وزير الخارجية الألماني ينبه من خطر اتباع سياسة الت appeasement تجاه روسيا

رغم الجدل الدائر داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني حول إجراء محادثات دبلوماسية مباشرة مع روسيا، صرح وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بأنه لا يرى أي داعٍ لإجراء مكالمة هاتفية عاجلة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وردًا على سؤال صحفي حول موعد أول مكالمة له مع لافروف، قال فاديفول خلال مؤتمر لوزراء الخارجية لدعم أوكرانيا في العاصمة الإيطالية روما: «لا أرى في الوقت الحالي أي فرصة أو إمكانية لإجراء مزيد من المحادثات».
وأكد الوزير المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي أنه إذا تم إجراء مثل هذه المحادثات، فإن ألمانيا «ستقوم بها فقط بالتعاون مع شركائها الأوروبيين»، وأردف: «نحن بالطبع مستعدون دائمًا للتفاوض» في هذه الأطر. لكنه أضاف أنه «من الواضح أن روسيا غير مستعدة للتفاوض في الوقت الراهن ، بل تسعى إلى الحرب». وقال إنه طالما ظل هذا هو الحال، «فإننا نقف بثبات إلى جانب أوكرانيا».
ورأى فاديفول أن الهجمات «المدمرة» التي شنتها روسيا في الأيام الماضية أظهرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ليس مستعدًا حاليًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل لا يزال يسعى إلى حل عسكري في أوكرانيا». وقال: «لا يمكن للغرب الحر أن يقبل بذلك. ولهذا، فلا يوجد أي مدعاة للامبالاة، ويجب ألا نعود إلى سياسة الاسترضاء».
ووجّه فاديفول حديثه إلى نظيره الأوكراني الحاضر في المؤتمر، أندريه سيبيها، قائلًا: «دعمنا لأوكرانيا (…) راسخ لا يتزعزع: سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا».
يُذكر أن مصطلح “الاسترضاء” يُستخدم للإشارة إلى السياسة التي انتهجها رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين في ثلاثينيات القرن العشرين، حيث حاول تجنّب اندلاع الحرب عبر السماح لألمانيا النازية بضم إقليم السوديت التابع لتشيكوسلوفاكيا آنذاك.
وكان ساسة بارزون في الحزب الاشتراكي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، أصدروا بيانا أعربوا فيه عن معارضتهم للسياسة الأمنية والدفاعية التي ينتهجها الائتلاف الحاكم في ألمانيا وكذلك قيادة حزبهم، ووجهوا عدة مطالب في هذا البيان من بينها الدخول في مفاوضات دبلوماسية مباشرة مع روسيا.
وجاء من بين الموقّعين على البيان كل من رولف موتسينيش، الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للحزب، ونوربرت فالتر-بوريانس، الرئيس السابق للحزب، ورالف شتيجنر المختص بالسياسة الخارجية في الحزب، والعديد من نواب البرلمان الألماني وبرلمانات محلية.
وفي بيان مشترك خلال المؤتمر الذي نظمه وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، أكد المشاركون مجددًا «دعمهم الثابت لأوكرانيا، ولشعبها، ولديمقراطيتها، وأمنها، وسيادتها، واستقلالها، وسلامة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليًا». وقد شارك في المؤتمر، إلى جانب آخرين، وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، مارك روته.