الأمم المتحدة: غزة تعاني من نقص حاد في الغذاء، والمجاعة تقترب من مستويات مروعة.

– 900 شاحنة فقط دخلت في 10 أيام فرغ منها 600 لتلبية احتياجات منطقة على شفا جوع كارثي
– الطرق التي تحددها السلطات الإسرائيلية لمقدمي الإغاثة والشاحنات “غالبا ما تكون مزدحمة وغير آمنة”
– ثمة تأخيرات كبيرة في الموافقات التي يصدرها الجانب الإسرائيلي للمؤسسات لممارسة عملها الإغاثي
انتقد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” القيود المفروضة على توصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واصفا تلك العملية بأنها تجري “كالتنقيط” في منطقة تقترب من “مستويات كارثية من الجوع”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ينس ليركه، متحدث المكتب الأممي، خلال مؤتمر صحفي الجمعة بمدينة جنيف السويسرية، انتقد خلالها الممارسات الإسرائيلية تجاه مقدمي الإغاثة للفلسطينيين بقطاع غزة.
يأتي ذلك بينما تفرض تل أبيب قيودا شديدة على عمل المنظمات الإغاثية الدولية زاعمة أن مساعداتها تتخذ مسارا ينتهي بها في يد عناصر حركة “حماس” وهو ما تنفيه بشدة هذه المنظمات وغيرها من الدول الممولة والداعمة لها.
وقال ليركه إن إيصال المساعدات إلى غزة “لا يزال مقيدا بشدة”، لافتا إلى أن القطاع “يتم تغذيته بالتنقيط بينما هو على شفا جوع كارثي”.
وأشار إلى أنه رغم السماح بدخول ما يقرب من 900 شاحنة مساعدات إلى غزة خلال الأيام العشرة الماضية، إلا أنه لم يتم تفريغ سوى محتويات 600 شاحنة فقط.
وبين أن حجم المساعدات التي تم توزيعها “أقل” مما تحمله الشاحنات الـ600، مرجعا السبب إلى ما اعتبره “إخفاقات تشغيلية”.
وأوضح أن الطرق التي تحددها السلطات الإسرائيلية لمقدمي الإغاثة والشاحنات “غالبا ما تكون مزدحمة وغير آمنة”، مشيرا إلى وجود تأخيرات كبيرة في الموافقات التي يحتاجونها لممارسة عملهم الإغاثي.
انتقد ليركه أيضا “سيطرة إسرائيل على جهود الإغاثة”، موضحا أن “الحصار والتحكم الزمني للعملية الإغاثية مفروضان من قبل طرف في النزاع، القوة المحتلة، إسرائيل في غزة”.
ووفقا للمتحدث الأممي فإن عشرات الآلاف من شاحنات المواد الغذائية والإمدادات المنقذة للحياة جاهزة لدخول قطاع غزة، لكن إسرائيل لا تسمح لها بذلك.
وفي السياق، اعتبر ليركه أن ممارسة العمل الإغاثي في غزة حاليا بمثابة “أكثر العمليات الإنسانية عرقلة في الذاكرة الحديثة”، بسبب القيود التي تضعها تل أبيب التي تمارس حرب إبادة وتجويع متعمد ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرا.
وتعليقا على نظام توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بإشراف أمريكي – إسرائيلي يستبعد المؤسسات الأممية، قال ليركه إن “البديل الذي اقترحوه (تل أبيب وواشنطن) ليس محايدا ولا مستقلًا ولا عمليا” في إشارة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”.
وكانت العديد من الدول والمؤسسات الإنسانية الغربية أعلنت معارضتها آلية عمل “مؤسسة غزة الإنسانية”، محذرين من أنها لا يمكن أن تكون بديلا عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” التي حظرتها تل أبيب حديثا.
وسبق ورفضت الأمم المتحدة المزاعم الإسرائيلية بشأن وصول المساعدات إلى “الأيدي الخطأ” في قطاع غزة.
وعليه اعتبر ليركه أن المخاوف الإسرائيلية بشأن تحويل مسار المساعدات دون تقديم أدلة جديدة “لا تبرر إيقاف عملية إنقاذ الحياة في قطاع غزة”.
وشدد على أن الأمم المتحدة وشركاءها “تطبق رقابة صارمة، مع توفير الأمن والإشراف على كل عملية تسليم”، وتابع: “لم نشهد أي تحويل كبير للمساعدات تحت مراقبتنا”.
وخلال المؤتمر الصحفي، دعا ليركه إلى “تغييرات فورية” على أرض الواقع، في مقدمتها إعادة فتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة، بما في ذلك المعابر من الأردن ومصر.
وختم قائلا: “يجب أن نتمكن من إيصال الغذاء مباشرة إلى العائلات أينما كانت، ونحتاج احترام جميع الأطراف للقانون الدولي”.
وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، مارست إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 2 مارس الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
ومنذ أيام بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” الإسرائيلية – الأمريكية المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق في جنوب ووسط قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.
لكن المخطط الإسرائيلي – الأمريكي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركزا لتوزيع مساعدات جنوب القطاع، فأطلق عليها الجيش الإسرائيلي الرصاص فقتل 3 منهم وأصاب نحو 50 آخرين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.