هل يمكن أن تلعب الكلاب دورًا في مساعدة العلماء على ابتكار تقنيات جديدة لرصد الزلازل؟

هل يمكن أن تلعب الكلاب دورًا في مساعدة العلماء على ابتكار تقنيات جديدة لرصد الزلازل؟

أصيب كثيرون، بحالة من الذعر بعدما ضرب زلزال بقوة 6.4 ريختر أنحاء القاهرة والجيزة وبعض المحافظات الأخرى، حيث كتب رواد مواقع التواصل الاجتماعي على صفحاتهم الشخصية، أنهم لاحظوا نباحًا غريبًا للكلاب في الشوارع؛ مما آثار التساؤلات حول ما كانت تريد أن تخبر به الكلاب، وهل كانت تشعر بقدوم الزلزال قبل وقوعه؟

ونحاول خلال سطور التقرير الآتي الإجابة على تلك التساؤلات.

الكلاب تمتلك الحاسة السادسة

بحسب ما جاء في صحيفة times of India، فإن الكلاب لديها حاسة سادسة، وتشعر بأشياء لا يستطيع أن يشعر بها البشر، فبجانب قدرتها الكبيرة على حاسة الشم فإنها تستطيع كذلك قراءة لغة الجسد وتفسير تعبيرات الوجه، وتلك المهارات تتيح للكلاب التنبؤ والكشف عن الخطر المحتمل، بالإضافة إلى مهارتها في الكشف عن القنابل والمخدرات.

وأوضح بعض العلماء، أن الكلاب تمتلك حاسة تمكنها من الإحساس بالزلازل قبل وقوعها، مؤكدين أنه يمكن للكلاب التقاط الإشارات الكهربائية الناتجة عن الحركة في الصخور تحت الأرض، وتعبيرها عن ذلك من خلال أداء سلوكيات غريبة قبل النشاط الزلزالي.

ويعتقد العلماء، أنه يمكن رصد الزلازل من خلال السلوك الغريب الذي تمارسه الحيوانات قبل وصول الموجات الزلزالية، وفقا لـ”واشنطن بوست”.

كيف أثبت العلماء شعور الكلاب بالزلازل قبل حدوثها؟

أكد مارتن ويكيلسكي مدير معهد “ماكس بلانك” في دراسة له حول هذا الموضوع عام 2020، وجود مؤشر جيد جدا على أن الحيوانات تشعر حقًا بمسببات الزلازل دون أن تصل لدرجة النشاط، وفي دراسته وضع الباحثون أجهزة إلكترونية وصفها و”يكيلسكي” بأنها “هواتف خلوية صغيرة للحيوانات” على أبقار وكلاب وأغنام في مزرعة إيطالية؛ لمراقبة تحركاتها على مدار عدة أشهر عندما تم اكتشاف الزلازل في مكان قريب.

ووجد الباحثون، أن الحيوانات كانت “فائقة النشاط” بشكل غير عادي بعد أن كانت تتحرك باستمرار لأكثر من 45 دقيقة قبل اكتشاف 7 من الزلازل الثمانية الكبرى في مكان قريب.

واقترحت الدراسة، أن الحيوانات قد تكون قادرة على اكتشاف الزلازل المحتملة قبل أكثر من 12 ساعة قبل البشر، وهو وقت طويل قبل حدوث أي هزات أرضية.

كيف تشعر الكلاب بالزلزال

وبحسب باحثو معهد ماكس بلانك، ربما يتسبب ضغط الصخور قبل الزلزال في تأين الهواء بشكل تستشعره جلود الحيوانات، أو ربما تتمكن الحيوانات من أن تشم رائحة الغازات المنبعثة من ضغط بلورات الكوارتز قبل وقوع الزلزال.

وأوضح عالم النفس ستانلي كورين من جامعة بريتش كولومبيا، أنه لا يزال من غير الواضح كيف يمكن للحيوانات أن تشعر بالزلازل الوشيكة، ولكن من الطرق الممكنة المحتملة هي استشعار نوع من الموجات يسمى “الموجات بي” (P waves)، وهي موجة انضغاطية أولية تنتقل بسرعة، ثم تليها “الموجة إس” (S wave) أو موجة القص، وهي الموجة الكبرى التي نشعر بها، علما بأنه لا يلاحظ البشر “الموجة بي” الصغرى، ويمكن أن تستشعرها الحيوانات قبل البشر.

ولا يزال من غير الواضح أسباب رد فعل الحيوانات قبل وقوع الزلازل واستشعارهم الخطر، والعلماء يجتهدون في بحوثهم لعلهم يتمكنوا يومًا ما من تطوير أدوات للكشف المبكر عن الزلازل.