أفق مبدع للثقافة في ‘أبو سمبل’ في الإصدار الأحدث من مجلة مصر المحروسة

صدر اليوم الثلاثاء العدد الأسبوعي الجديد رقم 281 من مجلة “مصر المحروسة” الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ورئيس التحرير د. هويدا صالح.
يتضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي.
في مقال رئيس التحرير تكتب الدكتورة هويدا صالح عن رواية “يوم آخر للقتل” للكاتبة هناء متولي، التي تدور أحداثها في قرية مصرية تكثر فيها حوادث مريبة، غالبية ضحاياها من النساء؛ لتكشف لنا الكاتبة المفارقة بين استشراء الخرافة وانتشار وجود أهل الريف على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحاول الرواية بطرائق سردها المتنوعة أن تكشف عن حالة إنسانية مركبة تتسم بالانعزال، الحزن، والأمل. الأساليب السردية ليست مجرد وسيلة تقنية، بل تعبير عضوي عن نفسية الشخوص وعالمهم الثقافي. الرمزية المكثفة واللغة الشعرية تعملان على تفعيل النصوص على مستويات متعددة، ما يجعل القارئ يدخل في تأملات نفسية وثقافية عميقة.
وفي باب “حوارات ومواجهات” تجري هبة البدري حوارا مع الإذاعية حنان عسكر، وهي كبير مذيعين بإذاعة صوت مصر البرنامج العام،وقد بدأت العمل في الاذاعة عام 1990 وقدمت العديد من البرامج من خلال العمل في إدارة التنفيذ بالبرنامج العام، وخلال حوارها الخاص لمجلة مصر المحروسة نتعرف على ما تقدمه من برامج احتفالا بعيد الإعلاميين، وما رسالة ودور إذاعة البرنامج العام، ورؤيتها في تطوير محتوى وشكل البرامج التي تقدمها وطموحاتها المستقبلية.
كما تقدم المجلة تغطية موسعة لافتتاح قصر ثقافة أبو سمبل الجديد، الذي تم تشييده حديثًا بأسوان، وذلك في إطار خطة وزارة الثقافة للتوسع في البنية التحتية الثقافية بالمحافظات، و قصر ثقافة أبو سمبل الجديد مقام على مساحة إجمالية تبلغ 5170 مترًا مربعًا، ويضم: مسرحًا مكشوفًا يتسع لـ370 مقعدًا، 25 غرفة مبيت، وغرفًا للفنانين، قاعة معارض للفنون التشكيلية، مساحات مخصصة لأنشطة الطفل والمرأة والحرف اليدوية، مكتبة عامة، ناديين للآداب والتكنولوجيا، وقاعة كبار الزوار.
وفي باب “فن تشكيلي” تكتب الدكتورة إنجي عبد المنعم عن معرض “مدارات الزهرة” الذي أقيم مؤخرًا في جاليري زهوة للفنانة التشكيلية سلمى العشري، التي تأخذنا في رحلة بصرية وشعورية تُحلّق بين مدار الجسد ومدار الطبيعة، بين ثقل الأرض وخفة الطيور، بين رمزية الحمام، وقدسية الهدهد، وتورّد الجرح على هيئة وردة. حيث تُفكك الفنانة الحدود بين الداخل والخارج، وتمنح المتلقي مفاتيح عالمٍ خاص، حيث تصبح الطبيعة شريكًا وجدانيًا، والفتاة رمزًا كونيًا لا يُحدّ بجنس أو زمن، وتقدم لوحات لا تبحث عن إجابات بقدر ما تدعو للتأمل، للغوص في طبقات من الرموز التي لا تُفكك بل تُعاش، فتغدو كل تفصيلة ـ لون، نظرة، تكوين، كائن ـ جزءًا من قصيدة بصرية تُكتب بلا كلمات، وتُقرأ بالبصيرة لا بالبصر.
وفي باب “مسرح” تكتب دنيا محمد عن العرض المسرحي “المطبخ” الذي قدمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، من إخراج أحمد علاء، الذي يكشف بلغة درامية ممزوجة بكوميديا خفيفة موجعة عن واقع مؤلم تعيشه الكثير من النساء، بسبب نظرة المجتمع القاسية، وتعنت الأهل الذين يرفضون فكرة “المرأة المطلقة” كما لو كانت عارا، لتظل المرأة حبيسة دور فرض عليها، تمضي في حياة تفتقر للكرامة والاحتواء، فقط لأنها تخشى أن يقال عنها “فشلت”، أو أن تعيدها الظروف إلى بيت لا يعرف سوى كلمة “عيب” نتيجة عقليات جامدة.
وفي باب “كتب ومجلات” يقدم أكرم مصطفى قراءة في كتاب “السؤال المفتوح والجواب الحتمي: نموذجية العلوم الإنسانية في حوار التخصصات” للألماني هانس روبيرت ياوس، بترجمة الباحث المغربي د. رضــوان ضــاوي، الذي يدعو إلى تجديد وظائف العلوم الإنسانية التي تنفرد بها، والتي تساهم بقدرتها المنهجية في عملية تكوين التخصصات العلمية، وفي إعادة تعريف العلوم الإنسانية وفق ما أتى به مشروع إصلاح الجامعة للفيلسوف الألماني “هامبولدت” القائم على فكرة الوحدة والترابط والتكامل بين البحث العلمي والتعليم.
وفي باب رواية يكتب محمود الدخيل عن رواية “العثماني” للكاتب القطري خالد القحطاني، الذي أرادنا أن نبحث معه عن مصائر شخصيات والبحث عن حلمها خلال أحداث الرواية، لينجح في جعلنا ننتبه إلى أن البداية هي حلم، وعلينا أن نختار الطريق الذي ننطلق فيه معه، هل نستمر في القراءة على أن ذاك حلم، أم نترك العنان لخيالنا أن يسبح في سماوات الرواية التي عرَّجت إلى المريخ وإلى الكواكب الأخرى، بتفاصيل تكاد تجعلنا نشعر وكأننا فوق تلك الكواكب بالفعل.
وفي باب “خواطر وآراء” تواصل الكاتبة أمل زيادة رحلتها إلى “الكوكب التاني”، حيث تطرح قضايا اجتماعية يومية تناقش فيها القارئ الذي تطلب منه في بداية كل مقال أن يرافقها إلى كوكب آخر، هروبا من مأساوية الواقع، وتضع حلولا متخيلة لما تناقشه من قضايا.