اكتشاف ثلاث مقابر تعود لفترة الدولة الحديثة.. اكتشف المزيد عنها

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن كشف البعثة الأثرية المصرية العاملة في منطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربي بالأقصر عن ثلاث مقابر من عصر الدولة الحديثة، وذلك خلال موسم حفائرها الحالي، حيث تم الكشف بأيادي مصرية خالصة.
تم التعرف على أسماء وألقاب أصحاب المقابر عبر النقوش الموجودة داخلها، وتواصل البعثة أعمال التنظيف والدراسة للنقوش المتبقية لاستكمال التعرف على هويتهم ودراسة ونشر نتائج الحفائر علمياً.
وصف وزير السياحة والآثار شريف فتحي الكشف بأنه إنجاز علمي وأثري يعزز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية، مشيراً إلى أن المقابر المكتشفة ستسهم في جذب المزيد من الزائرين، خصوصاً عشاق السياحة الثقافية لما تحمله من قيمة حضارية وإنسانية متميزة.
تخطيط المقابر المكتشفة:
الأولى: مقبرة “آمون-إم-إبت”
ترجع لعصر الرعامسة، وكان صاحبها يعمل في معبد أو ضيعة آمون. رغم تدمير أغلب مناظرها، تظهر النقوش مناظر تقديم القرابين وحملة الأثاث الجنائزي ومشاهد الوليمة. تتكون المقبرة من فناء صغير ومدخل وصالة مربعة تنتهي بنيشة، جدارها الغربي مكسور جراء إعادة الاستخدام لاحقًا لإنشاء صالة أخرى.
الثانية: مقبرة “باكي”
من عصر الأسرة الثامنة عشرة، وصاحبها “باكي” الذي كان مشرفاً على صومعة الغلال. تتألف المقبرة من فناء طويل يشبه الممر، ثم فناء آخر يؤدي إلى المدخل الرئيسي، يليها صالة مستعرضة تؤدي إلى صالة طولية تنتهي بمقصورة غير مكتملة تحتوي على بئر للدفن.
الثالثة: مقبرة “إس”
أيضاً من عصر الأسرة الثامنة عشرة، وكان صاحبها “إس” مشرفاً على معبد آمون بالواحات وعمدة الواحات الشمالية وكاتباً. تتكون من فناء صغير يحتوي على بئر، ثم المدخل الرئيسي، وصالة مستعرضة تؤدي إلى صالة طولية غير مكتملة.
ما هو عصر الرعامسة؟
وفق مركز البحوث الأمريكي بمصر (ARCE)، تمثل فترة الرعامسة ذروة البناء والسياسة الخارجية والثقافة المادية في مصر القديمة، وتشمل الأسرة التاسعة عشرة والعشرين حتى عهد رمسيس الحادي عشر قرب نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد.
سميت هذه الفترة باسم الرعامسة نسبة إلى فراعنة حملوا اسم رمسيس، حكموا مصر لمدة 225 عاماً (1292–1075 ق.م)، وتميزت بسيطرة إمبراطورية على مناطق واسعة في إفريقيا والشرق الأدنى، وتأسيس أيديولوجيا دينية مزدهرة وثقافة فنية وأدبية رفيعة، مع معابد وتماثيل بارزة مثل أبو سمبل والكرنك وتمثال رمسيس الثاني.
الأسرة الثامنة عشرة
تمثل الفترة بين 1550 و1296 قبل الميلاد، وحكمتها ملوك عظماء مثل أحمس الأول، تحتمس الثالث، حتشبسوت، وأمنحتب الثالث. شهدت الأسرة ثورة دينية كبيرة على يد أمنحتب الرابع (أخناتون) الذي عبد الإله آتون وأنشأ العاصمة آخت آتون (تل العمارنة حالياً).
ومن أشهر ملوكها الطفل توت عنخ آمون، الذي اكتُشفت مقبرته عام 1922 على يد هوارد كارتر، وكانت من أعظم المقابر المحفوظة في مصر القديمة. دفن ملوك الدولة الحديثة في مقابر رائعة محفورة في صخر الجبل بمنطقة وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر.