وزيرة البيئة: التعليمات الرئاسية جعلت البيئة أحد عوامل دفع الاقتصاد الوطني
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لقاءً موسعًا مع أعضاء جمعية رجال الأعمال المصريين برئاسة المهندس علي عيسى، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتبادل الرؤى حول القضايا البيئية واستكشاف فرص الاستثمار الأخضر وتعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص.
شهد اللقاء حضور نخبة من قيادات مجتمع الأعمال، بينهم المهندس مجد الدين المنزلاوي، والدكتور نيفين عبدالخالق، والمهندس أحمد صبور، والدكتور وليد جمال الدين، إلى جانب مسئولي الجمعية والوزارة، من بينهم الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، وعدد من مساعدي ومستشاري الوزيرة.
وأكدت الوزيرة أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة حوارات مستمرة مع مجتمع الأعمال، لتصحيح الصورة النمطية عن وزارة البيئة التي طالما ارتبطت بدورها الرقابي، مشددة على أن التوجيهات الرئاسية منذ عام 2019 وضعت البيئة كأحد محركات الاقتصاد الوطني، وليست مجرد جهة إصدار للموافقات.
وأضافت: “عملنا على تهيئة المناخ الاستثماري من خلال تطوير التشريعات وتيسير الإجراءات، واليوم أصبحت البيئة داعمًا رئيسيًا للتنمية، ونفتح أبوابنا لكل من يسعى للاستثمار المستدام”.
واستعرضت فؤاد جهود الوزارة في تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار، مشيرة إلى الفرص المتاحة في قطاعات المخلفات بأنواعها، من البلدية إلى الزراعية والإلكترونية، فضلًا عن مشروعات إعادة تدوير قش الأرز التي تحولت من أزمة سنوية إلى قصة نجاح اقتصادية ومصدر دخل للمزارعين.
كما تناولت فرص الاستثمار في المحميات الطبيعية، مؤكدة أن الوزارة عملت على توفير البيئة التشريعية والتنظيمية المطلوبة، بالتعاون مع وزارة السياحة، لإطلاق أول دليل للنزل البيئية وتحديد الأنشطة المسموح بها، بما يحقق التوازن بين الاستثمار وحماية الموارد الطبيعية.
وكشفت الوزيرة عن تأسيس وحدة متخصصة للاستثمار البيئي والمناخي داخل الوزارة، بهدف تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، وتقديم دراسات أولية للفرص المتاحة، إضافة إلى تقليص زمن إصدار الموافقات البيئية إلى 7 أيام فقط، وتفعيل الربط الإلكتروني مع الهيئة العامة للتنمية الصناعية.
وأشارت إلى جهود الوزارة في دعم المنشآت الصناعية عبر مشروع التحكم في التلوث الصناعي، الذي يقدم منحًا وقروضًا ميسرة ليس فقط للمصانع الملوثة بل لأي منشأة تسعى للتحول نحو الاستدامة، كما تم إعداد دليل إرشادي بالاشتراطات البيئية للمشروعات المختلفة.
من جانبهم، أعرب أعضاء جمعية رجال الأعمال عن تقديرهم للجهود التي بذلتها وزارة البيئة خلال السنوات الماضية لتحويل البيئة من “عائق” إلى “شريك”، مشددين على أن البيئة تلعب دورًا محوريًا في تحسين فرص التصدير، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بشهادات الكربون وخفض الانبعاثات.
ودعا ممثلو الجمعية إلى زيادة التعاون مع الوزارة في مجال رفع الوعي البيئي لرواد الأعمال، والاستثمار في المحميات الطبيعية، ضمن شراكات تضمن الحفاظ على البيئة، مشيرين إلى إمكانيات الجمعية من حيث تغطية جميع المحافظات وامتلاك شبكة علاقات دولية واسعة يمكن استثمارها في دعم المنظومة البيئية في مصر.
وفي ختام اللقاء، دعت وزيرة البيئة إلى إطلاق “حوار بيئي لرجال الأعمال المصريين” على هامش احتفالات يوم البيئة العالمي في 5 يونيو المقبل، ليكون منصة منتظمة لمناقشة الملفات البيئية ذات الصلة بقطاع الأعمال، ومنها تغير المناخ، آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)، والدلائل الإرشادية للصناعات، والفرص التمويلية المتاحة.
وأكدت فؤاد استعداد الوزارة الكامل لفتح قنوات التواصل الدائم مع رجال الأعمال، والاستماع لأي مقترحات أو مشاريع تسهم في دعم الملف البيئي وتحقيق التنمية المستدامة.