خالد فودة: مساعي اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي تعزز مكانة مصر في السياحة العالمية

– منطقة سانت كاترين تتأهب لتتحول إلى وجهة سياحية عالمية
-محافظ الإسكندرية: مصر تضم سبعة مواقع مُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو
شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم ندوة تحت عنوان: “رؤية القيادة السياسية لإدارة وحماية مواقع التراث العالمي”، تحدث فيها اللواء أ. ح دكتور خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي.
وأدار الندوة الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، والدكتور عبد العزيز قنصوه؛ رئيس جامعة الإسكندرية.
وقال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إن اللواء أركان حرب د. خالد فودة يتقلد منصب رفيع يرعى من خلاله شئون التنمية على المستوى المحلي وجهود وسياسات الحفاظ على التراث الوطني بكل أشكاله المادية والمعنوية.
وأضاف أن من يتأمل سيرته الذاتية يجد رصيدًا كبيرًا من التعليم والخبرة متعددة الأبعاد في مجال العلوم العسكرية من ناحية، وخبرات الإدارة والحوكمة من ناحية أخرى.
وأوضح “زايد”، أهمية هذه اللقاءات التي يلتقي فيها صناع السياسات العليا بقطاعات أوسع من البشر، لنعرف كيف تفكر الدولة وما هي أهدافها ومراميها الكبرى، ولكي يستمع صناع السياسات العامة في الدوائر العليا إلى قطاعات أوسع من الدوائر الوسطى لنقل الخبرة وتقييم الفوائد، متابعًا: “هذه اللقاءات تدل على أن الثقافة تحتل مكانة مهمة في تفكير الدولة وما علينا إلا أن نطور هذا المنحى، وأن تعمل المؤسسات الثقافية في خدمة هذا الهدف النبيل”.
من جانبه، أعرب الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، عن سعادته بوجود اللواء أركان حرب د. خالد فودة في الإسكندرية، مؤكدًا أن له بصمات في مجال الإدارة المحلية باقية وستظل، موجهًا الشكر إلى أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية؛ لجهوده في تخطي الأزمة الأخيرة التي مرت بها مدينة الإسكندرية.
وأكد “قنصوه”، أهمية موضوع الندوة، مشيرًا إلى أن الحديث في هذا الإطار بمدينة الإسكندرية يستدعي الحديث عن إحياء مكتبتها، مشددًا على أن هذا المشروع يعد إنجازًا كبيرًا للدولة، وشاهد على جهودها في الحفاظ على التراث وإعادة إحيائه.
وقال إن مدينة الإسكندرية تتمتع بوجود العديد من مواقع التراث، وأنها تلعب دورًا كبيرًا في إحياء التراث، كما تقوم المحافظة بعدة مشروعات لإحياء هذا التراث والحفاظ عليه.
بدوره شدد الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، على أن الدولة تشهد نقلة نوعية في ملف حماية وتطوير المواقع التراثية، لافتًا إلى أن مصر تضم سبعة مواقع مُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بالإضافة إلى 32 موقعًا على القائمة الإرشادية، مما يعكس غنى وتنوع التراث المصري.
وأشار إلى أن الجهود الكبيرة المبذولة في منطقة أبو مينا الأثرية بمحافظة الإسكندرية، تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم الانتهاء من مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بالتنسيق مع وزارات السياحة والآثار، والموارد المائية والري، تمهيدًا لإطلاق مشروع تطوير شامل يعيد تقديم المنطقة كوجهة رائدة للسياحة الثقافية والدينية.
وفي كلمته، قال اللواء خالد فودة، إن الهدف الأساسي من هذه الندوة هو نقل الخبرات للأجيال الجديدة، والتعريف بالمشروعات التي تقوم بها الدولة في مجال حماية التراث، والدور الحيوي الذي تلعبه القيادة السياسية في تطوير استراتيجيات فعّالة لحماية مواقع التراث العالمي.
وأضاف أن اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي تم تشكيلها بقرار جمهوري عام 2018، إذ تعمل اللجنة على التنسيق مع كل الجهات المختصة للحفاظ على مواقع التراث العالمي والمناطق المحيطة به.
وتابع أن مصر تضم 6 مواقع مدرجة في قائمة التراث الثقافي العالمي وموقعًا واحدًا مدرجًا كموقع طبيعي، وهي: “موقع أبو مينا بالإسكندرية، وطيبة القديمة وجباناتها بالأقصر، والقاهرة التاريخية، ومنف وجباناتها بالجيزة، وآثار النوبة بأسوان، ومنطقة سانت كاترين بجنوب سيناء، ومحمية وادي الحيتان بالفيوم”.
وأشار “فودة”، إلى جهود اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، لافتًا إلى مشروعات تطوير القاهرة التاريخية التي تتميز بتنوع وثراء مبانيها الأثرية والتاريخية.
وقال إن حديقة الفسطاط شهدت تطورا تاريخيًا غير مسبوق، مما سيجعلها واحدة من أكبر الحدائق في الشرق الأوسط، مضيفًا أن اللجنة تتابع أيضًا أعمال التطوير القائمة في مسجد السلطان أبو العلا.
وأشار إلى أن اللجنة تعمل خلال الفترة الأخيرة على استكمال جميع التنسيقات المطلوبة بمشروع المنطقة الأثرية بالأهرامات قبل موعد الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، بهدف رفع كفاءة ومستوى الخدمات المقدمة لزائري هذه المنطقة من المصريين والأجانب بما يتناسب مع مكانتها وقيمتها الحضارية.
ونوه بأن منطقة أبو مينا بالإسكندرية مهددة بالخطر نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالمنطقة، لافتًا إلى أنه زار المنطقة بالأمس وتابع جهود مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في إطار تطوير ورفع كفاءة الموقع تمهيدًا لإزالته من منطقة الخطر على قائمة مواقع التراث العالمي خلال الشهور القادمة.
وعن منطقة سانت كاترين، أكد أن المدينة تتأهب لتتحول إلى وجهة سياحية عالمية، حيث تعمل الدولة على تنفيذ مشروع “التجلي الأعظم” الهادف إلى تحقيق أقصى استفادة من المكانة التي تتمتع بها المدينة، وتطويرها من جميع الجوانب ضمن جهود الدولة وتوجيهات القيادة السياسية للحفاظ على مواقع التراث العالمي.
وشدد على أن الجهود التي تبذلها اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي لتطوير البنية الأساسية لمواقع التراث تهدف إلى تطوير تلك المواقع على نحو يليق بسمعة مصر الدولية، ويعزز من وجودها على الخريطة السياحية العالمية مما يسهم في زيادة عدد السائحين، وما يرتبط بذلك من زيادة الفرص الاقتصادية والاستثمارية في تلك المواقع.
وحضر الندوة لفيف من الشخصيات العامة والمهتمين بالثقافة والتراث، فضلاً عن عدد من القيادات التنفيذية بمحافظة الإسكندرية، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، فضلاً عن جمع من رواد مكتبة الإسكندرية وأساتذة وعمداء عدد من كليات جامعة الإسكندرية.
وأجرى اللواء خالد فودة خلال زيارته، جولة بمكتبة الإسكندرية، حيث تفقد المعارض والمتاحف الموجودة داخل المكتبة ومنها متحف المخطوطات، وكسوة الكعبة المشرفة، ومتحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات.