تلسكوب هابل يكشف عن سر جديد يتعلق بكوكب أورانوس وأقماره

كشفت دراسة جديدة طُرحت خلال مؤتمر صحفي في الاجتماع الـ246 للجمعية الفلكية الأمريكية (AAS) في ألاسكا عن نتائج مفاجئة تتعلق بالبيئة المغناطيسية لكوكب أورانوس وأكبر أقماره، وهذا ما تبين عند التقاط تلسكوب هابل الفضائي صورا جديدة لأورانوس ، الكوكب السابع في النظام الشمسي، كاشفا ليس فقط حلقاته المميزة، بل أيضا أسرارا جديدة حول أقماره الغامضة وآلية عمل مجاله المغناطيسي.
في السابق، توقع العلماء أن الإشعاع الصادر عن المجال المغناطيسي للكوكب سيؤدي إلى جعل الجانب الخلفي من أقماره الأربعة الرئيسية “آرييل”، “أومبريل”، “تيتانيا”، و”أوبيرون”، أكثر عتمة، لكن البيانات الواردة من تلسكوب هابل أظهرت عكس ذلك تماما، فقد ظهر الجانب الأمامي من القمرين الخارجيين (تيتانيا وأوبيرون) أكثر عتمة واحمرارا، بينما لم يظهر أي فرق ملحوظ في سطوع القمرين الداخليين (آرييل وأومبريل).
وحسب نتائج الدراسة، تبين أن الغلاف المغناطيسي لأورانوس قد لا يتفاعل بشكل كبير مع أقماره الكبيرة، ما يطرح احتمالين، إما أن يكون خامدا أو أكثر تعقيدا بكثير مما كان يعتقد سابقا.
جدير بالذكر، أن هذا الاكتشاف يعتبر فرضية جديدة مثيرة للاهتمام، يركز على ديناميكيات فريدة في نظام أورانوس، حيث يبدو أن تفاعلات الغبار بين الأجسام المختلفة تلعب دورا أكبر مما كان متوقعا في تشكيل خصائص أسطح الأقمار، كما يشير إلى أن الغلاف المغناطيسي لذلك الكوكب قد يكون أقل نشاطا في التفاعل مع أقماره مقارنة بالتقديرات السابقة، أو أن آليات هذا التفاعل أكثر تعقيدا مما نعرفه.
وتمكن العلماء من الوصول إلى هذه النتائج بفضل القدرات الفريدة لتلسكوب هابل في مجال الأشعة فوق البنفسجية، وهو المجال الذي لا يمكن دراسته من الأرض بسبب حجب الغلاف الجوي للأطوال الموجية، ومن المتوقع أن تساهم الملاحظات المستقبلية باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي في تعميق فهمنا لهذا النظام الكوكبي الغامض وتفاعلاته المعقدة.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تفتح بابا جديدا لفهم ديناميكيات الأنظمة الكوكبية، وتؤكد مرة أخرى أن الطبيعة غالبا ما تكون أكثر إبداعا من توقعاتنا النظرية، كما تبرز الحاجة إلى مزيد من الاستكشافات لأسرار أورانوس، الذي ما زال يحتفظ بالعديد من الألغاز التي تنتظر الحل.