ديتوكس أم حمية متوازنة؟… الحقيقة العلمية وراء الشغف بتنظيف الجسم من السموم

ديتوكس أم حمية متوازنة؟… الحقيقة العلمية وراء الشغف بتنظيف الجسم من السموم

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشدة أنظمة الحميات الغذائية المعروفة بـ”الديتوكس” أو تنظيف الجسم، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وبين المشاهير.

وتعتمد هذه الحميات غالبا على تناول العصائر فقط لفترة معينة، بهدف “تطهير الجسم” من السموم وتحسين الصحة العامة، ورغم شعبيتها الكبيرة، تثار تساؤلات كثيرة حول مدى فعالية هذه الحميات وأثرها الحقيقي على الجسم، وهل فعلا يحتاج الإنسان إلى مثل هذه الأنظمة أم أن جسمه يمتلك آليات طبيعية للتخلص من السموم دون الحاجة إلى تجويع أو نظام قاس؟.

نظام الجسم الطبيعي في التخلص من السموم
 

طبقا لما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية بالأمس، توضح الدكتورة إميلي ليمينج، أخصائية التغذية في كلية كينجز لندن، أن جسم الإنسان يستطيع التعامل مع السموم بشكل يومي، حيث يعمل الكبد على تصفية المواد الضارة من الدم مثل الكحول والدهون الزائدة، بينما تقوم الكلى بطرد الفضلات عن طريق البول، كما تلعب ميكروبات الأمعاء دورًا داعمًا في تفكيك بعض المركبات الضارة وربطها لتسهيل التخلص منها من خلال الجهاز الهضمي.

لماذا لا يحتاج الجسم إلى “ديتوكس” خاص؟

 

تقول ليمينج، إن فكرة اتباع حميات الديتوكس، مثل حمية العصير، قد تكون مضرة أكثر منها نافعة، إذ إن أعضاء الجسم المسئولة عن التخلص من السموم تحتاج إلى طاقة وعناصر غذائية كافية لتعمل بكفاءة، ومن خلال الصيام أو تقليل تناول الطعام، يتم حرمانها من هذه المصادر المهمة، وهذا يؤدي إلى شعور بالجوع الشديد، وقلة النوم، وربما ضعف عام في الجسم.

آثار حميات الديتوكس

 

تشير الدكتورة، إلى أن اتباع هذه الحميات لفترة قصيرة ربما لا يسبب أضرارًا دائمة، لكنه يتسبب في معاناة لا ضرورة لها، مقابل فوائد قليلة أو معدومة على المدى الطويل.

البديل الأفضل لتنظيف الجسم

 

بدلاً من اتباع حميات صارمة، ينصح بتغذية الجسم بشكل صحي ومتوازن، مع التركيز على تناول الألياف الغذائية الموجودة في البقوليات والحبوب الكاملة، والتي تساعد على تقليل المواد الضارة وطردها من الجهاز الهضمي، كما أن شرب كميات كافية من الماء يدعم وظائف الكبد والكلى ويعزز عملية التخلص الطبيعي من السموم.

خلاصة القول، يمتلك جسم الإنسان نظاما فعالا ومعقدا للتخلص من السموم والفضلات، ويعمل هذا النظام بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخلات خارجية مثل “أنظمة الديتوكس”، وقد تحرم هذه الحميات الجسم من الطاقة والمغذيات الأساسية التي يحتاجها ليعمل بكفاءة، وإن أفضل طريقة لدعم وظائف الجسم الطبيعية هي من خلال التغذية السليمة والمتوازنة التي تشمل الألياف الكافية والترطيب الجيد.