إسرائيليون يسعون لوقف تدفق المعونات إلى غزة رغم قلة الإمكانيات

إسرائيليون يسعون لوقف تدفق المعونات إلى غزة رغم قلة الإمكانيات

حاول إسرائيليون، الثلاثاء، عرقلة مرور شاحنات مساعدات إلى قطاع غزة في ميناء أسدود جنوبي إسرائيل، وفق إعلام عبري.

يأتي ذلك بالتزامن مع معاناة القطاع الفلسطيني مجاعة خانقة جراء فرض إسرائيل إغلاقا شاملا عليه لليوم الـ87 على التوالي.

لكن في الآونة الأخيرة سمحت تل أبيب، تحت ضغوط دولية متصاعدة، بإدخال مساعدات محدودة للقطاع، تقول منظمات دولية إنها لا تمثل سوى “قطرة في بحر من الاحتياجات”.

بينما حذرت حكومة غزة من أن تل أبيب تعمل على “هندسة التجويع” لتحقيق مآربها، وفي مقدمتها تهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع، والتخفيف من الانتقادات الدولية لممارستها بالخصوص.

وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية الخاصة إن حوالي 20 ناشطا من حركة “أمر 9” اليمينية المتطرفة تجمعوا في ميناء أسدود، اليوم، في مسعى منهم لمنع مرور أي شاحنات مساعدات إلى غزة.

وأضافت الصحيفة أن الناشطين هتفوا موجهين خطابهم إلى فلسطينيي غزة: “لن تحصلوا على قطعة خبز حتى تعيدوا الرهائن”، يقصدون أسرى إسرائيل بالقطاع.
وأشارت إلى أن “الشرطة تعمل على تفريق المتجمعين”.

وعادة ما تُنقل المساعدات الخاصة بغزة التي تصل ميناء أسدود من الخارج إلى 3 معابر إسرائيلية هي “كرم أبو سالم” (جنوب)، و”زكيم” و”إيرز” (شمال)، ويتم إبقاؤها هناك.

فيما أفرجت إسرائيل، منذ 22 مايو الجاري، عن مساعدات محدودة للغاية منها، قُدرت بعشرات الشاحنات.

ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة، و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة وسط تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ أكثر من شهرين، بحسب ما أورده المكتب الحكومي في بيان الاثنين.

ولفتت “هآرتس” إلى أن حركة “أمر 9” تعهدت بمنع وصول مساعدات لغزة حتى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية بغزة.

وبحسب الصحيفة فإنه “منذ بداية الحرب في غزة، وُثِّقت حوادث متكررة لنشطاء حركة (أمر 9) وهم يعترضون طريق شاحنات المساعدات، بل ويعتدون جسديا على السائقين ويتلفون البضائع”.

وذكرت أن الاتحاد الأوروبي وإدارة بايدن “فرضا عقوبات على هذه الحركة العام الماضي”.

وفي يونيو 2024، فرضت الولايات المتحدة الداعمة لتل أبيب في حربها ضد غزة عقوبات حركة “أمر 9” وعدد من المنظمات التي على شاكلتها، لاعتراضها قافلات المساعدات المتجهة إلى غزة، آنذاك.

لكن ترامب ألغى جميع العقوبات الأمريكية ضد النشطاء والحركات اليمينية الإسرائيلية بعد تسلمه مهامه رسميا، أوائل العام الجاري.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ويرفض نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية بتهم “ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية”، إنهاء هذه الحرب استجابة للجناح الأشد تطرفا في ائتلافه الحكومي اليميني، الذي هدد بالانسحاب من الائتلاف وإسقاطه حال التوصل إلى اتفاق مع حماس، وعدم احتلال القطاع وفرض حكومة عسكرية فيه.

وبعد وصوله إلى السلطة في يناير الماضي، روّج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، الأمر الذي رفضه بشدة البلدان، وانضمت إليهما معظم الدول، بما فيها دول عربية وإسلامية، فضلا عن منظمات إقليمية ودولية.