وزير السياحة يروي تفاصيل أزمة منطقة الأهرامات: تعلمنا من الدرس
روى شريف فتحي وزير السياحة والآثار، تفاصيل ما حدث بمنطقة الأهرامات، وذلك بعدما انتشرت مقاطع مصورة توثق ما قيل إنها حالة من الفوضى خلال التشغيل التجريبي لبوابات الدخول الجديدة لمنطقة الأهرامات.
وقال فتحي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «مساء dmc» الذي يُقدمه الإعلامي أسامة كمال، عبر شاشة «dmc»، مساء الأربعاء، إن هناك رؤية لدى الدولة يتم العمل عليها منذ فترات طويلة لتطوير منطقة الأهرامات.
وأضاف أن الدولة أصرت على تطبيق رؤية التطوير وإدخالها حيز التنفيذ، موضحًا أن جزءًا من هذه الرؤية تخص حركة السائحين في هذه المنطقة.
وذكر أنه أجرى زيارة تفقدية للمنطقة قبل بدء التشغيل التجريبي لها، وكان بصحبته وفد من غرفة شركات السياحة والسفر.
وأفاد بأنه تمت استشارة أولي الأمر والمتخصصين، وجرى وضع سيناريوهات مختلفة والإجراءات المطلوبة إذا ما فوجئوا بأعداد كبيرة في هذه المنطقة.
ولفت فتحي، إلى السماح بدخول الأتوبيسات التي تنظم الرحلات السريعة لتنقل السياح من الداخل، موضحًا أنه تقرر البدء بالأتوبيسات الكهربائية، حيث يعمل 49 أتوبيسًا تعمل بالديزل مع الأتوبيسات الكهربائية البالغ عددها 7.
وأفاد بأن الأمور كانت تمضي بانتظام بدءًا من الثامنة صباحًا إلى الـ11 صباحًا، وبعد ذلك حدثت إشكالية بسيطة استغرقت نحو 15 دقيقة، حيث كان هناك أشخاص كثيرون دخلوا إلى أتوبيس واحد ولم تكن هناك أتوبيسات أخرى، في حين اضطر البعض للسير على الأقدام في جو غير ملائم.
وشدد على أن هذا الخطأ يُعترف به، وأنه تواصل مع الشركة التي تدير المشروع، مؤكدا الاتفاق على تنفيذ بعض الإجراءات لإنهاء المشكلة وهو ما حدث اليوم بالفعل.
وأكد أن الإشكالية التي أثيرت عبر أربعة مقاطع فيديو تخص مشكلة واحدة، وجرى تناقلها، وكان السبب في هذا المشهد حدوث إغلاق دون توفر أتوبيسات، لكن تم حل الأمر.
ونوه بأن هناك الكثير من الدروس المستفادة من هذا الأمر، حيث تقرر إدخال المجموعات الكبيرة بالأتوبيسات الخاصة بها، رغم أن عدد الأتوبيسات لم يكن عائقًا.
وأكّد أن هذا الأمر كان متفقًا عليه قبل التشغيل لكن تقرر الانتظار لحين وضوح الأمر؛ لمنع تعطيل خط السير الأساسي، إلى حين الوصول للتشغيل الأمثل.
وقال إن عدد السياح الذين دخلوا المنطقة كان أكثر من المعتاد بنسبة 120%، أي أكثر من الضعف، وهو ما يمثل إنجازًا هائلًا جرى تحقيقه.
وشدد على أنه لا يوجد أي تراجع عن الخطط الموضوعة، مؤكدا أن منظومة هذه المنطقة كانت من تعاني من عشوائية منذ فترة طويلة بما في ذلك طريق التعامل مع السياح، وهو أمر لن يستمر.
وكانت شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية، قد أصدرت بيانًا بشأن ما جرى خلال اليوم الأول من التشغيل التجريبي للمنظومة الجديدة لزيارة هضبة الأهرامات بالجيزة.
وقالت الشركة، إنه في يوم التشغيل التجريبي الأول للمنظومة الجديدة لزيارة هضبة أهرامات الجيزة، وتحديدًا في الفترة من الساعة السابعة صباحًا وحتى الحادية عشرة صباحًا، صارت الأمور بشكل منظم وناجح، خاصة مع كونه أول يوم لبداية التشغيل التجريبي، في الوقت الذي سجل عدد الزائرين رقمًا غير مسبوق بلغ 13,800 زائر.
ووصف البيان عدد الزائرين بأنه يفوق المعدلات المعتادة بكثير.
وأوضحت شركة «أوراسكوم بيراميدز»، أنها وفرت أكثر من 45 أتوبيسًا لنقل الزوار، تعمل بانتظام كل ثلاث دقائق، وهو معدل أعلى من التوقيت الأصلي المتفق عليه (خمس دقائق بين كل أتوبيس وآخر)، وأثبتت هذه المنظومة قدرتها على تقديم تجربة تنقل سلسة ومريحة ومنظمة للزائرين.
وأضافت أن المشروع يرتكز في الأساس على نقل أصحاب الدواب إلى منطقة التريض، بتكليف من الدولة، بتطويرها وتأهيلها ضمن المنظومة كإحدى المحطات السبع، بهدف تنظيم تجربة ركوب الجمال والخيول للراغبين من الزوار، دون الإخلال بحركة النقل الرئيسية داخل المنطقة الأثرية.
وتابعت: «بشكل مفاجئ ونزولاً على ضغط ورغبة أصحاب الدواب تلقت الشركة بالأمس تعليمات من المحافظة تقضي بتغيير المسار المتفق عليه منذ بداية المشروع، واقتراح حل مؤقت لاستخدام نفس المسارات القديمة مع عدم استخدام طريق الأسفلت».
وأكدت الشركة: «رغم تحذيراتها المتكررة من أن هذا التعديل قد يؤدي إلى خلل في التشغيل حال عدم الالتزام، فقد حدث ما كنا نخشاه.. ففي حدود الساعة الحادية عشر ظهرًا، حدث قطع للطريق من قِبل عدد من أصحاب الدواب ودون تدخل حاسم من الجهات الأمنية، مما أدى إلى تكرار ذلك في أكثر من موقع، وبالتالي توقف حركة الأتوبيسات وتعطيل كامل للمنظومة».
ولفتت إلى أنه «جرى التعدي على موظفي الشركة بالسب والقذف ومحاولة تكسير السيارات الخاصة بنقل موظفي الشركة داخل هضبة أهرامات الجيزة على مرئى ومسمع من الجهات الأمنية دون تدخل حاسم»، وفق قولها.
وأكدت «أوراسكوم بيراميدز» أنها بدأت مع وزارة السياحة والآثار، والمجلس الأعلى للآثار، التشغيل التجريبي عازمين على استغلال هذه الفترة لتحديد أي مشاكل والاستماع لكل الآراء البناءة من شركاء التجربة السياحية وإيجاد حلول عملية وجيدة لمعالجتها بهدف الوصول إلى أفضل تجربة للسائحين والزائرين.
وفي هذا السياق، خلال الاجتماع الذي عقد مع شركات السياحة بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل، قدمت الشركة اقتراحًا بناءً على تعبير بعض شركات السياحة عن رغبتهم في القدرة على التحرك بحافلاتهم الخاصة داخل الهضبة، بأن تقوم شركات السياحة الراغبة بذلك بالحصول على حافلات كهربائية ويسمح لها استخدامها داخل الهضبة لنقل الأفواج السياحية الخاصة بها.
ولاقى هذا الاقتراح استحسان جميع الحاضرين، «ونعتزم مواصلة المناقشات للوصول إلى حل يمكن تنفيذه يكون مرضيًا لجميع الأطراف مع الالتزام برؤية المشروع لنقل التجربة لمنظومة حضارية وصديقة للبيئة»، بحسب بيان الشركة.
وأضاف البيان: «لكن هذا التعطيل الذي شهده الزوار والعاملون على حدٍ سواء اليوم والذي من شأنه أن ينعكس بشكل سلبي للغاية على صورة مصر وسمعتها، جاء نتيجة مباشرة لعدم تنفيذ الخطة المعتمدة من قبل الجهات المعنية وتغييرها وإخطار الشركة بذلك قبل بدء التشغيل بأقل من 24 ساعة، وعدم اتخاذ قرارات تنفيذية حاسمة تحفظ سير المشروع وتنظّم العلاقة بين الأطراف المختلفة».
وحذرت شركة أوراسكوم بيراميدز من أن «استمرار هذا النهج سيؤدي حتمًا إلى إفشال المشروع، وتقويض كل الجهود التي بذلتها الدولة والقطاع الخاص لإعادة تقديم أحد أعظم مواقع التراث العالمي بصورة حضارية وآمنة تليق بمكانة مصر».