البنك الدولي يوضح: إذا كان دخلك اليومي يقل عن 3 دولارات، فأنت تعيش تحت خط الفقر.

– تغير كبير في مواقع تركز الفقراء منذ التسعينيات.. تردي متواصل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
عدّل البنك الدولي خط الفقر، خلال شهر يونيو الجاري، ليزيد البلدان منخفضة الدخل، من 2.15 دولار إلى 3 دولارات للشخص الواحد في اليوم.
وفي الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، تغير المعدل من 3.65 دولار إلى 4.20 دولار، وفي الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل من 6.85 دولار إلى 8.40 دولار.
وأشار البنك في تقرير على نشرته الأسبوعية أمس، إلى تحديث خط الفقر العالمي لأول مرة في عام 2001، وتبعه مراجعات في الأعوام 2008 و2015 و2022، وأُجري تحديث آخر مؤخرا في يونيو الجاري.
يأتي هذا التحديث الأخير، الذي ينطبق أيضا على خطوط الفقر في البلدان متوسطة الدخل، في أعقاب إصدار مجموعة جديدة من العام الماضي استنادا إلى الأسعار التي جمعها برنامج المقارنات الدولية في عام 2021.
كما أنه يعكس التغيرات في خطوط الفقر الوطنية، وهو سبب كبير للزيادة، خاصة بالنسبة للخط الذي يتتبع الفقر المدقع.
وقال البنك: “مهما يكن من أمر، وبغض النظر عن القيم المُحدثة، لا يزال خط الفقر العالمي يقيس النسبة المئوية للأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع بطريقة القياس نفسها منذ عام 1990، كما أنه يوضح نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع وفقا لمعايير أشد بلدان العالم فقرا”.
وفي تقرير بعنوان: “تعزيز الأساليب المستخدمة في قياس الفقر على مستوى العالم”، قال البنك إنه على مدار 35 عاما، تعمل مجموعة البنك الدولي على قياس معدلات الفقر العالمي بهدف متابعة التقدم نحو القضاء على أشد أشكال الحرمان من الاحتياجات الإنسانية الأساسية الناتجة عن الفقر المدقع.
جدير بالذكر أن تطبيق نظام قياس خط الفقر العالمي في عام 1990 قدم معياراعالميا لتحديد التكلفة اليومية التي يحتاجها الفرد لتلبية احتياجاته الأساسية في بلد منخفض الدخل. هذه التكلفة في ذلك الوقت بلغت دولارا واحدا في بلد منخفض الدخل.
وقد تم تحديث هذا الخط عدة مرات منذ ذلك الحين ليعكس الأسعار المتغيرة وتكاليف تلبية الاحتياجات الأساسية. وكان آخرها هذا الشهر، عند 3 دولارات للشخص الواحد في اليوم.
وقال: “لا يزال هذا الخط منخفضا للغاية ولا يعكس سوى تكلفة تلبية الاحتياجات الأساسية في أشد بلدان العالم فقرا. وللحصول على رؤية أكثر شمولية للفقر، نأخذ في الاعتبار أيضًا معايير أخرى تعكس تكلفة تلبية الاحتياجات الأساسية في البلدان التي تتمتع بمستويات دخل أعلى إلى حد ما. فقد أدخل البنك الدولي خطين إضافيين للفقر في عام 2017، أحدهما للشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل والآخر للشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل. وتعكس خطوط الفقر الثلاثة القيمة الوسيطة لخطوط الفقر الوطنية للبلدان في فئات الدخل الخاصة بكل بلد على حدة”.
وفي عام 2024، طور البنك، مفهوما جديدا يُعرف بفجوة الرخاء، الذي يساعد في مراقبة الفجوات التي تواجهها البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في سعيها للوصول إلى الحد الأدنى من مستويات المعيشة في البلدان مرتفعة الدخل.
وهذه المؤشرات توضح كيف تغير الفقر تغيرا كبيرا منذ التسعينيات. ففي ذلك الوقت، كانت الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يعيشون في فقر في 3 مناطق: شرق آسيا والمحيط الهادئ، وجنوب آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ومنذ ذلك الحين، انخفضت نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر بشكل كبير في شرق آسيا والمحيط الهادئ وجنوب آسيا، وأصبحت تتركز بشكل متزايد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ولفت البنك الدولي إلى أن التركيبة السكانية في العالم قد تغيرت بشكل كبير. ففي عام 1990، كان ما يقارب من 60% من الناس يعيشون في البلدان منخفضة الدخل، بينما اليوم أقل من 10%. في الوقت نفسه، أصبحت البلدان متوسطة الدخل الآن موطنا لحوالي ثلاثة أرباع سكان العالم.
ومع تطور مستويات المعيشة في جميع أنحاء العالم مع الوقت، تطورت أيضا الطريقة التي يقيس بها البنك معدلات الفقر العالمي.
وحدث خطوط الفقر عدة مرات لمراعاة ارتفاع تكاليف المعيشة، وتحسين مقاييس استهلاك الأسر المعيشية، وكان السبب في ذلك التغيرات في خطوط الفقر الوطنية.
ومن الأمور بالغة الأهمية في هذه التحديثات تعادل القوة الشرائية (PPPs)، فهذا المقياس يساعد البنك على فهم كيفية اختلاف مستويات الأسعار من بلد إلى آخر.
وتُستخدم تعادلات القوة الشرائية لتحويل خطوط الفقر الوطنية وقيم دخل الأسر واستهلاكها إلى عملة موحدة بين البلدان. هذا يساعد في مراقبة الفروقات في تكاليف المعيشة على مستوى العالم.