حافلة مجلس المدينة.. أمل سكان الكرنك بالأقصر في حل أزمة أجور سيارات الأجرة

– جشع السائقين يعزل الكرنك.. والأهالي يطالبون بعودة أتوبيس مجلس المدينة
– تجاهل خط السير وتحايل على الأجرة.. وركاب الكرنك في مأزق يومي
– مطالبات بتدخل عاجل من المحافظة ومديرية الأمن لإعادة الانضباط
– مواطنون: أطفالنا يتعرضون للإهانة.. وكبار السن لا يجدون من يرحمهم
أطلق عدد كبير من أهالي منطقة الكرنك في الأقصر، نداءً عاجلًا إلى المسؤولين؛ لإنقاذهم من تجاوزات سائقي سيارات الأجرة، الذين تجاهلوا خط السير الرسمي وفرضوا تسعيرات عشوائية تخالف ما أُقر، مما أدى إلى أزمة نقل خانقة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتكدس المواطنين.
السكان أبدوا غضبهم من امتناع السائقين عن التوجه إلى منطقة الكرنك إلا نادرا، واشتكى العديد من التحايل على الأجرة بحجة “عدم توفر الفكة”، وهو ما يجعل المواطنين مضطرين لدفع 5 جنيهات في مسافات لا تستحق سوى نصف هذا المبلغ.
وقال حمدي الرملي، أحد مواطني الكرنك في الأقصر، إنه كان في أحد الاجتماعات مع محافظ الأقصر وبعض القيادات التنفيذية وطرح هذه الأزمة، ولكنه فوجئ برد المحافظ إذ قال إن لم يعجبك الأمر فلتكن معك فكة دائما، ثم طلب منه تقديم مذكرة برقم السيارة.
وأشار الرملي، عبر الشروق إلى أن الكرنك أصبحت منطقة معزولة، لا أحد من السائقين يلتزم بخط السير، وأصبح من المعتاد أن يرفض السائقون نقل الركاب إلى هناك، أو يطلبون أجورًا زائدة مستغلين غياب الرقابة والتفتيش.
وروت منى عبده، ربة منزل في الكرنك، واقعة تعرض أحد السائقين لطفل صغير متهكمًا عليه حيث إنه كان يتلقى درسًا خصوصيًا بالقرب من منطقة فرقة المسطحات المائية على كورنيش النيل، وعندما استقل سيارة أجرة عاد بها، طلب منه السائق 5 جنيهات، رغم أن الأجرة أقل بكثير، ولم يرحم كونه طفلًا.
وتابعت عبده، لـ”الشروق”: “عندما أعطاه 3.5 جنيه، رفض السائق أخذها، وأمره بالنزول بطريقة مهينة، متهكمًا عليه، فحاولت دفع الفرق، لكن الطفل رفض، وشعرت بالإهانة لأجله أمام الركاب”.
وأضافت عبده، أنها في فترة امتحانات الشهادة الإعدادية كونها تعمل معلمة، كانت تذهب من موقف مدينة الأقصر إلى قرية العشي بـ7 جنيهات، وهي مسافة أكبر بكثير جدًا من مدينة الأقصر إلى الكرنك، ومع ذلك تجزم أنها وعدد كبير من مواطني المنطقة يدفعون أكثر من الأجرة المقررة في هذه المسافة الأقصر من مسافة المدينة إلى العشي، مفسرة هذا بأنه فوضى تحتاج إلى تدخل سريع، خاصة أن بعض السائقين يتعاملون بفظاظة مع كبار السن والنساء.
– سلوك عدواني وغياب للرقابة
ويشير جمال قناوي، أحد مواطني الكرنك، إلى وجود تصرفات سلبية من جانب بعض السائقين، راويًا أنه كان في طريق العودة من منطقة ميدان التجارة إلى الكرنك، وكان الوقت متأخرًا قليلًا في الليل، فطلب السائق منه 5 جنيهات، وعندما اعترض، تلفّظ بألفاظ غير لائقة وطلب منه النزول.
وأضاف قناوي، لـ”الشروق” أنه في موقف أخر لأحد ضباط المرور في ميدان صلاح الدين -وسط المدينة- وطلب تدخله بعدما رفض السائق التوجه إلى الكرنك رغم أن الخط مُحدد لذلك.
– أوتوبيس مجلس المدينة هو المطلب
وأوضح أسامة عبد الغني، من مواطني الكرنك، أن المواطنون يطالبون بتوفير بدائل حكومية، مثل تسيير أتوبيسات صغيرة أو ميكروباصات بسعر مناسب، مخصصة لخط الكرنك فقط، وبالأخص عودة أوتوبيس مجلس المدينة؛ لضمان الالتزام بخط السير وتخفيف العبء على السكان.
وأكد عبد الغني، لـ”الشروق” أن الأزمة تجاوزت الأجرة ولامست كرامة المواطن، بعد أن أصبح الطفل يُهان وكبير السن يُتجاهل، في ظل غياب تام لأي رادع قانوني حقيقي.
وقال هاني فوزي، من مواطني الكرنك، إنه من المفترض أن يعود أوتوبيس مجلس مدينة الأقصر مثل أوتوبيسات هيئة النقل العام في القاهرة كي يخدم جميع الأهالي ويرحمهم من استغلال السائقين.
واستطرد فوزي، لـ”الشروق” أن أوتوبيس مجلس مدينة الأقصر هو المطلب الأول والرئيسي لأهالي الكرنك كونه يمتاز بتذكرة أجرة موحدة ويخضع لإشراف مجلس المدينة بطريقة مباشرة مما يقضي على مشكلة استغلال السائقين بشكل نهائي.