البوكر العالمية تعلن عن قائمتها القصيرة للعام 2025.. وإعلان الفائز الشهر المقبل

البوكر العالمية تعلن عن قائمتها القصيرة للعام 2025.. وإعلان الفائز الشهر المقبل

أعلنت مؤسسة البوكر العالمية عن القائمة القصيرة لجائزتها لعام 2025 وقد ضمّت ستة مؤلفين يُدرجون للمرة الأولى ضمن قائمة الجائزة المرموقة التى تعد أرفع جائزة فى العالم تُمنح للأدب المترجم.

وتألفت القائمة هذا العام من ستة أعمال عبارة عن خمس روايات ومجموعة قصصية واحدة، وقد اختارتها لجنة التحكيم لعام 2025 برئاسة الكاتب الإنجليزى ماكس بورتر، الذى سبق ترشيحه فى القائمة الطويلة لجائزة البوكر.

وتضم اللجنة أيضًا الشاعر والمخرج والمصور النيجيرى كاليب فيمى، والكاتبة ومديرة النشر فى مجلة «وسافيرى» سانا جويال، والكاتب والمترجم الكورى أنطون هور الذى سبق ترشيحه لجائزة البوكر العالمية، بالإضافة إلى المغنية وكاتبة الأغانى البريطانية الحائزة على عدة جوائز بيث أورتون.

وتُكرّم هذه القائمة أبرز الأعمال الأدبية الطويلة أو مجموعات القصص القصيرة التى تُرجمت إلى الإنجليزية ونُشرت فى المملكة المتحدة أو أيرلندا خلال الفترة الممتدة بين 1 مايو 2024 و30 أبريل 2025، وذلك وفقًا لاختيارات لجنة تحكيم هذا العام. وقد جرت التصفية من بين 154 عملا تقدمت بها دور النشر، وهو أعلى عدد من المشاركات منذ اعتماد الشكل الحالى للجائزة عام 2016.

وتُسلّط الجائزة الضوء على الدور الحيوى الذى يؤديه المترجمون فى إيصال الأدب العالمى، إذ تبلغ قيمة الجائزة الإجمالية 50,000 جنيه إسترلينى، تُقسم مناصفة بين المؤلف والمترجم (أو بالتساوى بين أكثر من مترجم فى حال وجودهم). كما يحصل كل عمل ضمن القائمة القصيرة على جائزة بقيمة 5,000 جنيه إسترلينى، تُوزّع كذلك مناصفة بين الكاتب والمترجم.

وقد تم الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية 2025 يوم الثلاثاء الماضى، بينما سيتم الإعلان عن الفائز فى حفل يُقام فى «تيت مودرن» بلندن يوم الثلاثاء 20 مايو، نقلا عن الموقع الرسمى للجائزة.

وقال الكاتب ورئيس لجنة التحكيم ماكس بورتر: «هذه الكتب المدهشة تطرح أسئلة وجودية حول مصيرنا، أو كيف نعايش مشاعرنا الإنسانية المعقدة كالحزن والفقد أو ممارسة طقوس العبادات أو حتى محاولات النجاة فى هذا العالم».

وأضاف: «إن تلك الكتب تقدم بدورها إجابات معقدة، أحيانا تميل إلى التشاؤم، وأحيانا أخرى تحمل أملا جذريا، وهى تمنح القارئ زاوية جديدة لرؤية التجربة الإنسانية المذهلة والمفزعة فى آن واحد».

وقد حجزت المترجمة البريطانية صوفى هيوز مكانًا لها فى القائمة عن ترجمتها لرواية «الكمال»، التى كتبها بالإيطالية فينتشينزو لاترونيكو، وهذه هى المرة الثالثة التى تُرشّح فيها «هيوز»، ما يجعلها صاحبة الرقم القياسى فى عدد مرات الوصول إلى القائمتين الطويلة والقصيرة فى تاريخ الجائزة.

وتتناول رواية «الكمال» قصة زوجين من جيل الألفية يعيشان فى برلين، وقد قال عنها الصحفى توماس ماكمولان فى صحيفة الجارديان إن الرواية «تتجاوز إطار السخرية من ثقافة الهيبستر فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين، بفضل العمق السوسيولوجى فى ملاحظات لاترونيكو»، وأضاف أن «الرواية تُبرز بوضوح كيف أن شكلًا معينًا من العولمة يمكن أن يفصلنا عن محيطنا».

وتضمنت القائمة أيضًا الكاتبة اليابانية هيرومى كاواكامى بروايتها «تحت عين الطائر الكبير» وهى رواية على هيئة مجموعة قصصية، وقد تُرجمت إلى الإنجليزية بواسطة آسا يونيدا.

أما الكاتبة الدنماركية سولفاى باليه والمترجمة الاسكتلندية باربرا جاى هافيلاند، فقد تم ترشيحهما عن رواية «فى حساب الحجم» وهى أولى أجزاء سلسلة مكوّنة من سبعة كتب مخطط لها، وتدور حول شخصية تُدعى «تارا» تجد نفسها عالقة فى حلقة زمنية لا تنتهى.

وضمت القائمة رواية «قارب صغير» للكاتب فنسنت ديليكرو، المترجمة من الفرنسية إلى الإنجليزية بواسطة هيلين ستيفنسون. وقد كُتبت الرواية خلال ثلاثة أسابيع فقط، وتستند إلى تسجيلات حقيقية لحادثة وقعت فى نوفمبر 2021، عندما انقلب قارب مطاطى يحمل مهاجرين أثناء عبوره القنال الإنجليزى من فرنسا إلى بريطانيا، مما أدى إلى وفاة 27 شخصًا كانوا على متنه.

ولأول مرة فى تاريخ الجائزة، يُدرج كتاب مترجم من اللغة الكانادية – وهى لغة يتحدث بها عشرات الملايين، وخصوصًا فى ولاية كارناتاكا جنوب غرب الهند – ضمن القائمة القصيرة، وهى «مصباح القلب» للكاتبة بانو مشتاق، وترجمتها ديبا بهاستى.

ويضم الكتاب 12 قصة كُتبت بين عامى 1990 و2023، وتتناول الحياة اليومية للنساء والفتيات فى المجتمعات المسلمة بجنوب الهند.

وتضم القائمة كذلك رواية «قبعة من جلد الفهد» للكاتبة الفرنسية آن سير، والتى ترجمها إلى الإنجليزية مارك هاتشينسون، وهى تدور حول امرأة تعانى من اضطرابات نفسية عميقة عقب انتحار شقيقتها.

أما الأعمال الأخرى التى وردت فى القائمة الطويلة لهذا العام فكانت: «كتاب الاختفاء» للكاتبة ابتسام عازم والتى ترجمها سنان أنطون، و«هناك وحش خلف الباب» للكاتبة جاييل بيليم والتى ترجمتها كارين فليتوود ولايتيتيا سان لوبرت، و«اللولب» للكاتب ميرسيا كرتاريسكو والتى ترجمها شون كوتر، و«الأحدب» لساؤو إيشيكاوا والتى ترجمتها بولى بارتون، و«نفايات أوروبية» للكاتب كريستيان كراخت والتى ترجمها دانيال بولز، و«عن جنون امرأة» للكاتبة أستريد رومر والتى ترجمتها لوسى سكوت.

يُذكر أن من أبرز الفائزين بالجائزة فى السنوات السابقة كل من الكاتبة الكورية التى حازت على جائزة نوبل للعام 2024 هان كانج، والكاتبة البولندية أولجا توكارتشوك، والشاعر الهولندى لوكاس راينفيلد. أما الجائزة العام الماضى فقد فازت بها الألمانية جينى إربنبيك مع مترجمها مايكل هوفمان عن رواية «كايـروس».

وتألفت القائمة القصيرة هذا العام للمرة الأولى من أعمال صادرة عن دور نشر مستقلة بالكامل، وتميزت أغلب الأعمال المدرجة بقصرها، إذ لا يتجاوز أربعة منها 200 صفحة.