كيفية مواجهة الاكتئاب بعد انتهاء العطلة؟

كيفية مواجهة الاكتئاب بعد انتهاء العطلة؟

توشك إجازة عيد الأضحى على الانتهاء، تاركة خلفها أثرًا من الدفء العائلي، وأصداء ضحكات طافت بيوتًا امتلأت بالأهل والذكريات.

ومع أن العودة وانتهاء الإجازة تبدو مجرد انتقال طبيعي من الراحة إلى العمل، إلا أن هذا التبدّل المفاجئ ليس بسيطًا كما قد يُظن؛ بل يترك أثرًا نفسيًا ملموسًا يُعرف بـ”اكتئاب ما بعد الإجازة”، وِفقًا لما أكدته مجلة هارفارد بيزنس ريفيو في تقرير تناول هذا الشعور الذي يصيب كثيرين بعد فترات الراحة الإجازات الممتدة.

ويؤكد باحثو السلوك، أن تلك الحالة شائعة أكثر مما نظن، خاصة بعد إجازات موسمية كعيد الأضحى، فكيف يمكننا تجاوز هذه “العودة الثقيلة” بأقل قدر من الارتباك النفسي؟

1. ابدأ بالبسيط

يظن البعض أن مواجهة أكوام العمل المؤجلة يتطلب هجومًا مباشرًا في أول الصباح. لكن الأبحاث النفسية تحذر من هذه “الاندفاعة” التي تؤدي غالبًا إلى توتر زائد.

الأذكى أن تبدأ بما هو بسيط وسهل الإنجاز، لتستعيد تدريجيًا ثقتك بإيقاع العمل، قبل التورط في مهام معقدة تستهلك طاقتك من اليوم الأول، وِفقًا لما نشرته مجلة “هارفارد بيزنس ريفيو”.

2. تدرّج في العودة.. كما تدرّجت في الراحة

إجازة العيد لا تعني أنك استرحت كليًا. ربما كنت في سفر مرهق، أو محاصرًا بمسئوليات اجتماعية. لذا، لا تتوقع من نفسك أن تكون بكامل طاقتك فور العودة.

امنح نفسك يومين على الأقل كـ”منطقة انتقالية” بين العيد والعمل، وخفف عدد الاجتماعات والمهمات الكبيرة خلال تلك الفترة.

3. استدعِ المعنى من جديد: لماذا تعمل أصلًا؟
 

وسط فتور ما بعد العيد، من الطبيعي أن تتساءل: لماذا أعود؟ ما الهدف؟
الإجابة ليست في الراتب وحده، بل في استدعاء الجوانب التي تحبها في عملك: هل تحب التفاعل؟ الإنجاز؟ الإبداع؟

كما تشير الدكتورة أيليت فشباش، أستاذة علم النفس في جامعة شيكاغو، فإن استرجاع ما يمنح العمل قيمة ومعنى، يعزز القدرة على التكيّف مع العودة بعد الانقطاع.

4. لا تحاول تعويض “الغياب” بالمبالغة في الحضور

غالبًا ما نشعر بعد الإجازات الطويلة بأننا “خارج الصورة”، فنحاول تعويض ذلك بحماس زائد، أو التطوع لكل مهمة جديدة.

لكن هذا الحماس قد يتحول إلى إرهاق، وربما يضعف الأداء بدلاً من تحسينه.

الأنسب هو اختيار مهمة واحدة تعكس مهاراتك جيدًا، دون أن تُستهلكك ذهنيًا.