الجيش الأمريكي يبدأ اعتقال المهاجرين عند الحدود الجنوبية للمرة الأولى

الجيش الأمريكي يبدأ اعتقال المهاجرين عند الحدود الجنوبية للمرة الأولى

 بدأت القوات الأمريكية بتوقيف المهاجرين مباشرة بتهمة التعدي على منطقة أُعلنت مؤخرا كمنطقة دفاع وطني على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، في تصعيد لدور الجيش في إنفاذ القانون، بحسب ما أفادت به السلطات يوم الأربعاء.

ووصف اللفتنانت كولونيل في الجيش الأمريكي تشاد كامبل بالتفصيل أولى عمليات التوقيف التي نفذها الجنود الأسبوع الماضي، وشملت ثلاثة مهاجرين متهمين بدخول منطقة دفاع وطني قرب مدينة سانتا تيريزا في ولاية نيو مكسيكو.

وتم تسليم هؤلاء المهاجرين بسرعة إلى سلطات الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، وهم الآن ضمن أكثر من 1400 مهاجر وُجهت إليهم تهم التسلل إلى مناطق عسكرية على طول الحدود، بموجب استراتيجية جديدة لتطبيق قوانين الحدود تبنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ويُحظر على القوات تنفيذ مهام إنفاذ القانون المدني داخل الأراضي الأمريكية بموجب “قانون بوسي كوميتاتوس”، إلا أن استثناء يُعرف بـ”عقيدة الغرض العسكري” يسمح بذلك في ظروف معينة.

وقال كامبل: “لاحظنا ثلاثة أشخاص يعبرون الحاجز الواقي إلى داخل الولايات المتحدة. فتوجهت وحدة من وزارة الدفاع لاعتراضهم، وأمرتهم بالجلوس… وخلال ثلاث دقائق فقط وصلت دورية الحدود لتقوم بعملية الاعتقال. لذا فإن تلك الدقائق الثلاث تُعد احتجازا مؤقتا من قبل الجيش”.

ويأتي هذا التوسع في دور الجيش على الحدود في الوقت الذي اجتمع فيه عشرات من رؤساء البلديات من مختلف أنحاء منطقة لوس أنجليس يوم الأربعاء، مطالبين إدارة ترامب بوقف المداهمات المكثفة التي تقوم بها سلطات الهجرة، والتي أثارت الخوف في أوساط السكان وأشعلت احتجاجات في أنحاء البلاد.

وأمر ترامب بنشر ألفي فرد إضافي من الحرس الوطني استجابة للاحتجاجات المتعلقة بالهجرة في لوس أنجليس، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لأفراد الحرس الموضوعين تحت الأوامر الاتحادية للتعامل مع الاحتجاجات إلى أكثر من 4100. وكانت وزارة الدفاع قد نشرت بالفعل نحو 700 عنصر من مشاة البحرية (المارينز) في المدينة.

وقال الميجور جنرال سكوت شيرمان: “نتوقع تصعيدا”، مشيرا إلى أن الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد قيد الدراسة. وأضاف: “تركيزي الآن هنا في لوس أنجليس، ما يحدث هنا، لكننا قلقون جدا”.

وحثّ رؤساء بلديات منطقة لوس أنجليس وأعضاء المجالس البلدية الرئيس ترامب على التوقف عن استخدام القوات العسكرية المسلحة إلى جانب عملاء الهجرة خلال المداهمات.

كانت شرطة لوس أنجليس أعلنت أنها نفذت ما يقرب من 400 عملية اعتقال واحتجاز منذ يوم السبت، وذلك في إطار الاحتجاجات المتواصلة ضد سياسات الهجرة.

وأوضحت الشرطة أن الغالبية العظمى من هذه الاعتقالات جاءت بسبب رفض المحتجين مغادرة المنطقة رغم التحذيرات المتكررة من قبل قوات الأمن.

كما أشارت إلى أن عددا قليلا من المعتقلين وُجهت إليهم تهم أكثر خطورة، من بينها الاعتداء على ضباط شرطة، وحيازة زجاجة حارقة (مولوتوف) وسلاح ناري.

وأعلنت السلطات أن الشرطة احتجزت أكثر من 20 شخصا، معظمهم بسبب انتهاك حظر التجول، في الليلة الأولى من فرض القيود وسط مدينة لوس أنجليس، واستخدمت مقذوفات لتفريق مئات المتظاهرين المحتجين على حملة الرئيس ترمب ضد المهاجرين.

لكن بالمقارنة مع الليالي السابقة، شهدت الليلة الماضية اشتباكات أقل بين الشرطة والمتظاهرين، ومع بزوغ الفجر، عادت شوارع وسط المدينة إلى الازدحام المعتاد مع سكان يتمشون برفقة كلابهم وموظفين يحملون أكواب القهوة.

وأوضحت السلطات أن حظر التجول كان ضروريا لوقف أعمال التخريب والسرقة التي ارتكبها “مثيرو الشغب” بعد خمسة أيام من الاحتجاجات التي تركزت في وسط المدينة. كما امتدت المظاهرات إلى مدن أمريكية أخرى مثل دالاس وأوستن في تكساس، وشيكاغو ونيويورك، حيث خرج الآلاف وكان هناك المزيد من الاعتقالات.

ويشمل حظر التجول الليلي في لوس أنجليس، الذي قالت رئيسة البلدية كارين باس إنه سيظل مفروضا طالما اقتضت الحاجة، منطقة تمتد على مساحة ميل مربع (5ر2 كيلومتر مربع)، وهي نفس المنطقة التي تشهد احتجاجات متواصلة منذ يوم الجمعة في المدينة الضخمة التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة. وتغطي مدينة لوس أنجليس بأكملها نحو 500 ميل مربع.

وقالت باس: “إذا استمرت المداهمات، وإذا وُجد الجنود يسيرون في شوارعنا، أتصور أن حظر التجول سيبقى مستمرا”.