مسعود البرزاني في افتتاح معرض أربيل للكتاب: نجدد التمسك بثقافة التعايش وحرية الرأي والدين والمذهب

مسعود البرزاني في افتتاح معرض أربيل للكتاب: نجدد التمسك بثقافة التعايش وحرية الرأي والدين والمذهب

أحيي دار المدي وفخري كريم على دورهم في تنظيم الحدث.. وأهمية الكتاب لن تنتهي
الشرط الوحيد لنجاح الاكراد هو وحدتهم.. ونتمنى ألا ينخرط العراق في حروب المنطقة

افتتح الزعيم الكردي المعروف مسعود البرزاني صباح اليوم الأربعاء، أعمال الدورة الـ 17 من معرض الكتاب الدولي في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بحضور عدد كبير من المسئولين بحكومة الإقليم والعديد من الكتاب والمثقفين والضيوف.

وقال البرزاني، في كلمته خلال حفل الافتتاح إن المعرض أصبح تقليداً سنوياً وبهذه المناسبة، أحيي السيد فخري كريم وأتقدم بالشكر والتقدير لمؤسسة المدى وجميع الذين تكبدوا العناء لإقامة هذا الحدث بهذا التنظيم، مشيرا إلى أن معرض الكتاب يشهد تطوراً ملحوظاً، ويكون كل عام أفضل من سابقه.

‎وأضاف البرزاني، أنه مهما تقدمت التكنولوجيا وتطور العالم تبقى مقولة الشاعر العربي الكبير، المتنبي حقيقة حيّة وهي: (وخير جليس في الزمان كتاب)، فقيمة وأهمية الكتاب لن تنتهي أبداً بأي شيء وتبقى حيّة ومستمرة.

وجدد السياسي الكردي الكبير التمسك بالتزامنا بالثقافة التي نفتخر بها، وهي ثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأي والدين والمذهب، وهذه أسس لا نساوم عليها بأي شكل من الأشكال، وفليعلم الجميع هذا.

أما فيما يخص الوضع الداخلي في الإقليم، قال البرزاني إن الإقليم ليس بمنأى عن أوضاع المنطقة بشكل عام، لكن في أكتوبر من العام الماضي، أجريت الانتخابات في إقليم كردستان، وكانت الانتخابات بشهادة الأمم المتحدة وجميع المنظمات الحاضرة، انتخابات نزيهة؛ ورغم عدم وجود أي انتخابات بدون نواقص، لكن مقارنة بالانتخابات السابقة، فقد كانت انتخابات جيدة للغاية، والآن نرغب بأن نقوم بتشكيل الحكومة سويةً ومع جميع الذين حصلوا على مقاعد وكل جهة بموجب استحقاقه، فكردستان ملك الجميع، ونحن أخوة وأهل، وليس من الصحيح كسر الآخر، ليكن هناك معارضة لكن لإبداء سبل أفضل أمام الحكومة والبرلمان.

وتابع: “لنفتح صفحة جديدة، ومن هنا أطلب من جميع الأطراف المشاركة، لكن المسئولية الكبرى تقع على عاتق الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني اللذين حققا خطوات جيدة حتى الآن لكن ما زال هناك المزيد، ويجب الإسراع بإنجاز الأمور وتشكيل الحكومة لأنه كما نرى في محيطنا والعالم أجمع، هناك أزمات كبيرة وقد تحدث أزمات أكبر قادمة في الطريق.

‎وأكد البرزاني أن الشرط الوحيد لنجاح الأكراد هو وحدتهم، وبهذا الغرض سنفعل كل ما بوسعنا، وتوصيتنا لجميع الأطراف وخاصة الديمقراطي والاتحاد هو الإسراع في تشكيل حكومة إقليم.

‎وكشف البرزاني أنه تمت إلى حد ما تسوية بعض المشاكل بين بغداد والإقليم لكن ما يزال هناك الكثير، موضحا أنه بعد سقوط نظام البعث في عام 2003، بني العراق الجديد على ثلاثة مبادئ أساسية، وهي الشراكة والتوازن والتوافق، وفي 2005، أقر الدستور العراقي، وكان للأكراد دوراً أساسياً في صياغته، وقد صوّت 85% من شعب العراق لصالحه، وفي حال تم الالتزام بالدستور، فإن الكثير من المشاكل التي يعاني منها شعب العراق عموماً والعلاقات بين الإقليم وبغداد لم تكن لتحصل.

واعتبر البرزاني أن الحل الأساسي هو العودة للمبادئ الثلاثة والالتزام بالدستور، مؤكدا “مستعدون لفعل كل ما يمكن، وعلى جميع القوى في الإقليم وبغداد أن تمتلك الجرأة للاعتراف بالأخطاء، وفتح صفحة جديدة مرة أخرى لكي يتجنب العراق مشاكل أكبر، فنحن نرى في محيطنا أن هناك معضلات كبيرة وحروب كبيرة حاصلة وقد تكون أخرى في الطريق.

‎وأعرب البرزاني عن أمله في انتهاء الحروب بأقرب وقت وإنهاء معاناة الناس وأوجاعهم سواء في فلسطين أو لبنان أو أي منطقة أخرى، مشددا على وجوب أن يسعى أصحاب القرار في بغداد بكل قدراتهم لعدم انخراط العراق في هذه الحروب.

‎وقد شارك في الافتتاح العديد من السياسيين والمثقفين والادباء والاعلاميين منهم ياسر عبد ربه، ومحمد سلماوي، وأشرف العشماوي، وسيد محمود، وفواز طرابلسي، وعبده وازن، وليانا بدر، وعماد الدين حسين.