًا.

وأشار إلى أن التنمية تحمل أبعادًا متعددة، فقد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو جغرافية، وبالتالي فهي تتطلب تدخلات متعددة الجوانب، مؤكدًا أنه “لا يمكن الوصول إلى حل نهائي لمشكلات التنمية، لأن الحلول التقليدية لا تصلح لمشكلات معقدة ومتعددة الأبعاد”.

وأضاف: “مع تزايد تعقيد المجتمعات وتفاقم درجة عدم اليقين في كثير من القرارات، تتزايد مشكلات التنمية تعقيدًا، وتحتاج إلى تدخلات أكثر تركيبًا وتشابكًا”.

وتناول فوزي عددًا من الإشكاليات التي تواجه التنمية من منظور دول العالم الثالث، من بينها الهوية العلمية للتنمية، والموقع الجغرافي، والعنصر البشري، والمعرفة المحلية، والبحث العلمي.

من جانبه، رأى الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بكلية شميد للعلوم والتكنولوجيا، جامعة تشابمان، أن المشكلات العالمية تتطلب عملية متكاملة ومدروسة للتعامل معها من خلال علوم وتخصصات متنوعة.

وشدد العسكري على أهمية تجاوز الحديث عن “الأدوات والطرق” والتركيز بدلاً من ذلك على كيفية إنجاز المشروعات أو الحلول على أرض الواقع، داعيًا إلى التعمق في التحديات بدلًا من الاكتفاء بتعدد التخصصات.