اليوم العالمي لمكافحة التدخين: تراجع نسبة المدخنين في مصر إلى 14% في عام 2023-2024

كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، عن تراجع نسبة المدخنين في مصر لتبلغ 14.2% من إجمالي السكان (15 سنة فأكثر) خلال عام 2023/2024، ما يعادل حوالي 10.3 مليون فرد، وهو ما يمثل انخفاضاً في نسبة المدخنين عن المسح السابق 2021/2022، والتي قُدرت بـ17%، وفقاً للنتائج الأولية لبحث الدخل والإنفاق والاستهلاك.
وبحسب الإحصاء، تبلغ نسبة المدخنين بين الذكور 28.5%، مقابل 0.2% فقط بين الإناث، بما يشير إلى أن ظاهرة التدخين في مصر هي ظاهرة ذكورية بالأساس.
وأشار إلى أن نسبة الأسر التي بها فرد مدخن على الأقل على مستوى الجمهورية تبلغ 33.5%، فإذا ما استثنينا أعداد المدخنين من تلك الأسر، يصبح لدينا نحو 26 مليون فرد غير مدخن ولكنه عُرضة للتدخين السلبي بسبب وجود فرد مدخن داخل الأسرة. وبذلك، فعلى الرغم من أن ظاهرة التدخين هي ظاهرة ذكورية بالأساس وانخفاض نسبة المدخنات الإناث، إلا أن نسبة كبيرة من النساء والأطفال يصبحن عُرضة للتدخين السلبي بسبب وجود فرد واحد مدخن على الأقل داخل الأسرة.
وأشار إلى أن أعلى نسبة مدخنين في الفئة العمرية (35-44 سنة)، حيث تبلغ النسبة بينهم 19.2%، يليها الفئة العمرية (45-54 سنة) بنسبة 18.5%، ثم الفئة (25-34 سنة) حوالي 17%. هذه النسب المرتفعة بين تلك الفئات العمرية تشير إلى انعكاسات سلبية على المجتمع، وبخاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذه الفئات تمثل معظم مكون القوة العاملة، ما يجعل الأمر مقلقًا على المستوى الصحي والاقتصادي أيضًا.
ولفت الإحصاء إلى أن متوسط الإنفاق السنوي للأسر المصرية على التدخين يبلغ 12.9 ألف جنيه، موضحًا أن أعلى متوسط إنفاق على التدخين يقع في الشريحة الخامسة، وهي الشريحة الأعلى إنفاقًا بوجه عام، حيث بلغ نصيب أسر تلك الشريحة من الإنفاق السنوي على التدخين في المتوسط 16.2 ألف جنيه.
بينما أقل متوسط إنفاق على التدخين يقع في الشريحة الأولى، وهي شريحة الأسر الأقل إنفاقًا بوجه عام، فيبلغ متوسط إنفاقها السنوي على التدخين 8.5 ألف جنيه.
ووفقًا للإحصاء، بلغت نسبة الإنفاق على التدخين من الإنفاق الكلي 10.2% للشريحة الأقل إنفاقًا، و10.5% للشريحة الثانية، بينما بلغت تلك النسبة بين الشريحة الأعلى إنفاقًا 9.2%، أي أن الإنفاق على التدخين يأخذ نصيبًا أكبر من جملة إنفاق الشرائح الفقيرة مقارنة بالشرائح الأعلى.
وأوضح الإحصاء أنه يموت كل عام أكثر من 8 ملايين شخص بسبب تعاطي التبغ. وتحدث معظم الوفيات المرتبطة بالتبغ في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث يشكل تعاطي التبغ عامل خطر للأمراض القلبية وأمراض الجهاز التنفسي، وأكثر من 20 نوعًا مختلفًا من السرطان.
وأضاف أن التعرض للدخان غير المباشر (التدخين السلبي) يؤدي إلى نتائج صحية ضارة، ويتسبب في وفاة 1.2 مليون شخص سنويًا، مشيرًا إلى أن ما يقرب من نصف جميع الأطفال يتنفسون هواءً ملوثًا بدخان التبغ، ويلقى 65 ألف طفل حتفهم كل عام بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين غير المباشر.
وتابع أن التدخين أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية يعاني منها الأطفال الرضع مدى الحياة، موضحًا أن النيكوتين الإلكتروني – المعروف عامة باسم (السجائر الإلكترونية) – والذي قد يحتوي أو لا يحتوي على النيكوتين، ضار جدًا بالصحة وغير آمن كما يعتقد البعض.
وتنظم منظمة الصحة العالمية (WHO) الاحتفال باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، في الحادي والثلاثين من شهر مايو من كل عام، لإبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه، وذلك لحماية الأجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المدمرة، بل وأيضًا حمايتهم من المشكلات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.
وتتبنى منظمة الصحة العالمية هذا العام حملة ترويجية بعنوان “فضح زيف المغريات”، وذلك لكشف الأساليب التي تنتهجها دوائر صناعة التبغ والنيكوتين لإضفاء الجاذبية على منتجاتها الضارة، وتسليط الضوء على طرق التلاعب بمظهر منتجات التبغ والنيكوتين وجاذبيتها، مما يُحفز جهود خفض الطلب على التبغ ودعم الصحة العامة في الأجل الطويل.