إضافة المعجم التاريخي للغة العربية إلى مكتبة اليونسكو: خطوة لحماية التراث اللغوي وتعزيز الفهم العميق للغة العربية.

الشيخ الدكتور سلطان القاسمى يتسلم تكريما خاصا من اليونسكو لإنجاز المعجم
يحتوى المعجم على 127 مجلدا ويتتبّع توثيق تطور مفردات اللغة العربية منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث
يعد المعجم التاريخى للغة العربية مشروعا علميا يؤرخ لتطور مفردات اللغة ودلالاتها عبر العصور كما هو فى اللغات الأخرى للحفاظ على مكانتها وسط هيمنة التكنولوجيا فى خطوة تهدف إلى حفظ التراث اللغوى العربى، كما يتتبّع توثيق تطور مفردات اللغة العربية منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث، ويعد من أضخم المشاريع العلمية فى العالم العربى.
منذ أيام تسلم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تكريما خاصا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك بمناسبة إنجاز المعجم التاريخى للغة العربية، وإدراج المعجم رسميا فى مكتبة اليونسكو.
وجاءت فكرة المعجم التاريخى منذ عقود، حيث سعت الشارقة بقيادة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى إلى تحقيق هذا الحلم، من خلال مجمع اللغة العربية بالشراكة مع اتحاد المجامع العلمية واللغوية بالقاهرة، المشروع الذى استغرق سنوات من البحث والتدقيق، ليخرج فى 127 مجلدًا، متاحًا بصيغتيه الورقية والإلكترونية، ليكون مرجعًا شاملا للباحثين والمهتمين باللغة العربية.
ويعد إدراج المعجم التاريخى ضمن مكتبة اليونسكو اعترافا دوليا بأهمية اللغة العربية كإحدى اللغات الحية التى لعبت دورًا محوريًا فى التطور العلمى والثقافى عبر العصور.
كما أن أحد أهداف إنجاز المعجم هو النهوض باللغة العربية، والتعريب والترجمة العربية، وإيجاد الألفاظ الجديدة المتوائمة والمتماشية مع هذا العصر، وأن يكون شهادة على إرث اللغة العربية الفكرى الخالد.
يتضمن المعجم محتوى شاملا ومتكاملا حول تاريخ الكلمات العربية وأصولها حيث يُعدُّ ديوانا ضخما وخزّانا لغويّا كبيرا يضم جميع ألفاظ اللغة العربية، ويبين أساليبها، ويوضح تاريخ استعمالها أو إهمالها، وتطوّر دلالاتها ومبانيها عبر العصور، ويعنى بذكر الشواهد ومصادرها مع التوثيق العلمى الدّقيق لكل مصدر، وهو بهذه المواصفات والمزايا أكبر وأحدث معجم لغوى موسّع يكشف عن تاريخ اللغة العربية، المعبّرعن تاريخ الأمة العربيّة وحضارتها.
كما يحتوى المعجم على إنجاز لغوى غير مسبوق على مستوى العالم لما يضمه ويتميز به من توثيقٍ شاملٍ ودقيق للكلمات العربية وأصولها.
إضافةً إلى ذلك، فإن مشروع المعجم التاريخى للغة العربية يساهم فى إحياء التراث اللغوى العربى، حيث يتيح للباحثين تتبع أصول الكلمات وتطور استخدامها عبر الزمن، مما يعزز فهمهم العميق للغة العربية ويساعد فى تطوير المناهج الدراسية الخاصة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما أنه يساعد فى إحياء التراث اللغوى، مما يعزز الهوية الثقافية للأجيال القادمة، ويمنحهم فهمًا أعمق لجذور لغتهم.
وأخيرا يمكن استخدام المعجم التاريخى للغة العربية فى الجامعات والمراكز البحثية لدراسة التأثير اللغوى والتاريخى للغة العربية على مختلف المجالات.